تجري هيئات مراقبة سلامة الإنترنت ووكالات الاستخبارات البريطانيّة "محادثات أزمة" حول إصدار جديد من أكثر المتصفّحات شعبيةً في البلاد، تحت عنوان "خشية تعرّض الأطفال للخطر".
وتعتبر تلك الهيئات والوكالات أنّ خطط "غوغل" لتشفير "كروم" ستجعل من الصعب منع المواد الضارّة، بما في ذلك صور إساءة معاملة الأطفال والدعاية الإرهابية، بحسب صحيفة "تايمز" البريطانيّة.
وستتجاوز النسخة الجديدة المزمعة معظم أنظمة الرقابة الأبوية وتقوّض محاولات الحكومة وقف عرض المواد الإباحية لمن هم أقل من 18 عاماً.
والحقيقة أنّ التشفير يمنع تجسس تلك الأجهزة ورقابتها على المستخدمين أيضاً.
في الوقت الحالي، يعتمد "أمان الإنترنت" في بريطانيا على شركات اتصالات واسعة النطاق كـ BT وفيرجين وسكاي وTalkTalk، وتقييمها للمواد الضارة أو غير الملائمة عمرياً. ويجعل المتصفّح المشفّر هذا العمل مستحيلاً.
ومن المرتقب أن يحضر مزوّدو النطاق الواسع اجتماعاً في الثامن من مايو/أيار المقبل، يستضيفه المركز القومي لأمن الإنترنت لمناقشة المخاطر التي يُشكّلها "كروم". ويهيمن المتصفّح بنسخته الحاليّة على السوق.
وقالت شركة الاتصالات BT التي لديها 9 ملايين مستخدم، في بيان، إنّ الرقابة الأبوية هي "خط الدفاع الأول" لملايين العائلات، ويمكن أن تصبح غير فعّالة مع تشفير "كروم". وأضافت "يمكن أن يعوق ذلك قدرتنا على حماية العملاء من الأضرار عبر الإنترنت".
وتقوم شركات الاتصالات بحجب ملايين المواقع "الضارة" عبر إضافة فلاتر تقرأ عناوين المواقع الإلكترونيّة وتمنع الوصول إليها. ويمنع التشفير إيقاف عرض المواد الإباحيّة لمن هم أقل من 18 عاماً وإزالة صور الإساءة للأطفال عبر هيئة مراقبة الإنترنت.
وسيسمح التشفير المخطط له، للمستخدمين، بتجاوز الفلاتر والاتصال بدلاً من ذلك بخوادم "غوغل". ويشير مؤيّدو التشفير إلى أنّه يعزز الخصوصية والأمن ويمنع الحكومات من التطفل على المواطنين.
وتتوفّر نسخة مشفّرة من "كروم" حالياً، لكنّ "غوغل" لم تُعلن متى ستصبح تلك النسخة هي السائدة. إلا أنّ الشركة قالت في بيان إنّها لم تُدخل تعديلات على السلوك الافتراضي لمتصفّح كروم.
يُذكر أنّ بريطانيا تُخطط لفرض قوانين إنترنت هذا العام، تُعدّ الأكثر صرامة في العالم.