تسعون صباحاً!

11 نوفمبر 2014
ضيفة شرف في عرض للمصمّمة ايلاً زحلان (Getty)
+ الخط -
احتفلت الشحرورة صباح أمس بعيد ميلادها. لا يريد أحد أن يذكّر شحرورة الوادي بعمرها، لكن بحسب ما هو مدوّن أن صباح تعيش تسعينياتها، ولو أن "الهمّة" لم تعد تسعفها للظهور، لكن بمجرد علمنا أن "الصبوحة بخير"، فهذا وحده يكفينا لنبتسم.
النكات التي يطلقها البعض حول صحة صباح، أو إشاعات موتها، لم تزد حياتها إلا ألقاً يحيط بصاحبة "ساعات ساعات"، وقد اعتادت جانو فغالي ابنة شقيقتها التي تلازمها وخبير التجميل صديقها وابنها الروحي على ذلك، فالشائعة بحسب جوزف غريب تقادمت، يتساءل غريب في تعليقه لـ "العربي الجديد"، مع كل عيد لصباح نفرح ونفرح، ونحمد الله أنها لا تزال بيننا.
أمّا الإعلامية ريما نجيم، التي تواظب على الاتصال بالفنانة القديرة، وقدمت برنامجاً تكريمياً لها، والتقتها في مكان إقامتها قبل أقل من عام، فقد أكدت في حديث لـ "العربي الجديد"، أنها وجدت صباح نجمة حتى في سريرها.
تقول نجيم: "لم يزد العمر الصبوحة إلا ذكاء وتماسكاً، قالو لي إنها أحيانا تصاب بالضياع، لكنني أؤكد أنها ذكية جدا. عندما التقيتها عرفتني بسرعة، أذهلني لون بشرتها وهي أشبه ببشرة الأطفال الناعمة، لم تنس صباح وضع طلاء الأظافر الأحمر المثير، وكانت تطلق النكات طوال الوقت. سجلت لها كثيراً من التعليقات الخاصة، حتى أنها لم توفرنا من السخرية والضحك طوال الوقت، كانت ترغب بالغناء لكن بعد "الجلطة" الأخيرة التي أصابتها لم تعد قادرة على ذلك بطريقة متقنة، وهي التي لا تتهاون بشيء أمام جمهورها، ولا في فنها.
لا تريد صباح أن تهتز صورتها أمام الناس، لأنها ولدت وعاشت نجمة، حتى في سريرها هناك ضوء النجومية الذي لم يغب عنها يوماً - هذه الهالة التي رافقتها ولا تزال وستبقى، وما من أحد زار الصبوحة إلا ووجد وتحقق من الهالة التي أتحدث عنها. لا أريد القول إن صباح مدرسة، وهي كذلك، أو أتزلف، لكن وجودها اليوم كفنانة وإنسانة له طعم آخر يذكرك أن الدنيا لا تزال بخير، وأن الزمن الجميل يشعّ بحضور صباح الدائم.
تسأل ريما نجيم عن مغزى إطلاق الشائعات وأخبار موت صباح، تسأل مطلقيها "أليس عندهم أهل؟ ألا يقومون يومياً بتقبيل أيادي آبائهم والدعاء لهم بطول العمر، لماذا يقتلون صباح"؟
الصبوحة تعيش حياتها بسلام وحب كبيرين، لم تطلب من أحد شيئاً، تسابق الحياة بالجمال والسلام الداخلي والقلب الكبير، قلب برأي ريما نجيم، "أفرح الكثيرين من عشاقها لسنوات تجاوزت الستين عاماً".
تختم نجيم، نعم سنزورها مع أصدقاء كثر، نقدم لها الورود، ونبارك ميلادها: "أطال الله بعمرك". تستقبل صباح يومياً أصدقاء من جميع أنحاء العالم، خصوصاً القاهرة، وتعيش يومياتها كما نحن جميعاً، إنّما بهالة نجمة لم يستطع أحد أن يطفئ وهجها لأكثر من ستين عاماً من النجاح والتألق.
تسعون صباحا تمر اليوم على صباح لبنان والقاهرة، كلنا يذكرها، نريد لها الحياة وطول العمر نرسم مع صوتها حنينا لزمن جميل نقاسمه خيبات الحياة تماما كما الصبوحة، وننظر إليها ولو من بعيد بخفر ونبتسم عندما نسمع صباح!
المساهمون