أظهرت بيانات روسية، أن تركيا خفضت وارداتها من الغاز الروسي خلال العام الماضي بنسبة 35 في المائة عن العام السابق له، لتبلغ نحو 15.5 مليار متر مكعب. وهو أدنى مستوى لها منذ عام 2004، وذلك في ظل خطوات تنفيذية لتقليص الاعتماد على الغاز الروسي، الذي يهيمن على نحو نصف استهلاك الأتراك من الغاز.
وأشارت البيانات التي أوردتها صحيفة "كوميرسانت" الروسية في عددها الصادر، أمس الإثنين، إلى تراجع الإمدادات الروسية إلى دول الاتحاد الأوروبي أيضا، ولكن بنسبة محدودة بلغت 0.7 في المائة، لتبلغ 175.8 مليار متر مكعب.
ولفتت الصحيفة إلى أن الشتاء الدافئ في القارة العجوز أثر سلباً على صادرات عملاق الغاز الروسي "غازبروم" في الربع الأخير من العام الماضي، فيما كان النصيب الأكبر من التراجع بالأرقام النسبية بين بلدان الاتحاد الأوروبي لكل من ليتوانيا بنسبة 32 في المائة، وإستونيا 38 في المائة، وبلغاريا واليونان 25 في المائة لكل منهما، وألمانيا 8.5 في المائة.
وأرجعت المحللة في مصرف "غازبروم بنك"، يفغينيا ديشليوك، تراجع إمدادات الغاز الروسي إلى منافسة الغاز المسال من منتجين أخرين للغاز الطبيعي الروسي في السوق التركية، مشيرة إلى أنه رغم هذا التراجع إلا أن تركيا تبقى سوقا استراتيجية قابلة للنمو بالنسبة لروسيا.
وتشهد السوق التركية منافسة بين مصدري الغاز سواء من قبل موردي الغاز المسال أو غاز الأنابيب بعد افتتاح مشروع "السيل التركي" لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا مطلع العام الحالي 2020، وحضر الافتتاح حينها الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، وسبق ذلك تدشين خط "تاناب" لنقل الغاز الأذربيجاني في عام 2018.
وكان وزير الطاقة التركي فاتح دونماز، قد قال خلال افتتاح مشروع الغاز الأذربيجاني في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إن بلاده "لم تعد لديها مشاكل في أمن توفير الطاقة من الغاز الطبيعي"، بفضل خط أنابيب "تاناب". كما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان آنذاك، إن تركيا تهدف من خلال "تاناب" إلى ضمان تأمين احتياجاتها من الطاقة، فضلاً عن المساهمة في أمن إمدادات الطاقة لأوروبا.
وتسعى أنقرة لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي الذي يهيمن حالياً على سوق الوقود في تركيا ويمثل نسبة 53 في المائة من استهلاكها من الغاز، حيث أشارت تقارير متخصصة نهاية العام الماضي إلى أن تركيا تتجه لاستيراد الغاز المسال الأميركي وتقليل واردات الغاز الطبيعي الروسي، ضمن استراتيجية جديدة لأمن الطاقة مبنية على تنويع مصادر استيراد الغاز والطاقة بشكل عام خلال السنوات المقبلة.
وفي إطار هذه الاستراتيجية، اتجهت شركة خطوط أنابيب البترول التركية "بوتاس" خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي للتعاقد على 70 شحنة من الغاز المسال من الشركات الأميركية، وذلك وفقاً لما ذكرته نشرة "أويل آند غاز ـ يورو آشيا" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ويخدم استيراد الغاز المسال الأميركي العلاقات التجارية الأميركية التي تحرص عليها أنقرة.
وحسب النشرة، رفعت شركة "بوتاس" مشتريات الغاز خلال العام الجاري من أذربيجان، كما أن الشركة لديها عقود لشراء الغاز المسال مع كل من "قطر غاز" وشركة سوناطراك الجزائرية ونيجيريا.