تشكك روسي في اتفاق "أوبك+"

08 يوليو 2019
حقل نفط روسي في القطب الشمالي (Getty)
+ الخط -



تنظر بعض شركات النفط الروسية بعين الريبة والامتعاض إلى صفقة "التعاون الدائم" بين روسيا والسعودية الخاصة بتحديد سقف إنتاج النفط الذي وقع الأسبوع الماضي في فيينا في إطار آلية "أوبك+".

وتأتي هذه النظرة وسط تعدد وجهات النظر حول النتائج الاقتصادية لصفقة أوبك بالنسبة لروسيا. ووفقاً لأكثرها شيوعاً، فإن موسكو ستستفيد بشكل لا شك فيه من انخفاض إنتاج النفط، لأنه يسمح بالحفاظ على ارتفاع الأسعار، لكن بعض شركات الطاقة الروسية ممتعضة من التعاون النفطي مع السعودية بحسب صحيفة "فوينيه أوبزريني" الروسية.

ويرى منتقدو الصفقة أنها خطيرة جداً بالنسبة لروسيا، لأنها تكبح معدل إنتاج النفط في البلاد، التي يرتفع فيها الإنتاج ببطء مقارنة مع منافساتها.

وبخلاف أعضاء منظمة "أوبك" والدول غير الأعضاء في المنظمة مثل الولايات المتحدة، ينمو إنتاج النفط في روسيا بوتيرة بطيئة للغاية، وذلك ببساطة لأن العديد من الحقول النفطية الروسية تقع في مناطق القطب الشمالي، التي لا يمكن العمل فيها في فصل الشتاء.

وحسب الصحيفة الروسية، قد ينعكس انخفاض معدلات نمو إنتاج النفط على حصة روسيا في سوق النفط العالمية. وكلما قلت الحصة قل تأثيرها في هذه السوق.

ولاحظ خبراء روس في صناعة الطاقة أن شركات النفط الصخري الأميركية أصبحت هي "المنتج المرجح" في الأونة الأخيرة وليست السعودية كما كان في السابق، وذلك لمقدرتها على التحكم في معدلات الإنتاج، إذ تتمكن هذه الشركات من رفع إنتاجها بمعدلات سريعة، حينما ترتفع أسعار النفط وتخفض إنتاجها بذات السرعة حينما تنخفض الأسعار.
وارتفع معدل إنتاج النفط الأميركي إلى 12.5 مليون برميل يومياً خلال العام الجاري، وذلك حسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، ودخلت مجال استخراج النفط الصخري خلال العام الجاري شركات طاقة كبرى مثل شيفرون وأكسون موبيل. 

وهذا من شأنه أن يرفع سريعاً من معدلات إنتاج النفط الصخري مقارنة بما كان عليه في السابق، حينما كان مجال إنتاج النفط الصخري قاصراً على الشركات الصغيرة في السابق.

وبالتالي ترى هذه الشركات أن الاتفاق بين أوبك وروسيا سيمنح ميزة تتفوق بها الولايات المتحدة على موسكو وزيادة تأثيرها. كما تتخوف الشركات الروسية على سوقها في الصين، وسط التسوية الجارية بين واشنطن وبكين للنزاع التجاري، والحديث عن أن بكين ربما تلجأ لزيادة وارداتها من النفط الأميركي لخفض الفائض التجاري مع الولايات المتحدة.

ومن الشركات الروسية التي تعارض بشدة اتفاقية "أوبك +" والتعاون الدائم، شركة "روس نفط"، التي تنظر إلى صفقة "أوبك+" بسلبية شديدة، وترى أنها تصب فقط في مصلحة الولايات المتحدة.

ويرى آخرون أن الالتزام بالصفقة سيؤخر تطوير عدد من مشاريع الاستخراج الروسية، ما سيؤثر حتماً في وضع الصناعة التحويلية، وعدد الوظائف، ومستوى دخل السكان. وتوجد في روسيا العديد من الشركات التي ترغب في زيادة حصتها النفطية في السوق الصيني المتنامي، ولكن هذه الاتفاقية تمنعها من التوسع في الإنتاج النفطي.
دلالات
المساهمون