اتهم وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، اليوم الأحد، اليونان بتسليح 18 جزيرة بشكل مخالف للاتفاقيات، مؤكداً أن ذلك "يصعد التوتر ويقوض الحوار"، فيما اعتبرت أثينا عودة سفينة التنقيب التركية "عروج ريس" إلى أنطاليا التركية "خطوة إيجابية".
ودعا أكار الجارة اليونان إلى التخلي عن التصرفات المستفزة التي من شأنها تصعيد التوتر، مشدداً، وفق ما أوردته وكالة "الأناضول" على أن بلاده تؤيد الحوار وترغب بحل المشاكل في المنطقة عبر الوسائل السلمية والسياسية.
وتابع الوزير التركي قائلا "من وجهة نظرنا لن يفيد التوتر والحركات الاستفزازية أيا كان، وخصوصا اليونان"، داعياً "الشعب اليوناني إلى عدم الانجرار وراء المبادرات التي يقودها ماكرون لإنقاذ نفسه".
وأضاف أن سياسات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، "قد أفلست، وهو يسعى للعب بعض الأدوار بهدف التغطية على ذلك"، مشدداً على أنه سيكون لسفينة "عروج ريس" للتنقيب عن النفط "تحركات مختلفة في المنطقة وفق الخطة المرسومة، ولن نتراجع عن حقوقنا في شرق المتوسط".
عودة سفينة التنقيب
وفيما أكدت تركيا عودة سفينتها من منطقة شرق المتوسط، قال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي في تسالونيك (شمال) "إنها خطوة أولى أيجابية (...) آمل أن يكون هناك خطوات أخرى"، وفق "فرانس برس".
وأوضح ميتسوتاكيس أن أثينا "مستعدة دائماً لبدء اتصالات استكشافية مع تركيا"، مشيراً إلى أن "هذه الخطوة من جانب تركيا تصب في الاتجاه الصحيح" نحو "خفض تصعيد الوضع" ويمكن أن تساهم في استئناف الحوار" بين البلدين.
وأعلن ميتسوتاكيس، أمس، إبرام صفقات شراء أسلحة، وإصلاحا شاملا للجيش، وقال في كلمة بمدينة سالونيك الشمالية، "آن أوان تعزيز القوات المسلحة (...) هذه المبادرات تشكل برنامجاً قوياً سوف يتحول إلى درع وطنية".
وأضاف ميتسوتاكيس أنّ اليونان سوف تحصل على 18 طائرة "رافال" فرنسية وأربع فرقاطات متعددة المهام، وأربع طائرات مروحية إضافة إلى تطويع 15 ألف جندي، وضخ التمويل في قطاع صناعة الأسلحة الوطنية والدفاع ضد الهجمات السيبيرية.
ولفت رئيس الوزراء إلى أنه سيتم تأمين أسلحة جديدة مضادة للدبابات وطوربيدات بحرية وصواريخ جوية، مشيراً إلى أن برنامج التسلح الذي وضعته الحكومة ويتضمن تحديث أربع فرقاطات أخرى موجودة، مصمم أيضاً لخلق آلاف الوظائف.
جزيرة ميس
إلى ذلك، أجرت رئيسة اليونان، كاترينا ساكيلاروبولو، زيارة إلى جزيرة ميس الواقعة في شرقي المتوسط، قبالة سواحل ولاية أنطاليا التركية.
وفي كلمة لها خلال مراسم أقيمت في الجزيرة بمناسبة الذكرى السنوية الـ 77 لاستقلال ميس، زعمت ساكيلاروبولو أن تصريحات القادة الأتراك تضر بأجواء حسن الجوار والسلام القائمة بين الشعبين التركي واليوناني، وفق ما أوردته "الأناضول".
وأضافت أن مطالب اليونان في ما يخص جزيرة ميس تشكل "أهمية استراتيجية عليا". وعلى هامش زيارتها إلى جزيرة ميس، أجرت رئيسة اليونان جولة أيضاً في المتحف الحربي. وفي كلمة أخرى لها هناك، قالت ساكيلاروبولو إن أثينا منفتحة على الحوار مع تركيا وفق القوانين الدولية.
وتصدّرت جزيرة ميس الخلافات بين أنقرة وأثينا مؤخرا، عقب إرسال اليونان حشودا عسكرية إليها، في خطوة تعتبرها أنقرة تخالف الاتفاقات الدولية.
وتجد اليونان وقبرص نفسيهما في خط المواجهة الأول مع تركيا، التي تطالب بحق استغلال النفط والغاز في منطقة بحرية تؤكد أثينا أنها خاضعة لسيادتها.
وفي الأسابيع الأخيرة، قامت هذه الدول بعرض عضلات مع تصريحات قوية اللهجة ومناورات عسكرية وإرسال سفن إلى المنطقة. وأبدت فرنسا بوضوح دعمها اليونان بنشرها سفناً حربية وطائرات مقاتلة في المنطقة، في مبادرة شجبها بقوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.