وتابع عاصم الذي شارك كعضو في فريق الحوثيين بمشاورات استوكهولم مع الحكومة اليمنية: "هو اتفاق يمثل شخصين فقط.. لا يمثل الشمال ولا يمثل الجنوب". وأردف: "الآن قوات المرتزقة أصبحت لا تتحرك حتى على مستوى سلاح الرشاش إلا بتوجيهات القيادة السعودية".
وحول مدى إمكانية تنفيذ الاتفاق، قال عاصم: "لن ينفذ هذا الاتفاق على الإطلاق لأنه وُلد ميتاً ولا يعني شيئاً.. هو يعني بعض المحافظات فقط، وهذه المحافظات لن تنفذه لأن المعنيين بالتنفيذ غير راضين عنه". ومضى قائلاً: "لا يهمنا نحن هذا الاتفاق من قريب أو من بعيد، ولا نعيره أي اهتمام".
من ناحيته، قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، إن "توقيع الاتفاق يمثل خطوة مهمة في الجهود الجماعية الرامية إلى التوصل لتسوية سلمية للنزاع في اليمن"، وأعرب عن أمله في أن "يعزز هذا الاتفاق الاستقرار في عدن ويوطده في المحافظات المحيطة بها، وينعكس تحسيناً في حياة المواطنين اليمنيين".
Twitter Post
|
بدورها، قالت الخارجية الإماراتية إنها تطالب بضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لدعم اليمن واستقراره، والمساهمة في بناء اقتصاده. ودعت إلى أهمية تكاتف القوى اليمنية وتعاونها، وتغليب المصلحة الوطنية العليا للتصدي للمخاطر التي يتعرض لها اليمن.
رفض إيراني
في المقابل، رفضت الخارجية الإيرانية الاتفاق، معتبرة أنه "لن يساعد في حلّ مشاكل اليمن، ويرسّخ احتلال السعودية وحلفائها للجنوب اليمني بشكل مباشر أو عبر الوكلاء".
جاء ذلك في بيان للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، نشرته وكالة "إيسنا"، اليوم الأربعاء، ودعا إلى "تشكيل حكومة موحدة وشاملة في اليمن، على أساس حوار يمني – يمني، والحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية"، قائلاً إن اليمنيين "لن يسمحوا للأعداء والمتآمرين ليخضع الجنوب لاحتلال القوى الأجنبية".
وقال موسوي إنّ السعودية "إذا كانت جادة في حلّ أزمة اليمن لتتجاوب إيجابياً" مع مبادرة رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى، مهدي نشاط، المعين من قبل الحوثيين، "بدلاً من أن تتخذ القرار نيابة عن فصائل فاقدة للإرادة"، بحسب قوله.
وأضاف أن "الخطوة الأولى لإنهاء أزمة اليمن هي وقف الحرب وإراقة الدماء والحصار الظالم"، معتبراً أن "الخطوة الثانية هي إجراء حوار يمني - يمني للوصول إلى اتفاق حول المستقبل السياسي للبلاد".
ترحيب دولي بالاتفاق
إلى ذلك، رحّب عدد من قادة الدول، وأبرزهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بـ"اتفاق الرياض". وقال، في تغريدة عبر حسابه في "تويتر"، إنّ الاتفاق "بداية جيدة جداً"، داعياً الجميع إلى العمل بجدّ للوصول إلى اتفاق نهائي.
Twitter Post
|
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في تغريدة عبر "تويتر"، إنه التقى وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، لمناقشة التعاون الثنائي والإقليمي. وعبّر عن امتنانه للمساعدة السعودية في تسهيل الاتفاق بين الحكومة اليمنية والمجلس الإنتقالي الجنوبي، معتبراً أنها خطوة مهمة نحو حلّ سياسي.
Twitter Post
|
بدوره، علّق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبر "تويتر" على "اتفاق الرياض"، وقال: "تابعت بسعادة بالغة مراسم توقيع الاتفاق بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك برعاية كريمة لجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، وفي حضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد". وأضاف: "ذلك الاتفاق يُعدّ بمثابة خطوة عظيمة في مسار حلّ الأزمة اليمنية، ويعزز من وحدة اليمن الشقيق، ويرسخ الاستقرار والسلام في المنطقة".
Twitter Post
|
أمّا منظمة "التعاون الإسلامي"، فقالت إن هذا الاتفاق سيسهم في تعزيز أمن واستقرار اليمن، والوقوف جبهة واحدة في مواجهة الحوثي، مضيفة: "وهذا يبشر ببداية مرحلة جديدة للتوصل لتسويات جذرية للأزمات التي يتعرض لها اليمن العزيز".
بدوره، قال البرلمان العربي، إنه "يشيد باستجابة الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي لدعوة السعودية للمصالحة، وإنهاء الانقسام، وتغليب المصلحة الوطنية لتخطي هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ اليمن".
من ناحيتها، قالت الجامعة العربية، إن "الاتفاق يُعدّ خطوة مهمة للحفاظ على تكامل التراب اليمني، وللحيلولة دون انزلاق البلد نحو المزيد من الانقسام والتفكك".
وأعربت عن أملها في أن يكون اتفاق الرياض خطوة على طريق إنهاء الحرب في اليمن، بصورة تحفظ له استقراره ولجيرانه أمنهم.
بدورها، قالت الخارجية المصرية، إن "الاتفاق يعد خطوة هامة تعزز من فرص التوصل لحلّ سياسي شامل للأزمة اليمنية". وأكدت دعم مصر للاتفاق بما يستهدف تحقيق السلام والأمن والاستقرار في اليمن، ويضمن وحدته وسلامة أراضيه ويرفع المعاناة عن الشعب اليمني.
وقال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي إن الاتفاق خطوة مهمة في جهود رأب الصدع وتعزيز وحدة الصف اليمني وفتح آفاق للحل السياسي المنشود للأزمة اليمنية.
ووصف نائب وزیر الخارجیة الكويتي خالد الجار الله، الاتفاق بأنه "یُعدّ مدخلاً لمفاوضات السلام بین الحكومة الشرعیة والجانب الحوثي".
وأوضح أن "اتفاق الرياض" الذي وقعته الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وضع أسساً راسخة لتشكیل حكومة صلبة، قادرة على إدارة المشاورات المستقبلیة المتعلقة بالسلام ھناك.
ويشتمل الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في العاصمة السعودية الرياض على بنود رئيسية، إضافة إلى ملحق للترتيبات السياسية والاقتصادية، وملحق للترتيبات العسكرية وآخر للترتيبات الأمنية بين الطرفين.
ووقع كل من ممثل الحكومة اليمنية نائب رئيس الوزراء سالم الخنبشي، وممثل المجلس الانتقالي الجنوبي ناصر الخبجي، على "اتفاق الرياض" بحضور قيادات وسياسيين يمنيين وعرب وأجانب.
وحضر مراسم التوقيع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
ويتضمن الاتفاق بالصيغة الموقعة، الثلاثاء، جملة من البنود والترتيبات، تبدأ بعودة رئيس الحكومة الحالي معين عبد الملك إلى عدن لتفعيل مؤسسات الدولة، على أن يعمل الرئيس هادي على تشكيل حكومة من 24 وزيراً، بالمناصفة (شمال وجنوب).
وتشمل الاتفاقية أيضاً بنوداً عسكرية وأمنية، تختص بالوضع الميداني في الجنوب اليمني، ومدينة عدن على وجه خاص، على أن تتولى السعودية الإشراف على التنفيذ في المرحلة المقبلة.