تشدّد أميركا تجاه إيران وفنزويلا يرفع النفط فوق 80 دولاراً

22 مايو 2018
السوق ربما تخسر 200 ألف برميل من النفط(Getty)
+ الخط -

واصلت أسعار النفط ارتفاعها في الأسواق العالمية مدعومة بتزايد المخاطر الجيوسياسية، واحتمال فرض أميركا عقوبات موسعة على فنزويلا تستهدف بالأساس قطاعها النفطي، وحسب وكالة رويترز، ارتفعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء حيث تخطى سعر برميل خام القياس العالمي مزيج برنت 80 دولارا، بفعل مخاوف من حدوث مزيد من الانخفاض في إنتاج فنزويلا النفطي بعد انتخابات رئاسية مثيرة للجدل.

فقد قفزت أسعار خام برنت أكثر من 1.5% أثناء التعاملات اليوم الثلاثاء، لتتخطى مجددا مستوى 80 دولارا، مدعومة بتزايد القلق بشأن الإمدادات وسط هبوط في انتاج النفط في فنزويلا وتراجع محتمل في صادرات إيران.

وصعدت عقود برنت 1.27 دولار إلى 80.49 دولارا بحلول الساعة 15 بتوقيت غرينتش. وفي الأسبوع الماضي اخترق خام القياس العالمي مستوى 80 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2014.

وارتفعت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 59 سنتا، أو 0.8%، إلى 72.83 دولارا. وفي وقت سابق من الجلسة لامس الخام الأميركي 72.83 دولارا، وهو أعلى مستوى له منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2014.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وقع مجموعة جديدة من العقوبات الاقتصادية على فنزويلا أمس الإثنين، تمنع الأميركيين والمواطنين المقيمين في الولايات المتحدة من شراء أدوات الدين الفنزويلية نقدا.

كما تدرس أميركا فرض عقوبات نفطية واسعة على فنزويلا التي انخفض إنتاجها من الخام بمقدار الثلثين خلال عامين إلى أدنى مستوى في عقود.

وذكر مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن العقوبات الجديدة تحظر شراء أدوات الدين التابعة للحكومة الفنزويلية، بما في ذلك الحسابات التي تتصل بشكل خاص بالنفط الذي تبيعه الدولة.

وسبق أن فرض ترامب عقوبات على أفراد وعقوبات اقتصادية أخرى على حكومة فنزويلا، متهما إياها بانتهاك حقوق الإنسان والفساد.

وواجه رئيس فنزويلا الاشتراكي نيكولاس مادورو انتقادات دولية واسعة النطاق يوم الإثنين، بعد إعادة انتخابه في الانتخابات التي أُجريت في مطلع الأسبوع، والتي وصفها منتقدوه بأنها "مسرحية هزلية" تعزز حكم الفرد في البلد الذي يعاني من أزمات.

ومن المتوقع أن تساهم اللهجة المتشددة التي وردت في خطاب وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، تجاه إيران يوم الإثنين، في دفع أسعار النفط نحو مزيد من الارتفاع خلال الصيف الجاري. كما يساهم التفاهم التجاري بين واشنطن وبكين في زيادة المضاربات على عقود النفط الآجلة.

لكن يبدو أن المضاربات الكبرى انحصرت على العقود قصيرة الأجل أكثر من تلك طويلة الأجل من ناحية التسليم، وحسب محللين في الصناعة النفطية، فإن ذلك يعود إلى حالة الغموض التي تحيط بمستقبل الصناعة النفطية من جهة، وتأثير ارتفاع الأسعارعلى الطلب العالمي.

وتلقت أسعار النفط دعماً أيضاً في الأسابيع الأخيرة من مخاوف بشأن احتمالات فرض عقوبات أميركية على إيران تقلص صادراتها النفطية، حيث شددت الولايات المتحدة موقفها إزاء إيران ووضعت قائمة مطالب شاملة، مما قد يقلص صادرات البلاد من النفط ويعزز أسعار الخام.



وطالبت الولايات المتحدة الإثنين، إيران بتغييرات شاملة، بداية من التخلي عن برنامجها النووي، وإن لم تفعل ذلك فستواجه بعقوبات اقتصادية قاسية، وقد يقلص هذا صادرات إيران من النفط بواقع 200 ألف برميل يومياً بحلول الربع الأخير من 2018، وفقاً لتقديرات توني نونان مدير مخاطر النفط لدى شركة "ميتسوبيشي كورب" في طوكيو.

وبهذا الموقف الأميركي المتشدد تعقد واشنطن مهمة التسوية الأوروبية حسب مراقبين. وكانت دول الاتحاد الأوروبي تبحث عن وسيلة لإنقاذ مصالحها التجارية مع طهران، لكن واشنطن تبدو أنها لن تتساهل في تنفيذ العقوبات على إيران، كما حدث في السابق.

وفي باريس أكد وزير المالية الفرنسي برونو لو مير يوم الأحد، أن بلاده تنظر فيما إذا كان بمقدور الاتحاد الأوروبي أن يعوض الشركات الأوروبية التي قد تواجه "عقوبات" من الولايات المتحدة بسبب تعاملها مع إيران.
المساهمون