إدانات عربية وأفريقية
وكانت دولة قطر سباقة في إدانة الانقلاب، كما أجرى أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالاً هاتفياً مع الرئيس التركي؛ هنأه فيه على التفاف الشعب التركي حول قيادته ضد محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة.
وأعرب آل ثاني خلال اتصاله، عن إدانته واستنكاره الشديدين لهذه المحاولة الفاشلة ووقوف دولة قطر، قيادة وشعباً، وتضامنها مع الجمهورية التركية الشقيقة في كافة الإجراءات التي تتخذها لحماية الشرعية الدستورية وتطبيق القانون والحفاظ على أمنها واستقرارها وحماية مكتسبات شعبها.
كذلك في تونس كان أول المنددين حركة "النهضة" التونسية، والتي عبرت عن رفضها وإدانتها المطلقة لهذه العملية الانقلابية، والتي تنتهك إرادة الشعب التركي ومؤسساته الدستورية الديمقراطية.
ودعت الحركة سائر القوى الديمقراطية في تونس والعالم العربي وعموم المنطقة، إلى إدانة هذا المسلك الانقلابي الخطير، والتشبث بالخيار الديمقراطي، في إطار دولة المؤسسات والقانون.
من جهته، عبّر الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، عن إدانته "لهذه الحفنة من الانقلابين الذين يريدون أن يفعلوا بتركيا ما فعله السيسي بمصر". مقدماً دعمه وتضامنه للشعب التركي والرئيس أردوغان، وللحكومة الشرعية، المنبثقة عن انتخابات ديمقراطية حقيقية".
وفي فلسطين المحتلة، دانت حركة "حماس" والسلطة الفلسطينية الانقلاب في تركيا، وأعلنتا في بيانين منفصلين وقوف الشعب الفلسطيني إلى جانب الشعب التركي.
وأكّد رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي العراقي، "ثقته بقدرة شعب الجمهورية التركية الصديق على اجتياز الأزمة الطارئة وعودة المؤسسات الديمقراطية المنتخبة إلى ممارسة مسؤولياتها في تركيا بشكل كامل وطبيعي، معرباً عن أمله بأن يعم الهدوء وسيادة القانون في تركيا".
وقبل قليل، نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية، قوله إنّ "المملكة العربية السعودية تابعت بقلقٍ بالغٍ تطورات الأوضاع في جمهورية تركيا الشقيقة، والتي من شأنها زعزعة أمنها واستقرارها والمساس برخاء شعبها الشقيق".
وعبر المصدر عن "ترحيب المملكة بعودة الأمور إلى نصابها بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، وحكومته المنتخبة، وفي إطار الشرعية الدستورية، وفق إرادة الشعب التركي".
وهنأ أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح أردوغان ببرقية بنجاح الشرعية والانتصار للديمقراطية وإرادة الشعب التركي.
في حين، ذكر بيان صادر عن الرئاسة السودانية: "دان الرئيس عمر البشير المحاولة الانقلابية التي تعرضت لها الحكومة التركية"، معلناً "استنكار الرئاسة لزعزعة الأمن في تركيا"، مؤكّداً "وقوف حكومة وشعب السودان صفاً واحداً مع أردوغان وحكومته وشعبه".
ودانت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، دلاميني زوما، المحاولة الانقلابية في تركيا، وأعربت زوما عن تضامن الاتحاد الأفريقي مع حكومة وشعب تركيا.
وقالت في تصريحات لـ"الأناضول"، في مقر المؤتمرات بمدينة كيغالي برواندا: إن "الاتحاد الأفريقي يحترم الديمقراطية التركية"، مؤكدة دعم الاتحاد الأفريقي للحكومة والبرلمان المنتخبين ديمقراطيا من الشعب التركي.
من جانبه، دان رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين، بأشد العبارات، المحاولة الانقلابية في تركيا، وأعرب عن تضامن بلاده والقادة الأفارقة مع الحكومة والبرلمان والشعب في تركيا.
واستنكر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بأشد العبارات المحاولة الانقلابية في تركيا، وقال في بيان رئاسي صدر من مكتبه اليوم إن "الصومال حكومة وشعبا تقف إلى جانب الحكومة الديمقراطية، وتندد بأشد العبارات بمحاولة الانقلاب الفاشلة".
إدانات دولية:
وعمدت واشنطن إلى إطلاق موقف ضبابي، في مضمونه دعم للانقلاب، قبل أن تتراجع بعد بيان فشله، لتعلن دعمها للديمقراطية. واتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما، ووزير خارجيته جون كيري، على أهمية "دعم جميع الأطراف للحكومة التركية المنتخبة ديمقراطياً، وممارسة ضبط النفس وتجنب العنف وإراقة الدماء"، بحسب بيان للبيت الأبيض.
بدوره، أعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه الكامل للحكومة المنتخبة ديمقراطياً في تركيا، داعياً إلى العودة إلى النظام الدستوري بأسرع وقت، وجاء ذلك على لسان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في وقت سابق، إن "تدخل الجيش في شؤون أي دولة غير مقبول، ومن المهم أن يتم وبسرعة وبشكل سلمي تأكيد نظام مدني دستوري وفقا للمبادئ الديمقراطية في تركيا".
وقال بان كي مون: "في هذه اللحظة من عدم اليقين في البلاد (تركيا)، أدعو إلى الهدوء ونبذ العنف وضبط النفس والحفاظ على الحقوق الأساسية، بما في ذلك حرية التعبير والتجمع".
إلى ذلك عبرت الصين عن أملها في عودة الهدوء والاستقرار إلى تركيا في أقرب وقت.
وفي السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت أن محاولة الانقلاب العسكري التي شهدتها تركيا تستحق إدانة شديدة.
فقد قال إيرولت إن "تركيا تعرضت لمحاولة انقلاب عسكري ضد النظام الدستوري والديمقراطي، الأمر الذي يستحق إدانة شديدة من قبل فرنسا".
وذكر الوزير الفرنسي أن "الشعب التركي أبدى جرأة في الدفاع عن مؤسسات الدولة، ودفع ثمنا غاليا على ذلك".
من جهته أعرب وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني في حديث هاتفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو عن ارتياحه من قدرات السلطات التركية على الدفاع عن مؤسساتها الشرعية بفضل التعبئة الشعبية.
ودعت الحكومة الألمانية إلى "وجوب احترام النظام الديمقراطي في تركيا"، وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت، إن "الحكومة الألمانية تدعم الحكومة (التركية) المنتخبة، ويتعين احترام النظام الديمقراطي في تركيا، ويتعين فعل كل شيء لحماية حياة الأفراد".
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي دعم طهران للحكومة المنتخبة في تركيا، مؤكداً أن بلاده تريد تركيا آمنة ومستقرة.
إلى ذلك أسفرت محاولة الانقلاب العسكري في تركيا عن مقتل 90 شخصاً وإصابة 1154 آخرين، وفقا للمصادر التركية.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة في الجيش، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب مما ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية.