تركيا ترحّب بالسلطة الجديدة في اليونان

28 يناير 2015
تتطلّع أنقرة إلى مستقبل مستقرّ مع اليونان (مات كاردي/Getty)
+ الخط -
تبدو تركيا مهتمة بالانتخابات التشريعية اليونانية. فالجارة التي تقع على حدودها "الأوروبية"، أكثر من هامة لأنقرة، التي أعربت عن حرصها على مواصلة الجهود المشتركة مع الحكومة اليونانية المنتخبة حديثاً، لحلّ أية قضايا خلافية بين البلدين الجارين.

أول المهنئين كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي أعرب عن استعداد أنقرة لتعزيز العلاقات الثنائية مع الجارة على بحر إيجه، بغضّ النظر عمّن يمسك السلطة. وجاء كلام أردوغان في تصريحات أدلى بها إلى الصحافيين بعد عودته من جولته في دول شرق أفريقيا. وقال: "في العلاقات بين الدول، الاستمرارية هي الأساس، وبالنسبة إلينا، فإن تحسين وتعزيز العلاقات بين تركيا واليونان مسألة ذات أولوية قصوى".

كما هنأ رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، رئيس حزب "سيريزا" اليوناني، أليكسيس تسيبراس، الذي تمكن حزبه من الفوز بالانتخابات النيابية المبكرة التي جرت الأحد. ونشر داود أوغلو تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، جاء فيها: "اتصلت قبل قليل برئيس وزراء اليونان الجديد، أليكسيس تسيبراس، وهنأته بفوز حزبه بالانتخابات المبكرة. أنتظره في تركيا في أقرب وقت".

من جهته، أكد وزير الخارجية التركية، مولود جاووش أوغلو، في المؤتمر الصحافي الذي أعقب الاجتماع الذي عقده مع وزير الخارجية المجري، بيتر سجيارتو، أن "أنقرة كانت قد أرسلت وفداً التقى المسؤولين التنفيذيين في حزب سيريزا في اليونان، خلال زيارته لأثينا في ديسمبر /كانون الأول الماضي، عندما شارك في اجتماع المجلس الأعلى اليوناني التركي، الذي ترأسه من الجانب التركي رئيس الوزراء، أحمد داوود أوغلو، ومن الجانب اليوناني رئيس الوزراء اليوناني، المنتهية ولايته، أنتونيس ساماراس".

وأشار جاووش أوغلو إلى رغبة تركيا في "استئناف المحادثات لخفض التوتر في بحر إيجه، وإيجاد حلول للمشاكل العالقة بين الجانبين". وأضاف: "نريد أن نعمل مع اليونان في اتخاذ خطوات على حد سواء لاستئناف وتسريع المحادثات بين شطري قبرص، التي تقودها الأمم المتحدة وخفض التوتر، بعد أن عبّر مسؤولو سيزيرا عن تفهّمهم ورغبتهم في دفع الحوار".

كما أرسل قيادات حزب "الشعوب الديمقراطي"، الجناح السياسي لـ"العمال" الكردستاني، رسالة تهنئة مشتركة إلى تسيبراس، مؤكدة على إيمان الشعوب الديمقراطي بأن "مبادئ العدالة والمساواة والحرية، التي كان قد دعى إليها سيزيرا، سوف تتغلب على الضغوط المفروضة على الشعب اليوناني من قبل الترويكا الليبرالية الجديدة".

ووصفت الرسالة حزب سيريزا بـ"الحزب الشقيق"، مؤكدة وحدة الأهداف بين "الشعوب الديمقراطي" و"سيزيرا" للوصول إلى "المساواة والحرية لجميع الشعوب المضطهدة عبر العالم بأسره". كما شدّد القياديون في "الشعوب الديمقراطي"، صلاح الدين دميرتاش وفيغان يوكسكداغ، على الأهمية التي يعلقونها على "علاقة التضامن والتعاون الاستراتيجي بين الشعوب الديمقراطية وسيريزا".

وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي عبر فيه الكثير من المحللين الأتراك عن مخاوفهم من قيام حكومة "سيريزا" بدعم حزب "العمال"، في مختلف منظمات الاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع باقي أحزاب اليسار الأوروبية، بحجة أن "العمال يؤدي دوراً محورياً في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مما قد يشكل خطراً على عملية السلام القائمة بين الطرفين". وتبدو مخاوف المحللين منطقية بعض الشيء، على اعتبار أن سيريزا كان قد شارك في التظاهرات التي خرجت في أثينا في يونيو/حزيران من عام 2013، أثناء احتجاجات حديقة غيزي التي اندلعت في مدينة اسطنبول. 

فقد ساند سيريزا المحتجين، ودان الاستخدام المفرط للقوة ضدهم من قبل الشرطة التركية، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على أنقرة. وردد المتظاهرون في أثينا حينها، "من تقسيم إلى أثينا نحن نقاتل الفقر والجوع"، و"تم كسر الاستبداد في الشوارع، كل التضامن مع الشعب التركي". وأكد سيريزا حينها، أنه "في تركيا هناك احتجاجات لأجل حرية الصحافة وحقوق الاتحادات العمالية، وحقّ الأكراد والمرأة والحق في التظاهر والاحتجاج، ومن الضروري أن يستمع لها أردوغان"، علماً بأن قائمة سيريزا، التي نجحت في الوصول إلى البرلمان اليوناني، ضمت ثلاثة نواب من أصول تركية، نجحوا في جمع أصوات الناخبين في منطقة "تراكيا الغربية" في اليونان ذات الأغلبية التركية.

في غضون ذلك، أكد حاتم إفي، أحد مستشاري داوود أوغلو، أن "الحكومة بدأت عملية التسوية مع العمال وذراعه السياسية، حزب الشعوب الديمقراطي، في ما يخص عملية السلام، نتيجة لتخلي الأخير عن مطلب الحكم الذاتي الذي عرقل المفاوضات في وقت سابق"، وذلك خلال مؤتمر صحافي عُقد في مدينة إربيل عاصمة إقليم كردستان العراق. وأضاف إفي: "لقد بدأت عملية التسوية بعد أن تعهد عبد الله أوجلان، زعيم العمال وحزب الشعوب الديمقراطي، بعدم المطالبة بالحكم الذاتي في نهاية العملية"، مشيراً إلى أن "فشل محادثات أوسلو التي عقدت بين عامي 2009 و2011، جاء نتيجة تمسلك العمال بالحكم الذاتي"، وفقاً لما ذكره موقع "روداوا" الإخباري الكردي.

المساهمون