تضاربت تصريحات الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس هيئة قناة السويس، مهاب مميش، بشأن تكلفة التفريعة الجديدة للقناة وعدد السفن العابرة فيها منذ افتتاحها، إضافة إلى إيراداتها.
وقال السيسي، خلال ندوة نظمها الجيش المصري، أمس الأحد، إن تكلفة "القناة الجديدة" بلغت 20 مليار جنيه ( ما يعادل 2.52 مليار دولار ).
وأضاف السيسي أن بلاده تمكنت من استرجاع تكلفة القناة بمرور 60 إلى 63 سفينة عبر القناة، حيث قال: "إذا كان على الـ20 مليار اللي إحنا دفعناهم، إحنا جبناهم تاني".
وقبل عام جمعت السلطات المصرية 64 مليار جنيه من خلال شهادات قناة السويس، التي تعهدت بأن تضخ أموالها في مشروع التفريعة الجديدة.
ويأتي هذا التضارب في الأرقام أيضا بعيد صدور دعوات إلى إلغاء فوائد شهادات قناة السويس بمبررات وطنية، وهو ما أثار جدلا واسعا في مصر، وشكوكا بشأن مصير تلك الشهادات.
وتتناقض تصريحات الرئيس المصري أيضا مع أرقام مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس.
وقدر مميش، في حوار مع الإعلامي المصري، أحمد موسى، خلال برنامج "على مسؤوليتي"، الذي تبثه فضائية "صدى البلد"، تكلفة التفريعة الجديدة بـ3.2 مليارات دولار، ما يعادل 24.9 مليار جنيه، بفارق كبير عن الرقم الذي أعلن عنه السيسي.
— Khaled Farghaly (@khaledfarghaly) 17 Août 2015 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
">
|
وكشف مميش أيضا عن مشروع لإنشاء أنفاق تحت التفريعة الجديدة بقيمة 4 مليارات دولار وبما يعادل 31.3 مليار جنيه. يذكر أن السلطات المصرية لم تتحدث عن هذا المشروع عند إطلاق دعوة المدخرين للاكتتاب في شهادات قناة السويس.
وامتد تضارب أرقام السيسي ومميش ليشمل أيضا عدد السفن المارة في التفريعة الجديدة للقناة.
ففي حين تحدث السيسي، خلال الندوة التي نظمها الجيش المصري، أمس الأحد، عن 62 سفينة، يقدر مميش عدد السفن التي عبرت التفريعة الجديدة بما بين 47 و48 سفينة دون أن يكشف عما إذا كانت إيرادات هذا المعدل كافية لتغطية تكلفة القناة.
— ana BABA yala (@7okaha) 17 Août 2015 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
">
|
وكانت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني قد استبعدت، الخميس الماضي، ، أن تحقق الحكومة المصرية الإيرادات التي تتوقعها من قناة السويس بعد افتتاح التفريعة الجديدة.
وأشارت الوكالة إلى أن مساعي الحكومة المصرية بزيادة إيرادات قناة السويس من 5.4 مليارات دولار إلى 13.2 مليار دولار في 2023 "تقوم على افتراضات بتعافٍ حاد في نمو التجارة العالمية وهو أمر غير مرجح الحدوث.. ومضاعفة عدد السفن العابرة للقناة إلى 97 يومياً من حوالى 50 حالياً".
وأوضحت أن تحقيق الزيادة المستهدفة من توسعات القناة، يتطلب نمو التجارة العالمية 10% كل سنة في الفترة بين 2016 إلى 2023.
وافتتحت مصر، الخميس قبل الماضي، التفريعة السابعة لقناة السويس، بطول 35 كيلومتراً، في مسعى لتعظيم إيرادات القناة، على الرغم من شكوك حول جدوى المشروع الجديد اقتصادياً. وتراجعت الحكومة المصرية عن تقديراتها بشأن إيرادات قناة السويس بعد افتتاح التفريعة الجديدة.
وتتوقع القاهرة ارتفاع إيرادات قناة السويس بقيمة لا تزيد عن 100 مليون دولار فقط في 2015- 2016 (عام افتتاح المشروع الجديد)، لتصل إلى 5.5 مليارات دولار، مقابل 5.4 مليارات متوقع تحقيقها بنهاية العام المالي الماضي، وفق خطة التنمية الاقتصادية للعام المالي الحالي.
اقرأ أيضاً: حكومة مصر تتراجع عن توقعاتها بشأن إيرادات قناة السويس