تركيا تحذّر "العمال الكردستاني": لستَ المُحاور الوحيد بمفاوضات السلام

08 نوفمبر 2014
تظاهرات كردية ضد الحكومة التركية (آدم ألتن/فرانس برس)
+ الخط -

بدت مفاوضات السلام الجارية بين الحكومة التركية وحزب "العمال الكردستاني"، في خطر حقيقي بعد التقارير التي أشارت إلى أن رئيس جهاز الاستخبارات التركية حاقان فيدان، كان قد قام بزيارة لزعيم "العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان في وقت سابق من الأسبوع الحالي، ليبلغه بأن مسودة خريطة طريق عملية السلام لم تعد صالحة وذلك بسبب الأوضاع السياسية الحالية.

وعلمت "العربي الجديد" أن بعض نواب حزب "العدالة والتنمية" كانوا قد عبّروا عن استيائهم من توقيت طرح خريطة الطريق إثر الاحتجاجات التي دعا إليها حزب "الشعوب الديمقراطي" في بداية الشهر الماضي، لتبدو وكأن الخطوة قد تمت استجابة لضغوط "العمال الكردستاني"، وذلك في اجتماع الاستشارة والتقييم الـ23 لـ "العدالة والتنمية"، والذي ترأسه رئيس الحزب أحمد داود أوغلو وحضره مندوبو الحزب في مدينة أفيون بداية الشهر الحالي.

وكانت قناة "سي إن إن" التركية قد كشفت في تقرير لها الأسبوع الماضي، أن الحكومة التركية أمرت بتجميد عملية السلام، رداً على تصرفات شريكها السياسي حزب "الشعوب الديمقراطي"، الجناح السياسي لـ"العمال الكردستاني"، ودعواته إلى التظاهر على الرغم من الإعلان عن خريطة الطريق لعملية السلام، وسماح الحكومة التركية لمقاتلين من "البيشمركة" و"الجيش الحر" بالعبور إلى عين العرب للمساهمة في جهود الدفاع عن المدينة، لتنفي الحكومة ذلك جملة وتفصيلاً.

في غضون ذلك، أكد التقرير الصادر عن "مجموعة الأزمات الدولية" يوم الخميس الماضي، بأن "عملية السلام تشهد مرحلة تحوّل حقيقية". وطالب التقرير جميع الأطراف بوقف التصعيد، واعتبر أن "عملية السلام تمرّ بمنعطف حقيقي، فإما تنهار وبذلك تنتهي سنوات من العمل، أو يلتزم الطرفان سريعاً بالعمل للتقارب". وأشار إلى أن "التصعيد السياسي الذي جرى أخيراً بين الطرفين سيؤذي العملية بشكل كبير".

وبدأت الدعوات إلى عدم وضع "العمال الكردستاني" وأجنحته السياسية كمُحاور وحيد في العملية، وذلك رداً على الدعوات الأخيرة للاحتجاج التي أصدرها لأنصاره. وأكد داود أوغلو رداً على سؤال حول ما إذا كانت المفاوضات مع حزب "الشعوب الديمقراطي" بشأن عملية السلام الداخلي وصلت إلى نهايتها، "أن الحكومة ستواصل العملية"، إلا أنه أعلن أيضاً أن الحكومة لن تجعل العملية مقتصرة على إجراء حوارات على محور واحد أو مع جهة وحيدة. واعتبر أن "المفاوضات ملك للشعب، وأنها تهدف إلى تعزيز الشعور بالتضامن والوحدة الوطنية".

كما وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انتقادات شديدة لحزب "الشعوب الديمقراطي"، رداً على سؤال حول "تجميد عملية السلام" خلال مؤتمر صحافي قبل مغادرته في زيارة رسمية إلى تركمانستان، قائلاً "إن كنتَ قد تسببتَ بقتل أكثر من 40 مواطناً في الشوارع، فإنه لا علاقة لك بعملية السلام"، في إشارة إلى القتلى الذين سقطوا في الاحتجاجات التي دعا إليها "الشعوب الديمقراطي" لأجل مدينة عين العرب.

وفي مناخ التصعيد السياسي، ظهرت شائعات مفادها بأن الحكومة التركية تنوي تعليق عمل حزب "الشعوب الديمقراطي"، لينفي ذلك وزير العدال التركي بكير بوزداغ، مؤكداً موقف "العدالة والتنمية" الصارم ضد وقف أي حزب، وداعياً في المقابل "الشعوب الديمقراطي" إلى تجنب سوء استغلال الحريات التي كفلها الدستور التركي.

يأتي هذا بعد مناخ من التفاؤل كان قد عبّر عنه كلٌّ من داود أوغلو، والنائب عن حزب "الشعوب الديمقراطي" سري ثريا، إذ أشار الطرفان إلى إمكانية تحقيق السلام خلال خمسة إلى ستة أشهر من انطلاق المفاوضات في حال التزم الطرفين بها، أي أن إتمام عملية السلام سينتهي قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة.

ويتهم حزب "العمال الكردستاني" الحكومة التركية بمحاولة تأخير عملية السلام لحين الانتهاء من الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في يونيو/حزيران المقبل، وذلك لمنعه من الاستفادة من نتائج السلام الذي سيعني عودة الحزب إلى الحياة السياسية قبل الانتخابات البرلمانية، وأيضاً رداً على اضطرار "العدالة والتنمية" الإعلان عن خريطة الطريق والتي كان من المقرر أن يستخدمها ورقةً لجذب أصوات الناخبين الأكراد في إطار حملته الانتخابية.

المساهمون