وأكد المتحدث باسم العدالة والتنمية، والمسؤول السابق عن عملية السلام في الحكومة السابقة، بشير أتالاي، يوم الجمعة، بأن هناك "بياناً مهماً" سيصدر في الأيام القليلة المقبلة. كما اختصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رحلته لأميركا اللاتينية للعودة إلى أنقرة والاطلاع على هذه التطورات.
وتبعاً للتسريبات، فإنه جرى الاتفاق على إعلان البيان اليوم، الأحد، بهدف تخفيف التوتر الذي قد يرافق ذكرى إلقاء القبض على أوجلان. بدوره، أكد الكاتب في صحيفة "يني شفق"، الموالية للحكومة، عبد القادر سيلفي، والمعروف بقربه من دوائر صنع القرار في حزب "العدالة والتنمية"، أن أوجلان أرسل إلى قيادات جبل قنديل دعوة لترك السلاح. كما دعا إلى اجتماع للمؤتمر العام لـ"العمال"، ليتم من خلاله الإعلان عن إنهاء النضال المسلح ضد أنقرة. وتشير التقارير إلى أن أوجلان سيدعو في رسالته التي سيوجهها خلال عيد نوروز في 21 من مارس/ آذار المقبل، إلى ترك السلاح معلناً نهاية النضال المسلح وبدء النضال السياسي.
وتقتضي ورقة "تعزيز وقف إطلاق النار"، التي يجري العمل عليها، بجعل وقف إطلاق النار أمراً رسمياً مرتبطاً بالمفاوضات، وإنهاء السلطة البديلة التي يقيمها "العمال". في المقابل، تعد الحكومة التركية باتخاذ خطوات كالتصويت على الميثاق الاجتماعي الأوروبي، الذي يمنح بعض الاستقلال الإداري والمالي للإدارات المحلية، والإفراج عن بعض سجناء "العمال"، وتحويل وضع أوجلان إلى نوع من الإقامة الجبرية، عبر السماح بإنشاء سكرتارية خاصة به في السجن.
في غضون ذلك، علمت "العربي الجديد" من مصادر مختلفة مقرّبة من "العدالة والتنمية"، أن "المستشفيات التركية في ولاية أورفة ومنطقة سروج التابعة لها، عالجت 523 مقاتلاً للاتحاد الديمقراطي (جناح العمال الكردستاني في سورية)، ممن أصيبوا خلال المعارك التي دارت مع قوات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مدينة عين العرب ومحيطها، ومن بينهم قيادات عسكرية تابعة للاتحاد الديمقراطي. كما عالجت المستشفيات 65 قيادياً تابعاً للعمال، تحت رقابة قوى الأمن التركية، قبل إصدار مذكرات اعتقال بحقهم في وقت لاحق بعد انتهاء العلاج". ومن بين قيادات "العمال" الذين تم علاجهم، صلاح الدين ديلك، الملقب بـ"صوفي"، والذي يُعتبر مسؤول قوات الكردستاني في ولاية دياربكر.
ونزح من عين العرب نحو تركيا مئتي ألف مواطن سوري خلال 134 يوماً من الاشتباكات، وسجل معبر مرشد بينار الحدودي، المعبر الأقرب لعين العرب، ما يقارب 500 ألف حالة دخول وخروج خلال تلك الفترة، وقامت هيئة الطوارئ والكوارث التركية بفتح أكبر المخيمات في منطقة سروج ليضم 35 ألف لاجئاً من المدينة، ووصلت تكلفة ذلك إلى حوالي 450 مليون دولار.