تركيا تطلب تفتيش القنصلية السعودية بإسطنبول بشأن خاشقجي... وتستدعي السفير للمرة الثانية

إسطنبول

جابر عمر

جابر عمر
08 أكتوبر 2018
23AEB76E-8968-471D-9172-5EE2A265A3DE
+ الخط -
طلبت تركيا، اليوم الإثنين، السماح لها بتفتيش القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول، بحثاً عن الصحافي السعودي جمال خاشقجي، المختفي منذ الأسبوع الماضي، وفق ما ذكرت وسائل إعلام تركية، كما استدعت أنقرة السفير السعودي لديها للمرة الثانية، بشأن القضية.

وقال مسؤولون أتراك، لوكالة "رويترز"، مطلع الأسبوع، إنّهم يعتقدون أنّ خاشقجي قُتل داخل القنصلية في إسطنبول، فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّه يتابع القضية بنفسه.

وأفادت صحيفة "حرييت"، بأنّ نائب وزير الخارجية التركي سدات أونال، استدعى، أمس الأحد، السفير السعودي وليد الخريجي، للمرة الثانية بعد اختفاء خاشقجي، مطالباً السلطات السعودية بالتعاون التام مع الحكومة التركية، في عمليات التحقيق الجارية.

من جانبها، ذكرت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية، أنّ الخارجية التركية استدعت، الأحد، السفير السعودي في أنقرة، وأعربت عن تطلعها لـ"التعاون التام في التحقيق" من الجانب السعودي في قضية اختفاء خاشقجي، دون إضافة تفاصيل أخرى.

وأمس الأحد، وتعليقاً على تطورات اختفاء خاشقجي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات صحافية، عقب كلمة في لقاء لحزب "العدالة والتنمية" في أنقرة، "ما زلت أحسن النية في توقعاتي، بإذن الله لن نواجه حالة لا نرغب فيها"، مضيفاً: "أتابع بصفتي رئيساً للجمهورية مسألة اختفاء خاشقجي، وسنعلن نتائج التحقيقات إلى العالم مهما كانت".

كما أوضح أنّه "جار التحقق من عمليات الدخول إلى القنصلية السعودية والخروج منها، ونسعى للتوصل إلى نتيجة بسرعة".

وتابع أردوغان "ما زلت محسناً النية، وهو ما آمله، وأتمنى ألا نواجه أمراً لا نريده، وخطيبته تنتظر أيضاً"، إلا أنّه قال "أؤمن أنّ الأحرار في هذا العالم، خاصة في بلدنا، سيلاحقون الأمر ويتابعونه ولن يتركوه".

وأكد "بصفتي رئيس البلاد، سأتابع الأمر، والنتيجة التي ستخرج من هنا مهما كانت سنعلنها للعالم، والصور يتم التحقق منها عبر الادعاء العام الذي يتابع الأمر ويحقق فيه".

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، اليوم الإثنين، أنّ خاشقجي دخل إلى القنصلية السعودية في 28 سبتمبر/أيلول، في أول محاولة لتخليص بعض الأوراق الروتينية، وطلب منه العودة في الأسبوع التالي، ناقلة عن مصادرها أنّ 15 مسؤولاً سعودياً دخلوا إلى إسطنبول "على وجه الخصوص من أجل جريمة قتله"، بينما دخل خاشقجي القنصلية مرة أخرى، يوم الثلاثاء الماضي، ولم يخرج.


ولم تسهم التصريحات السعودية الرسمية التي تناقلتها وكالة الأنباء السعودية الحكومية، حول نفي فرضية قتل خاشقجي على يد 15 سعودياً أتوا بطائرتين خاصتين إلى إسطنبول بموازاة اختفاء الرجل، يوم الثلاثاء الماضي، إلا بزيادة الغموض ورفع منسوب الخوف على حياة الكاتب المعروف في صحيفة "واشنطن بوست".

وزعم القنصل السعودي العام محمد العتيبي، في تصريحات لوكالة "رويترز"، أنّ الكاميرات في مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، حيث فُقد خاشقجي، "لا تعمل".

مستشار أردوغان: تأخُّر الإبلاغ عن اختفاء خاشقجي منعنا من حمايته

من جانبه، قال ياسين أقطاي، وهو مستشار أردوغان، والنائب في حزب "العدالة والتنمية"، اليوم الإثنين، إنّه "نتيجة لتأخر الإبلاغ عن اختفاء خاشقجي، فإنّ الوقت كان قد تأخر لحمايته وتأمين سلامته"، منتقداً السلطات السعودية التي تعتمد على العنف في قمع أصوات المنتقدين والمعارضين لها.

وفي مقال نشرته صحيفة "يني شفق" التركية، اليوم الإثنين، أوضح أقطاي أنه "من المؤسف أنّ المعطيات التي تتوفر لنا تظهر أنه في الوقت الذي وصلت لنا المعلومات حول اختفاء خاشقجي، كانت الأمور قد خرجت عن السيطرة، ولم نتمكّن من حمايته، ولم نستطع أن نفعل له شيئاً وهو على قيد الحياة".

كلام أقطاي هنا يؤكد بشكل غير مباشر أنّ مكروهاً قد حصل له، أو على الأقل هكذا تشير المعطيات، لأنّه أوضح أنّ السلطات لم تتمكن من فعل شيء لخاشقجي وهو على قيد الحياة، لأنهّم عندما تبلغوا بالأمر كان الوقت قد مضى وتأخر.

ولفت إلى أنّ "هذا الحادث حمل السلطات التركية حملاً ثقيلاً ووضعها في حرج لا حدود له، فرغم احتفاظها بالنوايا الحسنة، إلا أنها لم تتمكن من منع عملية قتله بطريقة وحشية".

وشدد على أنّ الوضع الحالي الذي تيقنّوا منه أنّ "خاشقجي لم يتم إخفاؤه بمكان ومن ثم نقله وإخراجه، بل على العكس نحن إزاء عملية ارتكبت من فريق هاوٍ، واضح ذلك من كل الجوانب يثبت تورطهم بالجريمة"، في إشارة إلى الفريق المؤلف من 15 سعودياً، قدموا بطائرتين إلى تركيا يوم وقوع حادثة الاختفاء.

ووجّه أقطاي انتقادات حادة للسعودية لممارستها القمع تجاه المعارضين والمنتقدين، لأن خاشقجي كان ناقداً، لا معارضاً، ولا توجد بحقه أي مذكرة دولية للقبض عليه، وذنبه أنّه وثق بعدم حصول أي مكروه له، والسلطات السعودية تواصل اعتقال وحبس العلماء مثل الدكتور سلمان العودة وعبد العزيز الفوزان وآخرين.

وختم بالقول إنّ "خاشقجي كان صوت أبناء بلده الذين عرفهم عن قرب، ونقل وجهات نظرهم، وتماهى مع مطالبهم، وهذا كله في إطار نقد ومحبة لبلاده".


الخارجية البريطانية: اختفاء خاشقجي "خطير للغاية"

وفي المواقف الدولية، وصفت الخارجية البريطانية، اليوم الإثنين، اختفاء خاشقجي بمدينة إسطنبول بتركيا بـ"الأمر الخطير للغاية".

وقالت الوزارة، في بيان، وفق ما أوردت "الأناضول"، إنّ "هذه المزاعم خطيرة جداً، ونحن على علم بأحدث التقارير المتعلقة بمصير خاشقجي، ونسعى مع الحكومة السعودية إلى كشف الحقيقة بشكل عاجل"، من دون تفاصيل أخرى.

ذات صلة

الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي
الصورة
عبد الله النبهان يعرض بطاقته كلاجئ سوري شرعي (العربي الجديد)

مجتمع

تنفذ السلطات التركية حملة واسعة في ولاية غازي عنتاب (جنوب)، وتوقف نقاط تفتيش ودوريات كل من تشتبه في أنه سوري حتى لو امتلك أوراقاً نظامية تمهيداً لترحيله.
الصورة
الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني، يونيو 2024 (عدنان الإمام)

مجتمع

يُناشد الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني السلطات التركية لإعادته إلى عائلته في إسطنبول، إذ لا معيل لهم سواه، بعد أن تقطّعت به السبل بعد ترحيله إلى إدلب..