تركيا تبحث تقاسم غاز البحر المتوسط مع جيرانها

07 ديسمبر 2014
تركيا أكبر شريك تجاري لليونان (أرشيف/GETTY)
+ الخط -

دعا رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إلى إبرام اتفاق بشأن استغلال الرواسب الهيدروكربونية في شرق البحر المتوسط، وهي قضية أدت إلى انهيار محادثات السلام بين القبارصة اليونانيين والأتراك في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأثار تحرك تركيا عسكرياً، نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في مياه شرق البحر المتوسط، مخاوف من بوادر حرب بين الدول الساحلية، التي تشمل قبرص الجنوبية ومصر وإسرائيل واليونان، بهدف السيطرة على احتياطيات الغاز الطبيعي في المنطقة المصنفة بالأكثر ثراء في العالم.

وتقدر دراسة لهيئة المساحة الجيولوجية الأميركية في 2010، حجم احتياطي الغاز في حوض شرق البحر المتوسط، بنحو 345 تريليون قدم مكعبة، كما تحتوي المنطقة على كميات ضخمة من الاحتياطيات النفطية تبلغ 3.4 مليارات برميل.

ويقول القبارصة اليونانيون إن تركيا أرسلت سفينة أبحاث لجمع بيانات سيزمية في المياه المتنازع عليها قبالة جزيرة قبرص المقسمة، حيث تقوم حكومة "نيقوسيا" أيضا بعمليات تنقيب.
 
وجاءت هذه التصريحات، خلال زيارة لداود أوغلو لأثينا، أمس السبت، في إطار مناسبة سنوية تستمر يومين لتعزيز العلاقات بين اليونان وتركيا، الدولتين الجارتين التي تدور بينهما خلافات منذ فترة طويلة بشأن الأراضي والتنقيب عن الطاقة وقبرص.

وقال داود أوغلو "سنواصل المحادثات الثنائية. نحتاج للتعمق وإيجاد حل. لا نريد توترا سواء في بحر إيجة أو في شرق البحر المتوسط".

وأضاف: "فلنحل هذه المشكلة من أجل استغلال مواردنا في مجال الطاقة وربط مصادر الغاز الطبيعي المحتملة مع اليونان من خلال تركيا".

وفي الشهر الماضي حثت اليونان، تركيا أكبر شريك تجاري لها على الكف عن استفزاز قبرص المقسمة بشكل عرقي منذ الغزو الذي قامت به تركيا عام 1974 نتيجة انقلاب لم يدم طويلا.

وقال أحد كبار المفاوضين القبارصة الأتراك، يوم الثلاثاء الماضي، إنه لن يكون ممكناً التوصل لتسوية سلمية في قبرص إذا لم يبرم القبارصة اليونانيون اتفاقاً بشأن استغلال الغاز الطبيعي مع الدولة المنشقة التي تدعمها تركيا في شمال قبرص.

وقال رئيس الوزراء اليوناني، أنتونيس ساماراس أمس، إن "الثقة" ستساعد اقتصاد الدولتين على النمو.

وقال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية اليوناني إيفانجيليوس فينيزيلوس، إن السبيل إلى التعجيل بالعلاقات الثنائية وتحسين العلاقات اليونانية التركية هي المشكلة القبرصية.

ومنحت حكومة نيقوسيا بالفعل تراخيص تنقيب لعدة شركات متعددة الجنسيات من بينها شركة نوبل إنيرجي الأميركية وإيني الإيطالية وتوتال الفرنسية.

وكان وزير الخارجية التركي، مولود شاوش أوغلو، قد أعرب أمس الأول الجمعة، عن ثقته في التوصل مع أثينا إلى حل لانقطاع المفاوضات لإعادة توحيد قبرص، لكنه بقي على موقفه حول استكشاف الغاز في المنطقة.

وكانت مصر واليونان وتركيا قد دخلت في مفاوضات في 2009 لترسيم الحدود البحرية، كل على حدة، ولكنها توقفت لأسباب لم يتم الإعلان عنها.

وحسب المحلل السوري، عبد القادر عبد الحميد، فإن تركيا تطمح إلى تأمين إمدادات الطاقة، فضلاً عن رغبتها في التحول إلى منطقة ترانزيت عالمي للطاقة.

وأبرمت تركيا ودول في الاتحاد الأوروبي عام 2009، اتفاقا لإجازة مشروع خط أنابيب "نابوكو"، الذي سيمد أوروبا بالغاز من آسيا الوسطى والشرق الأوسط عبر تركيا، ومن شأن الاتفاق أن يخفض الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي.
 
وأشار المحلل السوري إلى أنه بخلاف النزاع المحتمل مع الدول الساحلية في شرق البحر المتوسط، فإن روسيا ستستفيد أيضا من حدوث توتر بين أنقرة وهذه الدول.