أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الأربعاء، توقف عملية "نبع السلام" العسكرية شمال شرق سورية، وذلك بسبب "عدم الحاجة لعمل عسكري جديد بعد تحقيق الاتفاقيات الموقعة مع روسيا وأميركا، وانسحاب الوحدات الكردية لمسافة 30 كيلومتراً جنوب الحدود التركية السورية".
جاء ذلك في بيان صدر عن وزارة الدفاع التركية، وقال البيان "جرى التوافق مع أميركا في 17 من الشهر الجاري على وقف إطلاق نار لمدة 120 ساعة في منطقة عملية نبع السلام، وحتى اليوم فإنه جرى إظهار الحساسية الكافية لتطبيق تلك الاتفاقية". وأضافت الوزارة أن "أميركا أكدت بنهاية المهلة الممنوحة استكمال انسحاب وحدات الحماية الكردية".
وبينت أنه "وفق اتفاق تركيا مع روسيا، الثلاثاء، سيتم تأسيس مركز عمليات مشتركة اعتبارا من اليوم، تشمل المناطق التي لا تتضمنها منطقة عمليات نبع السلام، وتنص على إبعاد الوحدات الكردية لمسافة 30 كيلومترا، وهو ما يعني عدم الحاجة إلى إجراء عمليات عسكرية جديدة خارج هذه المنطقة على هامش عملية نبع السلام".
وشددت الوزارة على أن "تركيا لن تسمح أبدا بإنشاء كيان إرهابي على حدودها الجنوبية وستكافح ذلك بحزم شديد ومتواصل".
وختمت الوزارة قائلة "وبهذه الحالة تم تشكيل المنطقة الآمنة في هذه المنطقة على شكل ممر للسلام، مما يوفر عودة آمنة وطوعية للإخوة السوريين إلى بيوتهم ومناطقهم".
وفي وقت سابق الثلاثاء، استضافت مدينة سوتشي قمة تركية روسية انتهت بالتوصل لاتفاق حول انسحاب الوحدات الكردية بأسلحتها عن الحدود التركية إلى مسافة 30 كم خلال 150 ساعة.
وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الثلاثاء، معلقًا على الاتفاق التركي الروسي بشأن سورية "يبدو أن هناك أخبارا سارة بخصوص تركيا وسورية والشرق الأوسط. وهناك المزيد من المعلومات ستأتي".
جاء ذلك في تغريدة نشرها ترامب، على حسابه الشخصي بموقع "تويتر" تعليقًا على الاتفاق الذي توصل إليه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين.
Twitter Post
|
وبحث وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، ونظيره الأميركي، مايك بومبيو، الثلاثاء، آخر تطورات الأوضاع في الشأن السوري. جاء ذلك في اتصال هاتفي جرى بين الوزيرين بحسب مصادر في الخارجية التركية، لوكالة الأناضول.
وذكرت المصادر أن وزير الخارجية الأميركي، قال لتشاووش أوغلو، إن مسؤولين عسكريين أمريكيين أبلغوا كتابيًا السلطات العسكرية التركية، انسحاب عناصر الوحدات الكردية من منطقة عمليات "نبع السلام" شمالي سورية.
وقال المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى سورية إن فرص إنهاء الهجوم التركي على المقاتلين الأكراد باتت أفضل بالمقارنة بالأسبوع الماضي لكنه أوضح أن وقف إطلاق النار بشكل دائم سيعتمد على التزام الطرفين بشروط الهدنة التي جرى الاتفاق عليها في أنقرة قبل أيام.
وأوضح المبعوث الخاص، جيمس جيفري، في جلسة بمجلس الشيوخ الأميركي، أمس الثلاثاء، شهدت انتقادات من الجمهوريين والديمقراطيين لسياسات ترامب "نحن في وضع أفضل الآن عما كنا عليه قبل أسبوع... حين ننظر إلى وقف إطلاق النار، أعتقد أننا قمنا بعمل جيد وأوقفنا هذا الصراع".
وقال إن الجيش التركي وافق على وقف القتال بشكل دائم إذا انسحب المقاتلون الأكراد من المنطقة التي جرى الاتفاق عليها في أنقرة الأسبوع الماضي. وانتهت مهلة وقف إطلاق النار أمس الثلاثاء. وأضاف أن العقوبات الأميركية على أنقرة ستخفف فقط إذا أوقفت تركيا الهجوم.
ومن المقرر أن يدلي جيفري بشهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، اليوم الأربعاء. وقال جيفري إنه لم يتم استشارته بشأن قرار ترامب سحب الجنود الأميركيين من شمال سورية مضيفا أنه شعر "بغضب" من الهجوم التركي لكنه قال إن تركيا لا تزال ديمقراطية تتبنى العديد من القيم الأميركية وليست خصما لبلاده على الساحة الدولية.