قبل أسبوع، أعلنت محطة "إل بي سي آي" LBCI اللبنانية عن اتجاهها إلى تقنية "التشفير" في أسلوب عرضها. وقالت في بيان وُزِّع على الصحافة إنها ستنتقل من البثّ المجّاني المفتوح الى البثّ المُشفّر قريباً. وبإمكان المشاهدين الاشتراك عمومًا بـ "كايبل فيجن" CABLEVISION، كما يُمكن للمشتركين عبر قمر "عربسات" الاشتراك في هذه الميّزة. أمّا لمشاهدي المحطّة عبر موزّعي الكايبل، فيمكنهم الاستفسار من الموزّع الذي يتعاونون معه. وقال البيان أيضاً، إنَّ LBCI تُوفّر لمشاهديها أيضاً خدمة الـ"البثّ المباشر" والـVOD (المشاهدة عند الطلب)، وذلك عبر الاشتراك وتحميل تطبيق القناة على الأجهزة الذكيّة.
لم يشكل ذلك مفاجأة، أقله بالنسبة للمواطنين اللبنانيين الذين يدركون جيداً أنَّ المحطات التلفزيونيَّة في لبنان تصارع مالياً على البقاء. ولم يكن إقفال قناة "المستقبل"، قبل شهرين، إلّا إنذارًا أوّلاً، ودليلاً على الشح المالي الذي تعانيه المحطات. علمًا أنّ غالبية هذه المحطات، محكومة بإدرات مرتبطة غالبًا بنخبة سياسيَّة فاسدة، ومدرجة ضمن النظام الطائفي اللبناني، الذي يعاني من انتفاضة شعبيّة ضده منذ أكثر من 100 يوم.
ويؤكِّد خبراء في القانون أن تشفير قنوات لبنان التلفزيونية هو أمر غير قانوني، وفق قانون الإعلام في لبنان. في المقابل، تحاول بعض المحطات الاستعانة بمجموعات عالمية مثلما فعلت LBCI التي دخلت مجموعة Cablevision، إذْ من خلالها يستطيع المشاهد اللبناني الاشتراك في المجموعة، لمشاهدة أو متابعة باقة القنوات ومنها LBCI. ثلاث محطات إلى اليوم دخلت إطار التشفير المدفوع، ومن المتوقع أن تلحق بها باقي المحطات المحلية، استكمالاً لسياسة البحث عن مصادر أخرى للتمويل وسد النفقات.
هنا، ثمة سؤال جوهري يطرح نفسه: ماذا عن الدراما العربية في شهر رمضان المقبل؟ هل ستتأثر بهذه الإجراءات، ومن سيقوم بعد اليوم بالترويج لهذه الدراما، أو شراء عرضها الأول؟
من المعروف أن الدراما اللبنانية، أو تلك المسماة بـ"الدراما العربية المشتركة"، هي الأكثر جماهيرية، ومطلوبة جداً من ضمن المسلسلات الخاصة بشهر رمضان، إذْ أعلنت شركة صادق الصباح التي تنتج ثلاثة أعمال عربية، نيتها التعاون مع محطة MTV اللبنانية، وهي السنة السادسة التي تتعاون فيها الصباح مع المحطة المذكورة. والسبب هو طبعًا النجاح الذي حققه عرض المسلسلات على المحطة اللبنانيَّة، وبالتالي ضمانة تواجد مجموعة من الممثلين المؤثرين المشاركين في أعماله، على المواقع البديلة، الأمر الذي يدعم المحطة أثناء عرض المسلسل أيضًا.
لكن شركة "الصبّاح" التي تنهي هذه السنة مسلسل "الهيبة"، في جزء رابع تعد له اليوم، ويحمل عنوان "الهيبة - الرد" ما زالت تحاول بيع مجموعة من إنتاجاتها إلى محطات أخرى. علمًا أنَّ MTV لبنان ضمنت عدداً من هذه الأعمال، وقيل إن مستحقات بدل العرض الأول للشركة من قبل المحطة، والتي تتجه هي أيضاً للتشفير، ستكون على دُفعات. فالمحطَّات في لبنان، وبعد الانتفاضة دخلت التقشُّف، وبعضها يدفع نصف الرواتب للموظفين الآن.
اقــرأ أيضاً
ماذا عن دراما رمضان؟ "2020" هو مسلسل يعيد جمع نادين نجيم مع شريكها السنة الماضية قصي خولي، اشترت حقوقه MTV اللبنانية ككل سنة. واختارت المحطة نفسها، أيضاً، مسلسل "أسود فاتح" الذي يجمع هيفا وهبي ومجموعة من الوجوه المصرية واللبنانية، علمًا أنّه يصور حالياً في لبنان للعرض الرمضاني الأول. أمّا في الجهة المقابلة، فمن الواضح أنّ شركة "إم بي سي" دخلت على الخط، وباتت تطلب مزيداً من المسلسلات، وذلك لاتساع دائرة بثها التي لم تعد تقتصر على المواقع البديلة، بل أصبحت رهناً بالتطبيقات الخاصة على الهواتف المحمولة، مثل منصَّة "شاهد". وكان شتاء المجموعة محملاً بالمسلسلات الجديدة التي عُرِضَت، ومنها ما بدأ عرضه قبل أيام"، كـ"الديفا" و"العميد"، ومؤخراً بدأ عرض "العودة" على "المحطة الرابعة". لكن "أم بي سي" نفسها، لم تتجه إلى سياسة التشفير الخاصة. لذلك، لا تزال بالنسبة للمنتج اللبناني، السوق الأوَّل على صعيد عرض المسلسلات في موسم رمضان.
التشفير المتوقع، هو آخر الحلول المتوقعة للأزمة التي تعاني منها كل القنوات اللبنانية. أزمة بدأت قبل انتفاضة 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، لكن التظاهرات سارعت من ظهورها. فالمال السياسي الذي كانت تتغذى منه أغلب القنوات تراجع نتيجة الأزمة المالية في البلاد، كذلك الأمر بالنسبة للإعلانات، وهو ما جعل المحطات أمام الامتحان الأصعب منذ تأسيسها.
لم يشكل ذلك مفاجأة، أقله بالنسبة للمواطنين اللبنانيين الذين يدركون جيداً أنَّ المحطات التلفزيونيَّة في لبنان تصارع مالياً على البقاء. ولم يكن إقفال قناة "المستقبل"، قبل شهرين، إلّا إنذارًا أوّلاً، ودليلاً على الشح المالي الذي تعانيه المحطات. علمًا أنّ غالبية هذه المحطات، محكومة بإدرات مرتبطة غالبًا بنخبة سياسيَّة فاسدة، ومدرجة ضمن النظام الطائفي اللبناني، الذي يعاني من انتفاضة شعبيّة ضده منذ أكثر من 100 يوم.
ويؤكِّد خبراء في القانون أن تشفير قنوات لبنان التلفزيونية هو أمر غير قانوني، وفق قانون الإعلام في لبنان. في المقابل، تحاول بعض المحطات الاستعانة بمجموعات عالمية مثلما فعلت LBCI التي دخلت مجموعة Cablevision، إذْ من خلالها يستطيع المشاهد اللبناني الاشتراك في المجموعة، لمشاهدة أو متابعة باقة القنوات ومنها LBCI. ثلاث محطات إلى اليوم دخلت إطار التشفير المدفوع، ومن المتوقع أن تلحق بها باقي المحطات المحلية، استكمالاً لسياسة البحث عن مصادر أخرى للتمويل وسد النفقات.
هنا، ثمة سؤال جوهري يطرح نفسه: ماذا عن الدراما العربية في شهر رمضان المقبل؟ هل ستتأثر بهذه الإجراءات، ومن سيقوم بعد اليوم بالترويج لهذه الدراما، أو شراء عرضها الأول؟
من المعروف أن الدراما اللبنانية، أو تلك المسماة بـ"الدراما العربية المشتركة"، هي الأكثر جماهيرية، ومطلوبة جداً من ضمن المسلسلات الخاصة بشهر رمضان، إذْ أعلنت شركة صادق الصباح التي تنتج ثلاثة أعمال عربية، نيتها التعاون مع محطة MTV اللبنانية، وهي السنة السادسة التي تتعاون فيها الصباح مع المحطة المذكورة. والسبب هو طبعًا النجاح الذي حققه عرض المسلسلات على المحطة اللبنانيَّة، وبالتالي ضمانة تواجد مجموعة من الممثلين المؤثرين المشاركين في أعماله، على المواقع البديلة، الأمر الذي يدعم المحطة أثناء عرض المسلسل أيضًا.
لكن شركة "الصبّاح" التي تنهي هذه السنة مسلسل "الهيبة"، في جزء رابع تعد له اليوم، ويحمل عنوان "الهيبة - الرد" ما زالت تحاول بيع مجموعة من إنتاجاتها إلى محطات أخرى. علمًا أنَّ MTV لبنان ضمنت عدداً من هذه الأعمال، وقيل إن مستحقات بدل العرض الأول للشركة من قبل المحطة، والتي تتجه هي أيضاً للتشفير، ستكون على دُفعات. فالمحطَّات في لبنان، وبعد الانتفاضة دخلت التقشُّف، وبعضها يدفع نصف الرواتب للموظفين الآن.
ويؤكد متابعون في شركات إنتاج لبنانية أن الوضع بالنسبة للدراما اللبنانية يختلف عن الوضع بالنسبة للدراما العربية المرغوبة في السوق العربي عموماً. لأنه في السوق العربيَّة، ثمّة فضائيات عربية هي من تشتري وتروج وتعرض هذا النوع. أما في لبنان فقد تتسع مساحة الأزمة لتطاول بعض الممثلين الذين ينتظرون العمل، وخصوصاً أن أجور الممثلين في لبنان تعتبر زهيدة قياسًا إلى شركات الإنتاج الكبرى، التي لا تدخل السوق المحليّة اللبنانيّة، لأنها لا تؤمن كثيراً بصناعة أو إنتاج درامي لبناني مستقل فقط. وتشير إحصاءات أجرتها شركات لبنانية، أن نسبة المتابعة الخاصة بالمسلسلات اتجهت إلى المنصّات والهواتف والحواسيب اليدوية. وهذا ما حمل شركات الإنتاج إلى إنتاج مجموعة من المسلسلات القصيرة، وبيعها لصالح منصات مثل "نتفليكس" و"شاهد".
ماذا عن دراما رمضان؟ "2020" هو مسلسل يعيد جمع نادين نجيم مع شريكها السنة الماضية قصي خولي، اشترت حقوقه MTV اللبنانية ككل سنة. واختارت المحطة نفسها، أيضاً، مسلسل "أسود فاتح" الذي يجمع هيفا وهبي ومجموعة من الوجوه المصرية واللبنانية، علمًا أنّه يصور حالياً في لبنان للعرض الرمضاني الأول. أمّا في الجهة المقابلة، فمن الواضح أنّ شركة "إم بي سي" دخلت على الخط، وباتت تطلب مزيداً من المسلسلات، وذلك لاتساع دائرة بثها التي لم تعد تقتصر على المواقع البديلة، بل أصبحت رهناً بالتطبيقات الخاصة على الهواتف المحمولة، مثل منصَّة "شاهد". وكان شتاء المجموعة محملاً بالمسلسلات الجديدة التي عُرِضَت، ومنها ما بدأ عرضه قبل أيام"، كـ"الديفا" و"العميد"، ومؤخراً بدأ عرض "العودة" على "المحطة الرابعة". لكن "أم بي سي" نفسها، لم تتجه إلى سياسة التشفير الخاصة. لذلك، لا تزال بالنسبة للمنتج اللبناني، السوق الأوَّل على صعيد عرض المسلسلات في موسم رمضان.
التشفير المتوقع، هو آخر الحلول المتوقعة للأزمة التي تعاني منها كل القنوات اللبنانية. أزمة بدأت قبل انتفاضة 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، لكن التظاهرات سارعت من ظهورها. فالمال السياسي الذي كانت تتغذى منه أغلب القنوات تراجع نتيجة الأزمة المالية في البلاد، كذلك الأمر بالنسبة للإعلانات، وهو ما جعل المحطات أمام الامتحان الأصعب منذ تأسيسها.