تركيو ألمانيا.. جزيرة معزولة

04 يناير 2015
+ الخط -
مثل دارج في برلين يعبر عن واقع الأتراك، بكل وضوح يكرره العرب والأتراك والألمان: هل لاحظت معي أن عدد الألمان في برلين قد زاد، في إشارة واضحة لعدد الأتراك في العاصمة الالمانية، حيث يبلغ عددهم في برلين نحو ثلاثة ملايين. 
الحياة في منطقة كرويتز بيرغ ببرلين تلخص جزءا من قصة اندماج الاتراك في ألمانيا، حيث تطغى الحالة الشعبية على كل مسمى، محلات للعرب والأتراك، خضروات مصفوفة خارج نظام السوبرماركت. صحن الفول والحمص مع قطعة خبز بأربعة يورو، بعض المناطق قد تقدم الأراجيل مع الحشيش. 
وهذه من المظاهر السلبية التي تجعل من الجالية التركية مجتمعا مغلقا يصعب اختراقه. إنهم متعاونون مع بعضهم البعض، حتى فيما يتعلق بالبحث عن فرص عمل، ولا يتورعون عن تقديم يد المساعدة لمن يحتاج من أبناء جلدتهم إلى المساعدة. 
تميز أهل المنطقة في القطار من سلوكهم، فهم إما يتحدثون بصوت عال وقد يدندن أحدهم بـأغنية يسمعها من موبايله وقد يتمايل أخر، يقول أحد سكان المنطقة لـ "العربي الجديد": يأتينا العالم كله، من أميركا وإسبانيا وأفريقيا، نحن قلب برلين النابض بالحياة، فهم يتمتعون بالحرية والود الشرقي الخاص. 
يوجد المركز العربي الألماني للاندماج في نفس المنطقة، العاملون فيه من مختلف الجنسيات العربية والتركية والألمانية، يجتمعون في الأعياد والمناسبات الدينية، فيحيوها كما عهدوها في بلدانهم، أما أبناؤهم فلهم طريقة أخرى، فإذا كان الكبار يدبكون ويزجلون في سهراتهم، فأولادهم يغنون أغاني الروك أو أغاني ألمانية، ويرتدون أحدث صرعات الموضة. 
توضح البرلمانية السابقة من حزب اي بي دي كريستينا ليدا لـ"العربي الجديد" العلاقة بين البلدين بالقول: 
"قبل أربعين عاما عملت الحكومة الألمانية على جلب الرجال الأتراك إلى ألمانيا للعمل، قدم الكثير من الرجال بدون زوجاتهم، وبعد وقت لحقت بهم نساؤهم مع عدد كبير من الأطفال. الحكومة تركت الأمور على ما هي عليه، فلم يكن لديها خطة دمج، لذا كثر لم يتعلموا كلمة واحدة باللغة الألمانية، ومع هذا فأطفالهم تعلموا اللغة، كما شكل الأتراك ما يسمى بالمجتمعات الموازية، حيث يريدون العيش بدون أية علاقة مع المجتمع الألماني، على سبيل المثال منطقة كرويتز بيرغ، وبهذا أصبح لدينا المزيد من المشاكل. السياسيون بدأوا بتطوير خطة للاندماج عام 2000 ومفتاح الاندماج هو تعلم اللغة، وهو ما بدأت به الحكومة من خلال دورات لتعلم اللغة الألمانية مجانية". 
من جهة أخرى تقول الموظفة في مكتب الأجانب يسرى السعدي: "لاحظت في فترة عملي، أن الأتراك في المدن الكبرى أقل اندماجا من الأتراك في المدن الصغرى. على سبيل المثال في مدينة كولون، لكن الأتراك في المدن الصغرى حيث الجالية التركية صغيرة أسرع في تعلم اللغة وخلق روابط مع المجتمع الألماني".
المساهمون