تزايد أعداد النازحين من جزيرة الخالدية غرب العراق

03 يوليو 2016
هاربون خوفاً من الأعمال العسكرية (العربي الجديد)
+ الخط -
تستمر موجة النزوح من مناطق جزيرة الخالدية (23 كلم شرق الرمادي)، لليوم الثاني على التوالي، بعد إعلان القوات العراقية عزمها شن عملية عسكرية واسعة تستهدف المنطقة لاستعادتها من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

وأجبرت عمليات القصف الجوي التمهيدية مئات الأسر على النزوح من مناطق جزيرة الخالدية باتجاه مناطق غرب الرمادي، حيث مناطق 18 كيلو التي أقيمت فيها سابقاً مخيمات للنازحين من معارك الرمادي وهيت وأطرافهما.

وبحسب ناشطين، نزحت العائلات مشياً على الأقدام، نساءً وأطفالاً وشيباً وشباباً، عشرات الكيلومترات بلا ماء ولا طعام، وغياب الاستعدادات الحكومية لإيوائهم، ليستقروا في منطقة 18 كيلو وسط الصحراء، هائمين على وجوههم يبحثون عن من يغيثهم.

ونشر ناشطون صوراً على مواقع التواصل أظهرت مئات الأسر النازحة في الصحراء بلا خيام، وهم يفترشون الأرض وقد أنهكهم العطش بسبب حرارة الجو الشديدة.

وكشف مجلس بلدة الخالدية عن نزوح نحو 3 آلاف مدني من جزيرة الخالدية، مناشداً المجتمع الدولي التدخل الفوري لإغاثتهم.

وقال رئيس المجلس، علي داود، في تصريح صحافي، إن "3 آلاف مدني نزحوا من منطقة جزيرة الخالدية، واستقبلتهم قطعات من الفرقة العاشرة من الجيش العراقي، ونقلتهم إلى مخيم 18 كيلو غرب الرمادي".




وناشد داود المنظمات المحلية والعربية والدولية، التدخل العاجل، لإغاثة هذا العدد الكبير من النازحين وهم في ظروف مأساوية جداً، مطالباً وزارة الهجرة والمهجرين العراقية بتوفير المساعدات العاجلة لهم.

يأتي ذلك بعد نحو أسبوع واحد من استعادة القوات العراقية السيطرة على مدينة الفلوجة.

وتأتي موجة النزوح هذه بعد موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها مدينة الفلوجة قبل نحو شهر مع بدء عملية عسكرية واسعة انتهت بالسيطرة على المدينة، إذ نزح عنها ما يقارب 90 ألف مدني كانوا محاصرين داخل المدينة، وتوجهوا إلى عامرية الفلوجة جنوباً والحبانية غرباً.

وذكر ناشطون ميدانيون يتابعون أحوال النازحين، أن أربعة من المدنيين تُوفوا نتيجة العطش الشديد خلال رحلة النزوح الطويلة، واستقرارهم وسط الصحراء غرب الرمادي.

وقال الناشط المدني عامر الدليمي: "مخيما 18 كيلو و60 كيلو غرب الرمادي يعانيان من إهمال حكومي غير مسبوق، فلا مساعدات إنسانية تصل للقاطنين فيه، ولا توجد خيام لاستيعابهم وإيوائهم".

وأضاف، لـ"العربي الجديد"، يضم المخيمان نحو 1200 أسرة نزحت من مناطق زنكور شمال غربي الرمادي، أي بحدود أكثر من 6 إلى 7 آلاف مدني، أغلبهم نساء وأطفال بحاجة ماسة إلى مياه الشرب والطعام والخيام لإيوائهم.

وتنتشر مخيمات النزوح بدءاً من عامرية الفلوجة التي أنشئ فيها نحو 14 مخيماً وعشوائيات للنازحين تضم حوالي 5555 خيمة، في حين لا تجد عشرات الأسر الأخرى خياماً تأوي إليها، كما تضم مخيمات المدينة السياحية في الحبانية نحو 6000 أسرة نازحة".

ويعتمد هؤلاء النازحون على ما يصلهم من تبرعات يجمعها ميسورون وشيوخ عشائر وأهالي المناطق القريبة منهم، وتبرز حاجاتهم الماسة إلى مياه الشرب والطعام ووقود الطبخ والحمامات الصحية.

ويأتي ذلك بعد جدل كبير واتهامات لمجلس محافظة الأنبار بالتلاعب بأموال النازحين، بعد الكشف عن تصويت المجلس بالإجماع على إيقاف صرف الأموال المخصصة للنازحين، مطلع يونيو/حزيران الماضي.

وكشفت وثيقة مسرّبة، اطلع عليها "العربي الجديد"، أن مجلس الأنبار صوّت، في جلسته المنعقدة في 14 يونيو/حزيران الماضي، على إيقاف صرف كافة الأموال الواردة إلى المحافظة والمخصصة للنازحين، الأمر الذي أثار استياء واسعاً وضجة كبيرة أسفرا عن إقالة محافظ الأنبار، صهيب الراوي، وعقد مجلس الأنبار جلسة خاصة لاستجوابه بهذا الخصوص، بحسب مصادر حكومية.

المساهمون