وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات بسبب زيادة انتهاكات المليشيا بحق الأهالي في بلدات ومناطق ريف دير الزور الشرقي، بالتزامن مع تردي الخدمات فيها. وقال الصحافي المقيم في المنطقة، صهيب جابر، لـ"العربي الجديد": "خلال الأسبوعين الماضيين شهدت قرى وبلدات في المناطق الشرقية من دير الزور، احتجاجات أدت لاضطرابات أمنية، فاستخدمت مليشيا قسد السلاح لمحاولة قمعها. الأهالي تظاهروا في بلدة الجيعة، ضدّ المليشيا بعد قتل عناصرها أحد شبّان البلدة رميا بالرصاص".
وأضاف جابر: "تكرّرت المظاهرات في بلدة أبو النتيل، قبل أن تتحول إلى مواجهات بين الأهالي وإحدى الدوريات التابعة للمليشيا التي تحاصر البلدة، ثم خرج الأهالي بمظاهرة مطالبة بالإفراج عن شبان معتقلين، لكن تم تفريقها برتل عسكري مدعوم من التحالف الدولي. وشهدت البلدات حركة نزوح بعد تدهور الوضع الأمني، حيث استباح عناصر قسد المنازل، واعتدوا على المدنيين".
وأوضح أن "طفلا قتل برصاص مقاتلي قسد في بلدة سويدان الجزيرة، بعد إطلاق النار على مظاهرة مناهضة لسرقة عناصر من المليشيا للمحلات التجارية في البلدة، وهدمهم للقوس عند مدخلها، وفي بلدة الحصان بالريف الغربي، قطع الأهالي الطريق الرئيسي بالإطارات المشتعلة بعد مداهمة عناصر المليشيا لمنزل أحد عناصر مجلس دير الزور العسكري وقتله".
وروى كريم أبو سامر، لـ"العربي الجديد"، تفاصيل الواقع المأساوي الذي تعيشه بلدته "أبو حمام": "أكثر ما يرعب الأهالي هو الحملات الأمنية التي يشنها عناصر قسد، والغاية منها التنكيل والانتقام، وحتى الآن لم تقم المليشيا بإجراء أي صيانة للمرافق الخدمية أو الصحية، ونشكو من شح مياه الشرب وعدم وصولها للمنازل، والمستوصفات والنقاط الطبية تعمل بشكل صوري لتظهر المليشيا أمام التحالف الدولي كأنها ترعى حقوقنا".
وقالت أم عمار لـ"العربي الجديد": "عناصر مليشيا قسد لا يختلفون عن عناصر تنظيم داعش، كنا نقول إن قسد التي يرعاها التحالف الدولي ستكون نموذجا للإنسانية. لكن اتضح العكس، فهم عنصريون، ولم يقدّموا لنا أي خدمات، ولا تأتي أي منظمات إنسانية لمناطقنا لتقديم المساعدات، أو حتى حملات طبية".