يثير الانسحاب المفاجئ لفصيل "جيش العشائر" المدعوم من الأردن من المنطقة الحدودية مع سورية قبل ثلاثة أيام، وتسليم مواقعه لقوات النظام السوري، الكثير من التساؤلات حول مغزى هذه الخطوة، ومدى ارتباطها بتطبيق اتفاق "خفض التصعيد" في الجنوب السوري، أو بالتنسيق الأردني مع النظام السوري، وهل ستتبعه خطوات أخرى، مثل فتح معبر جديد مع الأردن في المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام، يكون بديلاً عن معبر نصيب الذي تسيطر عليه قوات المعارضة منذ أكثر من عامين.
وما يزيد من غموض الموقف، أن الانسحاب جاء من دون تنسيق مع الفصائل العسكرية المعارضة العاملة في المنطقة، وأهمها فصيلا "جيش أسود الشرقية" وقوات "الشهيد أحمد العبدو"، وعلى نحو يوحي بوجود تنسيق مع قوات النظام التي سارعت إلى الحلول مكان القوات المنسحبة، وسيطرت على مواقع هامة من الشريط الحدودي بين السويداء والأردن، مثل تل الحربية و"المخفر 30"، ومعبر أبو شرشوح، إلى جانب المخفر 154 والمخفر 143، بمساحة تقدر بنحو 100 كيلومتر.
وعلى الرغم من أن قوات المعارضة التي فوجئت بهذه التطورات، حاولت التقدّم والسيطرة على بعض المواقع، إلا أن قوات النظام كانت هي الأسرع والأكثر جهوزية لملء الفراغ. بل إنها تسعى إلى التمدد أكثر باتجاه الشريط الحدودي الصاعد شمالاً إلى محاذاة نقطة التنف، بغية السيطرة على كامل الشريط الحدودي مع الأردن، إذ بقيت كيلومتراتٍ قليلة لتصل نقاط سيطرتها شرق السويداء، بتلك التي تقدّمت إليها في عمق البادية، وتحديداً بين الزلف وأم رمم.
وقال خالد الفيصل، وهو مسؤول عسكري في أحد الفصائل العاملة في الجنوب السوري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "جيش العشائر" الذي تأسس قبل حوالي عامين لم يكن يتبع لـ"الجبهة الجنوبية"، بل للسلطات الأردنية التي شكّلته وسلّحته، ووجّهته لقتال تنظيم "داعش" في منطقة اللجاة، والأهم حراسة الحدود الأردنية من الجهة الجنوبية الشرقية لدرعا.
وأضاف أن "هذا الفصيل الذي يصل عدد عناصره إلى نحو ثلاثة آلاف مقاتل، له أجندة أردنية، ولم يقاتل النظام السوري أبداً، بل تكررت انسحاباته منذ مطلع هذا العام إلى أن سلّم آخر مواقعه للنظام قبل أيام، الأمر الذي يثير الشكوك فعلاً حول وظيفته التي تمثّلت في تفويت الفرصة على فصائل المعارضة للسيطرة على مساحات واسعة من الحدود، ومن ثم تسليم هذه المساحات للنظام السوري من دون أي قتال بدل تسليمها لقوات المعارضة"، معتبراً أن هذا الأمر "يشير إلى وجود مخطط مشترك بين الأردن والنظام وروسيا لاستبعاد فصائل المعارضة قدر الإمكان من الشريط الحدودي".
ولم يستبعد الفيصل أن يكون الهدف في النهاية فتح معبر جديد مع الأردن من محافظة السويداء خصوصاً أن الحديث عن فتح مثل هذا المعبر قديم، وبرز حتى قبل سيطرة المعارضة على معبر نصيب، لكن تجسيده على الأرض تعرقل خلال الفترات الماضية بسبب تحفظ السلطات الأردنية التي كانت تفضّل إعادة التعامل مع معبر نصيب المجهز بشكل أفضل، لكن رفض فصائل المعارضة تسليم المعبر حال دون ذلك حتى الآن. وأوضح أن معظم الفصائل التي تسيطر على المعبر لا تتبع لغرفة "الموك" في الأردن، بل لفصائل "الجبهة الجنوبية"، وبالتالي فإن سلطة الأردن وغرفة "الموك" عليها ليست مطلقة كون معظمها لا يتلقى من الغرفة أسلحة ولا تمويلاً.
اقــرأ أيضاً
ويقود فصيل "جيش العشائر" حالياً الشيخ راكان الخضير الذي يقيم في الأردن، ويشارك في اجتماعات أستانة كأحد ممثلي الجيش السوري الحر. وبحسب ما ذكرت صحف أردنية، فقد عُقد بعد سيطرة قوات النظام على الحدود مع الأردن، اجتماع في العاصمة الأردنية عمّان، ضم رموز عشائر البادية السورية وقيادات من "جيش العشائر" وسط تكتم شديد، بمشاركة ممثلين عن الجيش الأميركي. وتم خلاله بحث أمن مخيم الركبان الذي يتمركز في محيطه فصيل "جيش العشائر"، ووضع اللاجئين فيه، إضافةً إلى عمل المجلس المحلي في المخيم وسبل دعمه، وذلك في إطار تلافي أية أضرار قد يكون خلّفها انسحاب "جيش العشائر" من منطقة الحدود من دون تنسيق مع فصائل المعارضة التي تجد نفسها في مواجهة مفتوحة مع قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى.
ويتمركز في هذه المنطقة بشكل خاص "جيش أسود الشرقية"، و"قوات الشهيد أحمد العبدو"، التابعين للمعارضة السورية، واللذين سيطرا على قرى عديدة في شمال شرقي السويداء في أواخر شهر مارس/آذار الماضي، بعيد انسحاب تنظيم "داعش" منها. فيما حاولت قوات النظام والمليشيات الموالية لها اقتحام هذه القرى مرات عدة خلال الفترة الماضية، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، لتعود قوات النظام وتسيطر على كل قرى ريف السويداء الشمالي الشرقي مطلع شهر يوليو/تموز الماضي، عقب انسحاب "جيش أسود الشرقية" وجيش "أحرار العشائر" آنذاك في اتجاه عمق البادية السورية والحدود الأردنية.
وقد تسبب انسحاب "جيش العشائر"، بقطع طرق الإمدادات للمقاتلين من الجيش الحر الموجودين في منطقة الشعاب، إذ قام النظام بحصارهم وخرجوا بصعوبة وكادت أن تحدث كارثة، كما يقول المتحدث باسم "جيش أسود الشرقية" سعد الحاج، في تصريح لـ"العربي الجديد"، مشيراً إلى أن "جيش العشائر" ترك مركباته وصهاريج الوقود خلفه، مستغرباً صمت "جيش العشائر" حول أسباب الانسحاب وفتح خاصرة رخوة في ريف السويداء. ورأى الحاج أن "هذا الانسحاب يشير إلى عدم التزام هذا الفصيل بمبادئ الثورة، كونه ليس صاحب قضية، بل يتبع أجندة خارجية صرفة"، مؤكداً أن الثورة لن تتوقف عنده أو عند غيره، من دون أن يستبعد أن يكون انسحاب الفصيل تم بتنسيق وترتيب مع النظام السوري.
وأوضح الحاج أن فصائل المعارضة الموجودة في المنطقة صدت حملة جديدة لقوات النظام بالقرب من منطقة محررة ودمرت دبابات لقوات النظام، في حين تدور اشتباكات عنيفة شرقي محافظة السويداء، مشيراً إلى أن قوات المعارضة تسعى إلى استعادة النقاط التي خسرتها في الآونة الأخيرة.
وكانت المعطيات التي رشحت عن اتفاق "خفض التصعيد" الذي جرى توقيعه في العاصمة الأردنية عمان قبل حوالي الشهرين، أشارت إلى أن الخلاف الأبرز، الذي بقي عالقاً في الاتفاق الثلاثي الأردني الأميركي الروسي بخصوص درعا، هو تسليم معبر نصيب إلى النظام السوري، وإعادة فتح المنفذ الحدودي مع الأردن، إذ رفضت فصائل المعارضة تسليم المعبر إلى قوات النظام.
وأشارت بعض المعطيات إلى أن النظام السوري نقل في أوقات سابقة الأمانة الجمركية من معبر نصيب الحدودي مع الأردن إلى معبر جديد تم تجهيزه في منطقة الرويشد في ريف السويداء، ونقل معدات وأجهزة للمعبر الجديد بتوصية من أجهزة الأمن السورية، خصوصاً جهاز الأمن العسكري الذي يدير محافظة السويداء، الذي أراده بديلاً لمعبر نصيب، على الرغم من وجود قناعة لدى النظام بأن المعبر الجديد في السويداء لن يحل محل معبر نصيب ولن يكون فعّالاً مثله، فمسافته أطول وتجهيزاته أبسط وأضعف، وهناك إشكاليات لوجستية كثيرة، كما أن الأردن لم يوافق بعد على فتحه. إلا أنه أكثر أماناً من القديم في نصيب لأن النظام ما زال يسيطر على محافظة السويداء ويتخذ منها مقراً لقواته العسكرية والأمنية.
يُشار إلى أن انفجاراً كبيراً ضرب مركزاً لـ"جيش الإسلام" في بلدة نصيب المجاورة للمعبر، بعد يومين فقط من انسحاب "جيش العشائر" من مناطق نفوذه، موقعاً عشرات القتلى والجرحى، فيما اعتبره البعض رسالة لفصائل المعارضة بأن وجودها غير مرغوب فيه في نصيب وفي معبرها الحدودي.
اقــرأ أيضاً
وما يزيد من غموض الموقف، أن الانسحاب جاء من دون تنسيق مع الفصائل العسكرية المعارضة العاملة في المنطقة، وأهمها فصيلا "جيش أسود الشرقية" وقوات "الشهيد أحمد العبدو"، وعلى نحو يوحي بوجود تنسيق مع قوات النظام التي سارعت إلى الحلول مكان القوات المنسحبة، وسيطرت على مواقع هامة من الشريط الحدودي بين السويداء والأردن، مثل تل الحربية و"المخفر 30"، ومعبر أبو شرشوح، إلى جانب المخفر 154 والمخفر 143، بمساحة تقدر بنحو 100 كيلومتر.
وقال خالد الفيصل، وهو مسؤول عسكري في أحد الفصائل العاملة في الجنوب السوري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "جيش العشائر" الذي تأسس قبل حوالي عامين لم يكن يتبع لـ"الجبهة الجنوبية"، بل للسلطات الأردنية التي شكّلته وسلّحته، ووجّهته لقتال تنظيم "داعش" في منطقة اللجاة، والأهم حراسة الحدود الأردنية من الجهة الجنوبية الشرقية لدرعا.
وأضاف أن "هذا الفصيل الذي يصل عدد عناصره إلى نحو ثلاثة آلاف مقاتل، له أجندة أردنية، ولم يقاتل النظام السوري أبداً، بل تكررت انسحاباته منذ مطلع هذا العام إلى أن سلّم آخر مواقعه للنظام قبل أيام، الأمر الذي يثير الشكوك فعلاً حول وظيفته التي تمثّلت في تفويت الفرصة على فصائل المعارضة للسيطرة على مساحات واسعة من الحدود، ومن ثم تسليم هذه المساحات للنظام السوري من دون أي قتال بدل تسليمها لقوات المعارضة"، معتبراً أن هذا الأمر "يشير إلى وجود مخطط مشترك بين الأردن والنظام وروسيا لاستبعاد فصائل المعارضة قدر الإمكان من الشريط الحدودي".
ولم يستبعد الفيصل أن يكون الهدف في النهاية فتح معبر جديد مع الأردن من محافظة السويداء خصوصاً أن الحديث عن فتح مثل هذا المعبر قديم، وبرز حتى قبل سيطرة المعارضة على معبر نصيب، لكن تجسيده على الأرض تعرقل خلال الفترات الماضية بسبب تحفظ السلطات الأردنية التي كانت تفضّل إعادة التعامل مع معبر نصيب المجهز بشكل أفضل، لكن رفض فصائل المعارضة تسليم المعبر حال دون ذلك حتى الآن. وأوضح أن معظم الفصائل التي تسيطر على المعبر لا تتبع لغرفة "الموك" في الأردن، بل لفصائل "الجبهة الجنوبية"، وبالتالي فإن سلطة الأردن وغرفة "الموك" عليها ليست مطلقة كون معظمها لا يتلقى من الغرفة أسلحة ولا تمويلاً.
ويقود فصيل "جيش العشائر" حالياً الشيخ راكان الخضير الذي يقيم في الأردن، ويشارك في اجتماعات أستانة كأحد ممثلي الجيش السوري الحر. وبحسب ما ذكرت صحف أردنية، فقد عُقد بعد سيطرة قوات النظام على الحدود مع الأردن، اجتماع في العاصمة الأردنية عمّان، ضم رموز عشائر البادية السورية وقيادات من "جيش العشائر" وسط تكتم شديد، بمشاركة ممثلين عن الجيش الأميركي. وتم خلاله بحث أمن مخيم الركبان الذي يتمركز في محيطه فصيل "جيش العشائر"، ووضع اللاجئين فيه، إضافةً إلى عمل المجلس المحلي في المخيم وسبل دعمه، وذلك في إطار تلافي أية أضرار قد يكون خلّفها انسحاب "جيش العشائر" من منطقة الحدود من دون تنسيق مع فصائل المعارضة التي تجد نفسها في مواجهة مفتوحة مع قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى.
ويتمركز في هذه المنطقة بشكل خاص "جيش أسود الشرقية"، و"قوات الشهيد أحمد العبدو"، التابعين للمعارضة السورية، واللذين سيطرا على قرى عديدة في شمال شرقي السويداء في أواخر شهر مارس/آذار الماضي، بعيد انسحاب تنظيم "داعش" منها. فيما حاولت قوات النظام والمليشيات الموالية لها اقتحام هذه القرى مرات عدة خلال الفترة الماضية، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، لتعود قوات النظام وتسيطر على كل قرى ريف السويداء الشمالي الشرقي مطلع شهر يوليو/تموز الماضي، عقب انسحاب "جيش أسود الشرقية" وجيش "أحرار العشائر" آنذاك في اتجاه عمق البادية السورية والحدود الأردنية.
وأوضح الحاج أن فصائل المعارضة الموجودة في المنطقة صدت حملة جديدة لقوات النظام بالقرب من منطقة محررة ودمرت دبابات لقوات النظام، في حين تدور اشتباكات عنيفة شرقي محافظة السويداء، مشيراً إلى أن قوات المعارضة تسعى إلى استعادة النقاط التي خسرتها في الآونة الأخيرة.
وكانت المعطيات التي رشحت عن اتفاق "خفض التصعيد" الذي جرى توقيعه في العاصمة الأردنية عمان قبل حوالي الشهرين، أشارت إلى أن الخلاف الأبرز، الذي بقي عالقاً في الاتفاق الثلاثي الأردني الأميركي الروسي بخصوص درعا، هو تسليم معبر نصيب إلى النظام السوري، وإعادة فتح المنفذ الحدودي مع الأردن، إذ رفضت فصائل المعارضة تسليم المعبر إلى قوات النظام.
وأشارت بعض المعطيات إلى أن النظام السوري نقل في أوقات سابقة الأمانة الجمركية من معبر نصيب الحدودي مع الأردن إلى معبر جديد تم تجهيزه في منطقة الرويشد في ريف السويداء، ونقل معدات وأجهزة للمعبر الجديد بتوصية من أجهزة الأمن السورية، خصوصاً جهاز الأمن العسكري الذي يدير محافظة السويداء، الذي أراده بديلاً لمعبر نصيب، على الرغم من وجود قناعة لدى النظام بأن المعبر الجديد في السويداء لن يحل محل معبر نصيب ولن يكون فعّالاً مثله، فمسافته أطول وتجهيزاته أبسط وأضعف، وهناك إشكاليات لوجستية كثيرة، كما أن الأردن لم يوافق بعد على فتحه. إلا أنه أكثر أماناً من القديم في نصيب لأن النظام ما زال يسيطر على محافظة السويداء ويتخذ منها مقراً لقواته العسكرية والأمنية.
يُشار إلى أن انفجاراً كبيراً ضرب مركزاً لـ"جيش الإسلام" في بلدة نصيب المجاورة للمعبر، بعد يومين فقط من انسحاب "جيش العشائر" من مناطق نفوذه، موقعاً عشرات القتلى والجرحى، فيما اعتبره البعض رسالة لفصائل المعارضة بأن وجودها غير مرغوب فيه في نصيب وفي معبرها الحدودي.