تسوّل في رمضان مصر
القاهرة
العربي الجديد
يُجمع مواطنون مصريون على أنّ غلاء الأسعار الذي تشهده البلاد في الوقت الحالي، وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، يدفعان عدداً من أفراد الشعب إلى التسوّل، مؤكدين أنّ الظاهرة ارتفعت وتيرتها بشدة خلال الأيام الماضية وزادت بالتزامن مع حلول شهر رمضان. يشير هؤلاء إلى أنّ هناك نسبة كبيرة من العاملين في الجهاز الإداري للدولة يلجؤون إلى تلك الوسيلة، نتيجة ظروفهم المالية والاجتماعية وضيق الحال الذي يجبرهم على مدّ اليد، وأحياناً سؤال من معهم من زملاء المهنة تحت غطاء "لا تنسني من زكاة رمضان" وهو تسوّل بطريقة فيها نوع من الحياء.
يؤكد بعض من استطلعت "العربي الجديد" آراءهم حول ظاهرة التسوّل وأسباب انتشارها، بحكم احتكاكهم بهذه الفئة ومعايشتهم لها يومياً، أنّ التسوّل يزداد بشكل مخيف في الشوارع خصوصاً عند شارات المرور ووسائل المواصلات وفي الأماكن العامة وأمام المصارف والمساجد، وبصورة غير مسبوقة في الأحياء الراقية.
يقول سعد محمد، وهو موظف يقيم في حي شبرا بالقاهرة، إنّه يستقل مترو الأنفاق يومياً، ويلاحظ ارتفاعاً كبيراً في عدد المتسوّلين، وتنوعاً في وسائل التسوّل وتقنياته، إذ يقدم المتسوّل حججاً مختلفة لاستعطاف الركاب. يعيد محمد انتشار الظاهرة إلى الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وغلاء الأسعار في كلّ أمور الحياة، مشيراً إلى أنّه كموظف في مصلحة حكومية شاهد على عمال يمدّون أيديهم إلى زملائهم الموظفين مطالبين بعدم نسيانهم من "زكاة رمضان". يضيف أنّ هناك من يحكي من هؤلاء العمال عن ظروفه الاجتماعية الخطيرة لشخص معين من الموظفين، بهدف إبلاغ بقية الزملاء "للعطف على فلان" مطالباً بمواجهة أسباب هذه الظاهرة.
من جهته، يعتبر أحمد عطية، وهو بائع قهوة في منطقة روض الفرج في القاهرة، أنّ هناك "حنفية تسوّل" زادت في شوارع القاهرة، ومعظم المتسوّلين من الشبان والفتيات. يقول: "كلّ واحد منهم يقدم أسبابه الخاصة لمدّ يده". ويلفت إلى عدم اقتناعه بالأسباب التي يقدمونها للتسوّل، مضيفاً أنّ البطالة قد تكون أحد الأسباب التي دفعت هؤلاء: "أنا لا أعطي المتسوّلين أموالي لأنّ الأمور اختلطت عليّ ولا أعرف من المحتاج فعلاً ومن المتسوّل خداعاً".
اقــرأ أيضاً
بدوره، يعلق أحمد الشحري، وهو من سكان الشرابية في القاهرة: "المتسوّلون ازداد عددهم نتيجة الغلاء وارتفاع الأسعار وحاجة كثيرين إلى المال، في الوقت الذي أصبح فيه الموظفون وأصحاب العمل يعانون من حالة ركود وعدم قدرة على تلبية احتياجاتهم". يشير إلى أنّ اتساع الظاهرة إلى هذا الحدّ جعل الجميع لا يفرق بين المحتاج وغيره، وهناك عدد من المواطنين يرفضون إعطاء المتسوّلين أي مال ويفضلون من يعرفونهم فقط.
كذلك، يشير محمد عبد الفتاح، وهو موظف يعيش في منطقة أبو العلا في محافظة القاهرة، إلى أنّه يشاهد جيشاً من المتسوّلين يومياً، وهي الحالة التي ازدادت في شهر رمضان، مؤكداً رفضه إعطاء الشباب الأموال: "كونهم يشترون بها مواد مخدرة".
ويقول زكي إدوارد، وهو مالك محل عصير من سكان شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، إنّ "نسبة الشحاتين زادت كثيراً، ويتردد عليّ يومياً نوعان من الأشخاص، الأول من المتسوّلين، والثاني من بائعي البخور. لا أستطيع أن أطرد هذا أو ذاك من مكاني فهو يوقعني في الحرج أمام الزبائن، فأضطر إلى إعطائهم أي شيء كي يغادروا".
ويلفت محمد حسين، الذي يعمل في المنطقة نفسها في دهان السيارات، إلى أنّ "الشحاتين زادوا بسبب قلة الشغل، ففي عملي خسرت الكثير خلال الأيام الماضية، لأنّ الحال جامدة بصفة عامة، والبطالة والغلاء دفعا الناس لفعل أي شيء حتى لو وصل الأمر بهم إلى مد اليد والتسوّل، وهو ما تشهده البلاد حالياً".
اقــرأ أيضاً
يؤكد بعض من استطلعت "العربي الجديد" آراءهم حول ظاهرة التسوّل وأسباب انتشارها، بحكم احتكاكهم بهذه الفئة ومعايشتهم لها يومياً، أنّ التسوّل يزداد بشكل مخيف في الشوارع خصوصاً عند شارات المرور ووسائل المواصلات وفي الأماكن العامة وأمام المصارف والمساجد، وبصورة غير مسبوقة في الأحياء الراقية.
يقول سعد محمد، وهو موظف يقيم في حي شبرا بالقاهرة، إنّه يستقل مترو الأنفاق يومياً، ويلاحظ ارتفاعاً كبيراً في عدد المتسوّلين، وتنوعاً في وسائل التسوّل وتقنياته، إذ يقدم المتسوّل حججاً مختلفة لاستعطاف الركاب. يعيد محمد انتشار الظاهرة إلى الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وغلاء الأسعار في كلّ أمور الحياة، مشيراً إلى أنّه كموظف في مصلحة حكومية شاهد على عمال يمدّون أيديهم إلى زملائهم الموظفين مطالبين بعدم نسيانهم من "زكاة رمضان". يضيف أنّ هناك من يحكي من هؤلاء العمال عن ظروفه الاجتماعية الخطيرة لشخص معين من الموظفين، بهدف إبلاغ بقية الزملاء "للعطف على فلان" مطالباً بمواجهة أسباب هذه الظاهرة.
من جهته، يعتبر أحمد عطية، وهو بائع قهوة في منطقة روض الفرج في القاهرة، أنّ هناك "حنفية تسوّل" زادت في شوارع القاهرة، ومعظم المتسوّلين من الشبان والفتيات. يقول: "كلّ واحد منهم يقدم أسبابه الخاصة لمدّ يده". ويلفت إلى عدم اقتناعه بالأسباب التي يقدمونها للتسوّل، مضيفاً أنّ البطالة قد تكون أحد الأسباب التي دفعت هؤلاء: "أنا لا أعطي المتسوّلين أموالي لأنّ الأمور اختلطت عليّ ولا أعرف من المحتاج فعلاً ومن المتسوّل خداعاً".
بدوره، يعلق أحمد الشحري، وهو من سكان الشرابية في القاهرة: "المتسوّلون ازداد عددهم نتيجة الغلاء وارتفاع الأسعار وحاجة كثيرين إلى المال، في الوقت الذي أصبح فيه الموظفون وأصحاب العمل يعانون من حالة ركود وعدم قدرة على تلبية احتياجاتهم". يشير إلى أنّ اتساع الظاهرة إلى هذا الحدّ جعل الجميع لا يفرق بين المحتاج وغيره، وهناك عدد من المواطنين يرفضون إعطاء المتسوّلين أي مال ويفضلون من يعرفونهم فقط.
كذلك، يشير محمد عبد الفتاح، وهو موظف يعيش في منطقة أبو العلا في محافظة القاهرة، إلى أنّه يشاهد جيشاً من المتسوّلين يومياً، وهي الحالة التي ازدادت في شهر رمضان، مؤكداً رفضه إعطاء الشباب الأموال: "كونهم يشترون بها مواد مخدرة".
ويقول زكي إدوارد، وهو مالك محل عصير من سكان شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، إنّ "نسبة الشحاتين زادت كثيراً، ويتردد عليّ يومياً نوعان من الأشخاص، الأول من المتسوّلين، والثاني من بائعي البخور. لا أستطيع أن أطرد هذا أو ذاك من مكاني فهو يوقعني في الحرج أمام الزبائن، فأضطر إلى إعطائهم أي شيء كي يغادروا".
ويلفت محمد حسين، الذي يعمل في المنطقة نفسها في دهان السيارات، إلى أنّ "الشحاتين زادوا بسبب قلة الشغل، ففي عملي خسرت الكثير خلال الأيام الماضية، لأنّ الحال جامدة بصفة عامة، والبطالة والغلاء دفعا الناس لفعل أي شيء حتى لو وصل الأمر بهم إلى مد اليد والتسوّل، وهو ما تشهده البلاد حالياً".
دلالات