تسعة قطاعات تقود الاقتصاد الكويتي

22 أكتوبر 2014
+ الخط -
يقدر حجم المشاريع التي تعمل على تنفيذها الكويت خلال العام الحالي، بـ 194 مليار دولار. رقم يجعلها تحتل مراتب متقدمة في النمو الاستثماري في المنطقة، مستفيدة ‏من الفوائض المالية الضخمة التي تحققها سنوياً، والتي لا تقل عن 50 مليار دولار منذ نحو 16 عاماً.‏
إذ إن الاستثمار في الكويت، يعتبر بوابة ارتقى من خلالها كثيرون من أصحاب الثروات الصغيرة، ليصبحوا من أصحاب المليارات، مستفيدين من المشاريع الكبيرة التي تطرح في السوق المحلية، ومن ‏الفوائض المالية الكبيرة التي تسمح للدولة بإقامة المشاريع على مدار العام، ما يساعد على تأمين ‏حاجات المقيمين وتطوير البنى التحتية.‏
ويرى الخبراء والعاملون في قطاع الاستثمار في الكويت، أن مؤسسات الدولة تعتبر الأبرز في تنفيذ ‏المشاريع داخل الكويت وخارجها، مشيرين إلى أنها احتلت المرتبة الأولى بين الدول العربية في ‏جذب رجال الأعمال في نهاية العام 2013، وخلال النصف الأول من العام الجاري. ولافتين الانتباه ‏إلى أن رجال الأعمال الكويتيين والشركات الكويتية والهيئة العامة للاستثمار، تستثمر بنحو 386 ‏مليار دولار في الخارج، عبر البنوك والعقارات، والمطاعم والمدارس، في كل من بريطانيا وتركيا ‏وجورجيا ولبنان...‏
ويقول مدير فرع في شركة استثمارات محلية، أحمد السيد، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إن الاستثمار ‏في الكويت يتركز على 9 قطاعات، تتمثل في الاتصالات والمصارف والخدمات والصناعة والتجارة ‏بالتجزئة والمدارس والمستشفيات، بالإضافة إلى المشاريع التجارية الكبرى، مشيرا إلى أن الكويت ‏‏"بنت العديد من المجمعات التجارية في السنوات الخمس الأخيرة، بل تملك اليوم واحداً من أكبر ‏المجمعات التجارية في منطقة الشرق الأوسط وهو مجمع (الأفنيوز)"، مقدراً حجم الاستثمار والأموال ‏التي دفعت في هذا الحيز بـ 12 مليار دولار، في حين يستمر العمل على انهاء بعض المراحل الجديدة ‏فيه.‏
ويضيف السيد، أن افتتاح المجمعات التجارية في السوق، ساهمت في دخول العديد من الماركات ‏العالمية إليها، خصوصاً في مجال المطاعم، إذ يحصل صاحب المشروع على وكالة لقاء تمثيل الشركة ‏العالمية في السوق المحلية، ما يدر أرباحاً بملايين الدولارات، في ظل الإقبال الكبير على ‏المطاعم طيلة السنة.‏
ويلفت السيد، إلى أن الاستثمار في الكويت، "ولو أنه مخصص للكويتيين فقط، ‏إلا أنه متاح للأجانب بشرط أن يكون الكفيل كويتياً". ويقول أن الكثير من المشاريع تقام في السوق ‏المحلية، وخصوصاً في قطاع النفط، المصدر الرئيسي للإيرادات، ويشرح طريقة الاستثمار في ‏هذا المجال بالقول: "الدولة تستثمر باسم شركات محلية تحصل على نحو 20% من قيمة ‏المشروع، بينما المنفذ الرئيس هو شركات أجنبية عالمية مثل "بي بي" و"شل" و"توتال" وغيرها ‏من الشركات العالمية".‏
من جهته، يشير المتخصص في شؤون الاستثمار في السوق الكويتية علاء السمان، إلى أن قطاع ‏الخدمات يعد من القطاعات الناشئة التي تشهد ضعفاً في الاستثمار في السوق المحلية، ويسجل في ‏الوقت ذاته عدم تلقي شركات الخدمات للمساعدات أو الدعم من طرف الدولة. ويقول السمان في ‏تصريح لــ "العربي الجديد"، إن أسباباً عديدة تقف وراء ضعف قطاع الخدمات، مقابل القطاعات ‏الاستثمارية الأخرى في السوق الكويتية، ومن أهمها تمركز رؤوس الأموال في استثمارات تعتمد على ‏الربح السريع مثل العقار، وغياب الدعم الحكومي واقتصاره على مجالات محدودة مثل الطيران. ‏أضف إلى ذلك، يشرح السمان، اختفاء عنصر الأمان، بعد تعرض العديد من الشركات العاملة في السوق ‏إلى خسائر كبيرة، سببها فسخ عقود وقعتها في العراق بعد الاجتياح الأميركي في العام 2003.‏
وتظهر بيانات الهيئة العامة للإحصاء في نهاية النصف الأول من العام الجاري، ‏أن في الكويت نحو 58 شركة أجنبية مستثمرة في قطاعات متنوعة، إذ بلغ حجم ‏الاستثمارات الأجنبية المتوافرة في السوق نحو 6.5 مليار دينار كويتي أي ما يعادل ‏‏21 مليار دولار تقريباً.‏
ويقول المسؤول السابق في البورصة والمستشار في شركة بيت الأوراق المالية ‏محمد الثامر، إن قطاع الاستثمار في الكويت يحقق عوائد مرتفعة، ما يدفع ‏المستثمرين إلى تنفيذ العديد من المشاريع في قطاعات متنوعة. ويشرح أن ‏حوالي 60.9% من الاستثمارات الأجنبية في الكويت تتركز في قطاع ‏الاتصالات، وشركات الاستثمار بنحو 20.1% وشركات التأمين بما يقارب ‏‏9.7%، في حين تتوزع النسب الباقية بين شركات التجارة والمصارف ‏والمطاعم وغيرها.‏
ويلفت الثامر لـ "العربي الجديد" الى أن قطاع العقار يتصدر لائحة الاستثمارات المحلية في الكويت خلال الفترة ‏الحالية، حيث يسيطر على نحو 78% من اجمالي حجم الاستثمارات، مقابل نحو 20% في قطاع البورصة والتداول بالأسهم، كاشفاً أن عدد الشركات العاملة في ‏قطاع العقار، والمدرجة في سوق الكويت للأوراق المالية، يصل إلى نحو 192 ‏شركة تحقق أرباحاً سنوية بمليارات الدولارات.‏
ويضيف الثامر أن الدولة بوزاراتها وهيئاتها هي ‏العميل الأول بالنسبة للشركات في السوق، وخصوصاً في ظل المشاريع العديدة ‏التي تقرها بمليارات الدولارات سنوياً عبر خطة التنمية السنوية.‏
وتظهر الأرقام الواردة في التقارير الاقتصادية المتنوعة، أن الاستثمارات التي ‏تنفذ في العام 2014 شكلت رافعة مهمة للاقتصاد الكويتي، إذ تبين أن ‏المصارف استثمرت حتى نهاية النصف الأول من العام نحو 19.5 مليار دولار، من ‏أجل تطوير خدماتها وإطلاق منتجات جديدة، وافتتاح فروع جديدة، في حين تم ‏استثمار نحو 9.3 مليار دولار في إقامة المصانع، و6.9 مليار دولار في القطاع ‏الصحي لإقامة المستشفيات وتطوير المستوصفات وغيرها، ونحو 3 مليارات ‏دولار في تطوير خدمات قطاع الاتصالات.‏
هكذا، ومن خلال اعتمادها على الفوائض المالية الكبيرة، تستمر الكويت في تنفيذ استثمارات على أراضيها تسهم ‏في توفير العديد من فرص العمل.
دلالات
المساهمون