واصل المتظاهرون والمعتصمون في محافظات جنوب العراق احتجاجاتهم صباح اليوم الثلاثاء، وسط تزايد التأييد الشعبي لهم في عموم المحافظات، بينما دعا رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، الأجهزة الأمنية إلى توفير الحماية لهم وعدم استخدام السلاح ضدّهم.
وتجمّع متظاهرو محافظة البصرة، صباح اليوم، أمام حقلي نفط القرنة 1 والقرنة 2، ومنفذ صفوان، بعد أن انضمّ إليهم عشرات من المحتجين من أهالي المحافظة، ورددوا شعارات طالبت بالقضاء على الفساد والجهات الراعية له في البلاد.
ودعا المحتجون الحكومة إلى "إعلان الحرب ضدّ الفساد والأحزاب الفاسدة، التي تستغل نفوذها بالدولة وتبرم صفقات الفساد على حساب الشعب"، وشدّدوا على "عدم تستر الحكومة على المفسدين، وإلّا ستكون شريكة لهم في الفساد".
من جهته، قال الناشط المدني في محافظة البصرة، غسان العمران لـ"العربي الجديد"، إنّ "التأييد الشعبي للتظاهرات والاعتصامات يتزايد بشكل يومي، وإنّ أعداد المتظاهرين تضاعفت في عموم المحافظات"، مبينا أنّ "جهات سياسية حاولت أن تحرف مسار التظاهرات عن سلميتها، لتخرجها عن مسار الإصلاح، لكنّ القائمين عليها تنبهوا لذلك وحيّدوا كل الجهات المشبوهة".
وأشار العمران إلى أنّ "التظاهرات تأخذ اليوم بعدا شعبيا سلميا، وهي تظاهرات قانونية ودستورية، وفي الوقت ذاته هي صوت الشعب الساخط على الفساد والمفسدين"، داعيا الحكومة إلى "تنفيذ المطالب المشروعة، ومحاسبة المفسدين وفقا للقانون".
وخرج العشرات من أهالي ذي قار، ومثلهم في محافظة المثنى، بتظاهرات ساخطة على الفساد، وردد المتظاهرون هتافات تنذر بتصعيد التظاهرات إذا لم تحاسب الأحزاب الفاسدة في الدولة.
وقدّم المتظاهرون ورقة بمطالبهم إلى الجهات الحكومية، مطالبين بسرعة تنفيذها.
وتجري التظاهرات والاعتصامات الشعبية في البلاد وسط إجراءات أمنية مشددة، وتحاول القوات الحد من اتساع حدة الغضب الشعبي.
في غضون ذلك، أكد رئيس الجمهورية، في مقابلة تلفزيونية، أنّ "الأجهزة الأمنية وجدت لحماية المتظاهرين والممتلكات العامة والخاصة، وليس لقتلهم أو استخدام الأسلحة النارية لتفريقهم".
وأشار إلى أنّ "استمرار الاعتصامات قد يؤدي إلى مشاكل لا تحمد عقباها، كما حصل في الاعتصامات التي شهدتها محافظة الأنبار قبل سنوات".