تشجيع الإيرانيين على القراءة غير مجدٍ

17 مايو 2015
يشارك الشباب في الفعاليات الثقافية باستمرار (الأناضول)
+ الخط -
يزداد الاهتمام بتنشيط الثقافة والحثّ على القراءة في إيران. وفي هذا الإطار يأتي تنظيم معرض طهران الدولي للكتاب، الذي اختتم دورته الثامنة والعشرين أمس السبت، بعد استقباله مئات آلاف الزائرين منذ افتتاحه في السادس من مايو/أيار الجاري.

لكن، ورغم كلّ هذا الاهتمام، وتنظيم الفعاليات المشجعة على قراءة الكتب غير المدرسية أو الجامعية، ومشاركة الشباب الإيراني، ومعظمهم من الطلاب الجامعيين، في التظاهرات الثقافية إلا أن تقارير تتحدث عن تراجع نسبة القراءة بين أفراد المجتمع ككلّ. وتصف تلك التقارير الإيرانيين بأنهم "قراء غير نهمين".

وفي تحقيق خاص لأمين المكتبات العامة في إيران علي رضا مختاربور، نشر في وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، يقول إنّ عدد الأعضاء المشتركين في المكتبات العامة في كل أنحاء البلاد يبلغ مليونين ونصف مليون نسمة، و16 في المائة منهم فقط هم من يزورون هذه المكتبات بشكل منتظم. وهو رقم منخفض، فالتقرير يشير إلى أنّه في الوقت الذي يزيد فيه عدد الإيرانيين على 70 مليون نسمة، من المفترض أن يصل عدد الأعضاء في المكتبات العامة إلى 15 مليوناً على أقل تقدير.

من جهة أخرى، يقول مختاربور إنّ ربع الكتب الموجودة في كلّ مكتبة هي التي يطلبها القراء، وغير ذلك لا يحظى بالاهتمام المطلوب. كما أنّ نسبة الربع تلك يقرأها الطلاب الجامعيون عادة.

يشتكي الخبراء من الوضع الحالي، ويتحدثون عن مشكلة كبيرة يجب التركيز عليها ومحاولة إيجاد حلول لها في مجتمع يشكل الشباب نسبة عالية من هرمه السكاني.

ويحاول الخبراء رصد تردد زائري معرض طهران للكتاب سنوياً، لمحاولة معرفة الأسباب. ويفيد هؤلاء أنّ معرض الكتاب يقدم 40 ألف كتاب إيراني جديد سنوياً، ويحاول فتح الباب أمام المشاركات الأجنبية لبيع الكتب بلغات أخرى للقراء الإيرانيين. كما يتحدثون أنّ 98 في المائة من أبناء المجتمع الإيراني، بين عمر 12 و25 عاماً، قادرون على القراءة والكتابة، وأنّ 15 في المائة فقط من كافة أبناء الشعب من مختلف الأعمار أمّيون. وهو ما يعني أنّ نسبة القراء للكتب غير الدراسية يجب أن ترتفع.

وفي هذا الإطار، تقول الطالبة الجامعية فيروزة التي تدرس الحقوق إنّها تحب قراءة الروايات، وعلم النفس. هي تواظب على زيارة معرض طهران سنوياً، وغيره من المعارض الجامعية التي تعرض كتباً بأسعار مخفضة للطلاب. فرغم أنها تحصل على بطاقة تخفيض الأسعار للطلاب الجامعيين، لكنها لا تتمكن من شراء كل ما تريده من الكتب بسبب غلاء الأسعار. وتعتبر أنّها مشكلة يتوجب حلها، إذا ما أراد المسؤولون زيادة نسبة القراءة.

من جهته، يعتبر زائر المعرض أمير حسين أنّ الكتب الإلكترونية حلت مشكلة الأسعار بالنسبة لكثيرين في كل أنحاء العالم، لكن لا يمكن إيجاد معظم الكتب الإيرانية أو تلك التي يحتاجها الطلاب، وحتى القراء العاديين في إيران على المواقع. ويتابع أنّه على كل شخص أن يكون طالباً جامعياً بالدرجة الأولى ليستطيع تحميل الكتب الإلكترونية المتوفرة عادة على مواقع الجامعات الرسمية فقط، وهو عامل حاسم يؤثر سلباً في تدني نسبة القراء في المجتمع الإيراني.

ينقل الخبراء في تقاريرهم مثل هذه المشكلات. ويعتبرون أنّ غلاء أسعار العديد من الكتب خصوصاً المكتوبة بلغات أجنبية، فضلاً عن عدم جذب الإيرانيين للمطالعة، والمستوى الدراسي المتدني للأهل، لا يسمح بإرساء ثقافة قراءة الكتب غير المدرسية في المنازل. ويطالب هؤلاء المعنيون بالمزيد من الاهتمام، كي لا تبقى القراءة حكراً على طبقة النخبة من المثقفين والأكاديميين، ولتحقيق هدف انتشارها كهواية وعادة إيجابية لدى مجتمع يشكل الشباب النسبة الأكبر فيه.

إحصاءات ليست مشجعة
تشير إحصاءات "المؤسسة الوطنية للشباب" في إيران إلى أنّ 76 في المائة من الإيرانيين الشباب يقرأون أقل من ثلاثين دقيقة يومياً، كما أنّ 70 في المائة من هذه النسبة يقرأون كتباً بمستويات غير عالية. ويعلق الخبراء على هذه النسب، بأنّها غير مشجعة أبداً، ومنخفضة للغاية مقارنة بمعدلات دول أخرى.

إقرأ أيضاً: ماراتون الكتاب الإيراني
دلالات
المساهمون