وتُعد تشاد أيضاً أكبر مشارك في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي والمعروفة باسم مينوسما، إذ لها أكثر من 1400 جندي هناك منذ يناير/ كانون الثاني.
وفي كلمة أذيعت يوم الجمعة وجاءت بعد قتال عنيف بين الجيش التشادي وجماعة بوكو حرام، قال ديبي "من اليوم لن يشارك جندي تشادي في عملية عسكرية خارجية".
ومع ذلك، قالت وزارة الخارجية التشادية اليوم، في بيان، إن تصريحات ديبي أُسيء تفسيرها وإنها تعني فقط أن الجيش التشادي لن يقوم بعد اليوم بعمليات أحادية خلف حدود البلاد في حوض بحيرة تشاد.
وكان الرئيس التشادي إدريس ديبي قد أعلن الجمعة وقف مشاركة بلاده في عمليات مكافحة الجهاديين خارج حدودها، متعهداً بأن بلاده ستتفرد في القتال ضد تنظيم بوكو حرام.
وهدف الرئيس ديبي هو حماية الحدود مع الدول المجاورة التي تواجه عدم استقرار، لكن أيضاً تبرير شرعيته كعسكري وصل إلى السلطة بقوة السلاح قبل 29 عاماً.
وفي السنوات الأخيرة، كرّر ديبي أكثر من مرة علناً القول إن جيش بلاده "يقاتل وحيداً" في الساحل ومنطقة بحيرة التشاد. ويشارك هذا الجيش في القوة المختلطة متعددة الجنسيات التي تقاتل منذ عام 2015 جماعة بوكو حرام الجهادية.
وظهرت بوكو حرام في شمال شرق نيجيريا، لكنها وسعت نشاطها إلى منطقة حوض بحيرة تشاد على الحدود مع النيجر والكاميرون، لكن البلد يسهم أيضاً بقوات في مهمة الأمم المتحدة في مالي وهو أيضاً جزء من منظمة "جي 5" لدول الساحل الخمس (موريتانيا، مالي، بوركينا فاسو، النيجر، تشاد)، التي أطلقت رسمياً في عام 2017 قوتها المشتركة للقتال ضد المجموعات الجهادية.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة التشادية عمر يحيى حسين لفرانس برس أنه "ما لم يلتزم رؤساء الدول بمبدأ التضامن، سيكون من الصعب حالياً علينا الانخراط وحيدين (في القتال)، في إطار مجموعة دول الساحل الخمس والمنطقة بشكل عام".
من جهته، شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية التشادية الأحد على أن "المسألة لم تكن إطلاقاً مسألة تخلي تشاد عن التزاماتها"، دون أن يؤكد لفرانس برس مصير الكتيبة التشادية التي نشرت في منطقة الحدود الثلاثية.
من جهتها، قالت رئيسة مركز أفريكان سيكوريتي إن "ديبي لطالما رفع السقف بمطالبته تمويل نشر الجنود من جانب شركائه الخارجيين، خصوصاً فرنسا"، ولذلك يمكن أن تُفتح المفاوضات من جديد حول مصير الكتيبة التشادية، وهي الأولى التي نشرت بشكل دائم خارج حدود بلدها.
ومهمة هذه الكتيبة مدّ يد المساعدة للقوات الموجودة أصلاً في المنطقة، "ضمنها قوات برخان" الفرنسية، كما أكد مسؤول في هذه العملية الفرنسية مطلع عام 2020، ولم تعلق وزارة الجيوش الفرنسية ولا رئاسة الأركان لقوة دول الساحل الخمس المشتركة على المسألة رداً على سؤال فرانس برس.
(رويترز، فرانس برس)