تركيا تخطط لإنشاء 80 مسجداً شمالي سورية

19 يونيو 2017
لم تسلم مساجد سورية من القصف (GETTY)
+ الخط -
دمرت الحرب التي يشنها النظام السوري على معارضيه الكثير من دور العبادة، واختفى بحسب مختصين، الكثير من معالم التراث الإسلامي بعد استهداف نحو 1500 مسجد منذ اندلاع الثورة عام 2011.

وقال رئيس الشؤون الدينية التركي، محمد غورماز، إنّ وقف الديانة التركي يعمل على إنشاء 80 مسجداً في مناطق إعزاز وجرابلس والراعي السورية، وأكد خلال لقائه صحافيين سوريين وعرب في غازي عنتاب على الحدود التركية السورية، أمس السبت، أن بلاده وفرت فرص عمل لأكثر من 400 عالم دين سوري، وأن تركيا تتعامل مع اللاجئين السوريين الذين أُرغموا على مغادرة بلادهم، كما تعامل الأنصار مع المهاجرين في المدينة المنورة.


وأعرب غورماز عن بالغ حزنه للأحداث الدامية التي تجري في سورية، وعدد من الدول الإسلامية، قائلا "كأمة إسلامية خسرنا الكثير في الحرب المستمرة بسورية، فالآلاف من المدنيين قُتلوا أو اعتقلوا، وفقد الملايين مساكنهم، ولجأوا إلى بلدان العالم. ففي تركيا وحدها 3 ملايين سوري".


وأشار إلى رغبة تركيا في الاستفادة من الإمكانات العلمية والخبرات المتوفرة لدى اللاجئين السوريين، "قمنا بتوظيف العديد منهم في دور الإفتاء، وفي الجامعات المختلفة".


ويقول رجل الدين السوري، محمد حاج خلف، إن "ما تقوم به تركيا على صعيد إعادة إعمار دور العبادة بسورية، مسألة مهمة، ولكن نتمنى أن يصب الاهتمام على بناء الإنسان السوري أكثر من البناء له، لأن شعبنا وبعد ست سنوات من القتل والظلم، تهدم من داخله أكثر مما تهدمت البنى التحتية".


ويشير حاج خلف، من منطقة "أفجولار" بإسطنبول، إلى أن تركيا عملت كثيراً على بناء الإنسان السوري المقيم لديها، سواء عبر مجانية التعليم وانخراطه بمدارسها وسوق العمل، ولكن ما زال السوري يعاني بتركيا، سواء من نظرة البعض له أو من عدم وضوح مصيره رغم وجوده بتركيا منذ نحو ست سنوات، فهو غير لاجئ حتى الآن، ولم يحصل على حقوق اللاجئين، سواء لجهة تقنين وجوده أو منحه حقوق التملك.


وحول عدم عمل حاج خلف بالحقل الديني والخطابة، رغم ما له من خبرة وتجربة ممتدة لعشرات السنين، يجيب رجل الدين السوري لـ"العربي الجديد": "تعرف بلدية إسطنبول أني خطيب من خلال المعلومات التي تقدمت بها منذ مجيئي لتركيا، وأعطيتهم معلومات مفصلة عن تخصصي وعملي، لكنهم لم يدعوني إلى أي عمل خطابي أو ديني، ما جعلني أكتفي بالعمل على الصعيد الشعبي وليس الرسمي، وأؤسس لعمل تجاري لأستطيع العيش".


من جهتها، تشيد المربية منار عبود، من إسطنبول، بخطوة بناء المساجد في سورية، خاصة أن تركيا تنظر للجوامع أبعد من كونها دورا للعبادة، بل مراكز لبناء الإنسان، وعادة ما تزود المساجد بمكتبات وتفتحها أيضاً لغير المصلين.


وتضيف المدرّسة بمنطقة إسكندر باشا، لـ"العربي الجديد"، أنه "تم استهداف دور العبادة والمراكز الطبية والتعليمية على نحو خاص خلال الحرب، لذا من المفيد التفكير ببداية ترميم المراكز التعليمية والصحية والدينية، كبداية لإعادة عودة السوريين لبلدهم".


وهدمت الحرب نحو 1450 مسجداً، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، منها ما سوّيَ بالأرض، ومنها ما تهدم على نحو جزئي، ودانت تقارير دولية ما تعرضت له دور العبادة والمنشآت الدينية من استهداف وتدمير في سورية بسبب العمليات العسكرية والقصف الجوي المستمر.


ويلفت سوريون بالداخل إلى ما تتعرض له دور العبادة من تشويه عبر إدخال معتقدات غريبة عن تقاليد السوريين، فضلاً عن تغيير أدوار المساجد عبر إقحامها بالسياسة.


وتشتهر سورية بمساجدها ومآذنها، لكن الحرب أتت على أهم تلك الصروح الدينية، كمسجد خالد بن الوليد في حمص (مرقد الصحابي المعروف منذ أكثر من 1300 عام)، والذي تعرض للقصف، والجامع العمري بمدينة درعا، جنوبي سورية، والذي تعرّض للاعتداء عام 2011 قبل أن تتهدم مئذنته لاحقا، والجامع الأموي بمدينة حلب والذي تهدّم منبره ومئذنته التي بناها نور الدين زنكي.