وقال مصدر طبي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "عشرات المدنيين من النازحين أصيبوا بحالات تسمم وإسهال جراء قيام مجموعة مجهولة بتوزيع الطعام الفاسد المنتهي الصلاحية على سكان في مخيم الغزالية، وإن العشرات من حالات التسمم والإسهال سجلت بسبب تناول العوائل النازحة وجبة السحور، فجر اليوم الجمعة، إذ وصلت مستشفيات العاصمة تلك الحالات، وقمنا بتقديم المساعدات الطبية لهم، وهم في ظل أوضاع أنسانية صعبة".
وأضاف المصدر أن "السبب الرئيسي الذي حدد لحالات التسمم، هو تناول وجبات فاسدة من الطعام، قُدّمت حسب إفادات المصابين من قبل مجهولين على أنها عمل خير قدمه لهم أحد الميسورين في العاصمة بغداد".
من جانبه، قال أحد نازحي مخيم الغزالية، شمال بغداد، ويدعى عادل العبيدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "سيارة حمل صغيرة مجهولة اللوحات، وقفت أمام المخيم وتحمل كميات كبيرة من اللبن والخبز والطعام الجاهز وقاموا بتوزيعها علينا كوجبة غذائية، وما إن تناول الجميع الغذاء حتى بدأوا يشكون من الإسهال والتقيؤ، وأبلغنا الجهات الأمنية والصحية التي قامت بتطويق المخيم ونقلت العشرات منهم إلى المستشفيات للعلاج".
وأوضح أن "المصابين لا زالوا يعانون من شدة الإصابة في البطن والإمعاء، ونحن نطالب القوات الأمنية والجهات الرسمية بفتح تحقيق بالموضوع لمعرفة الجهة التي تقف وراءه".
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، فالح العيساوي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "4500 عائلة نازحة من الأنبار يعيشون حالة صعبة بسبب عدم توفر الماء والكهرباء والطعام لهم في مخيم مجمع الحبانية، وإن الإدارة، ولقلّة التخصيصات المالية، تقف عاجزة عن تقديم أية مساعدات، عدا حملة إغاثة أطلقتها إدارة المحافظة بالتعاون مع المجلس لتقديم سلة غذائية للنازحين، وإن حجم المأساة كبير ويفوق قدرات مجلس المحافظة".
ودعا العيساوي "الأمم المتحدة ووزارة الهجرة والمهجرين بأن يكون لها دور مهم في تقديم المساعدات الغذائية وتوفير سكن ملائم لهم، لأن أقل عاصفة ترابية تضرب المنطقة تقلب الخيم على رؤوس ساكنيها، ويجب العمل على تذليل الصعوبات التي تضرب المخيم مع تفشي الأمراض الخطيرة، وعلى وزارة الصحة التحرك سريعاً لإغاثة وتقديم المساعدات الطبية لهم".
من جهته، قال أحد ساكني مخيم الحبانية، ويدعى أحمد جاسم، إن "المخيم يفتقر لأبسط حقوق الإنسان بسبب قلة الخدمات، فلا ماء ولا كهرباء ولا خدمات صحية، ومرض العجز الكلوي بدأ يسجل ارتفاعاً في صفوف النازحين، فهناك نحو 40 حالة عجز كلوي سجلت في المخيم بسبب تناول الماء الملوث، ينقل للمخيم من قبل فاعلي الخير بعد تخلي الحكومة عن النازحين".
وأكد أن "النازحين يعيشون ظروفاً صعبة، وهم أشبه بالموتى الأحياء ينتظرون ساعة القدر التي يصبحون بها جثثاً هامدة ويدفنون في خيمهم".
اقرأ أيضاً:الصيف وأمراضه.. دليل الوقاية والعلاج