كشف وزير الداخلية التركية سليمان صويلو، اليوم الأحد، عن إيقاف أكثر من نصف مليون مواطن تركي، منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت في منتصف تموز/يوليو عام 2016، جرى اعتقال أكثر من 30 ألفا منهم، وكلهم من جماعة "الخدمة" التي يتزعمها الداعية فتح الله غولن، والمتهمة بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية.
وأوضح صويلو، في تصريحات صحافية نقلها الإعلام التركي، منه صحيفة "حرييت"، أنه جرى توقيف 511 ألف شخص خلال هذه الفترة، اعتقل منهم 30812 شخصا، وهم حاليا في السجون، من بينهم عدد كبير من العاملين في المؤسسات الحكومية، خاصة في قطاع الأمن والاستخبارات والقضاء والمعلوميات، فضلا عن الجامعات ووسائل الإعلام.
وأضاف وزير الداخلية التركي أيضا أنه جرى طرد 30578 موظفا فقط من وزارة الداخلية التي يترأسها، وتجميد أكثر من خمسة آلاف آخرين، بعضهم معتقل، وأغلبهم من دائرة الأمن، والبقية من قوات الجندرمة وخفر السواحل، إضافة إلى موظفين إداريين، مبينا أنه "رغم هذا العدد الكبير من عمليات الطرد، والعجز في الموظفين، إلا أن الوزارة تقوم بجهود كبيرة"، على حد تعبيره.
وردا على سؤال إن كانت عمليات الاعتقال والتوقيف والطرد قد أدت إلى تدمير جماعة الخدمة، أجاب أنه "لا يمكن القول بذلك (..) لا تزال لدينا ملفات عديدة، ونعمل عليها"، مبينا أنه "طالما هناك أدلة جديدة ومعلومات يتم عرضها، فلا تزال عمليات الملاحقة مستمرة، وكشف المتورطين متواصلا، خاصة خارج البلاد".
وشدد على أن لدى الوزارة مليونا و800 ألف مادة رقمية، تم تحليل مليون و407 مواد منها، ويجري العمل على بقية المواد، من أجل فك كل التفاصيل المتعلقة بالتنظيم، مشيرا إلى أن بلاده "نجحت في هذا العمل مقارنة بأوروبا التي تحتاج لسنوات من أجل التمكن من تفكيك هذه المعطيات".
كما أكد أن تركيا تعمل على مكافحة جماعة "الخدمة" تماما، كما تتعامل مع مكافحة حزب "العمال الكردستاني"، عبر وزارات الداخلية والخارجية والعدل، وعبر وقف معارف المكلف بالاستيلاء على مدارس الجماعة في مختلف دول العالم، عبر التعاون مع الحكومات المحلية لهذه الدول.