ووافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع، أمس السبت، على فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية يمكن أن تخفض بمقدار الثلث عائدات الصادرات السنوية البالغة ثلاثة مليارات دولار لبيونغ يانغ، وذلك بعد إجرائها تجربتين صاروخيتين، خلال يوليو/ تموز الماضي.
ويحظر القرار الجديد لمجلس الأمن، والذي أعدته الولايات المتحدة، منح أي تصاريح جديدة للعمال الكوريين الشماليين، ويمنع جميع الشراكات والمشروعات المشتركة مع شركات كورية شمالية، وكذلك أي استثمارات جديدة في الشركات والمشروعات القائمة.
أول ردود الفعل على العقوبات، جاء من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أعرب في تغريدة على "تويتر" عن دعمه لها. وقال إنّ "مجلس الأمن الدولي صادق على فرض عقوبات ضد كوريا الشمالية، الصين وروسيا كانتا معنا. سيكون لذلك تأثير مالي كبير للغاية".
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) August 5, 2017
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) August 5, 2017
|
وأعلن البيت الأبيض، في بيان، أمس السبت، أنّ ترامب "يقدّر" لروسيا والصين، دعمهما لمشروع قرار مجلس الأمن. وقال البيان، إنّ "الرئيس يقدّر للصين وروسيا تعاونهما لضمان تمرير القرار"، مؤكداً "سنواصل التعاون مع الحلفاء والشركاء لتعزيز الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على كوريا الشمالية من أجل وقف سلوكها الذي يشكّل تهديداً ويزعزع الاستقرار".
وكانت سفيرة الولايات المتحدة نيكي هايلي، قد وصفت القرار، بأنّه "أكبر مجموعة عقوبات اقتصادية ضد النظام الكوري الشمالي، وأكثر العقوبات صرامة على الإطلاق". لكنها حذرت أنّ العقوبات "غير كافية، ولا ينبغي أن نخدع أنفسنا في الاعتقاد بأنّنا قمنا بحل المشكلة".
وأضافت هايلي، أمام أعضاء المجلس عقب التصويت، أنّ "تهديد كوريا الشمالية الدكتاتورية ما زال ينمو بسرعة أكثر خطورة".
موقف الصين تحديداً من دعم العقوبات على كوريا الشمالية، لقي ترحيباً أميركياً، حيث اعتبرت سوزان ثورنتون، القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، اليوم الأحد، أنّ ذلك يشير إلى أنّ بكين تدرك خطورة التهديد الذي يمثله البرنامج النووي الكوري الشمالي، والتجارب الصاروخية التي تجريها بيونغ يانغ.
وأضافت، في تصريحات للصحافيين، قبل اجتماع قمة أمني إقليمي لوزراء خارجية في مانيلا، أنّه "من المهم أن تدخل كل الأطراف في حوار لوقف تصعيد الأمر، ومن الضروري أيضاً أن تضمن الصين تنفيذ العقوبات على كوريا الشمالية بالكامل".
منعطف حاسم
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، اليوم الأحد، إنّ العقوبات الجديدة التي أعلنها مجلس الأمن الدولي على كوريا الشمالية "رد مناسب" على سلسلة التجارب الصاروخية التي أجرتها بيونغ يانغ في الآونة الأخيرة، ولكنّه أضاف أنّ المحادثات ضرورية لحل قضية "دخلت الآن منعطفاً حاسماً".
وقال وانغ، في تصريحات على هامش الاجتماع في مانيلا، إنّ دعوة قرار الأمم المتحدة للعودة إلى المحادثات شددت على أنّ الوسائل الدبلوماسية والسلمية ضرورية لتفادي التوترات.
وتابع "بعد تنفيذ القرارات تدخل قضية شبه الجزيرة الكورية منعطفاً حاسماً. ندعو كل الأطراف إلى اتخاذ موقف يتسم بالمسؤولية لدى إصدار أحكام واتخاذ أعمال. علينا بشكل خاص تفادي حدوث مزيد من التصعيد في الموقف". وأضاف أنّ "العقوبات لازمة ولكن العقوبات ليست هي الهدف النهائي".
وقال وانغ إنّه يأمل بأن تفكّر كل الأطراف المعنية بجدية في اقتراح الصين الذي يقضي بأن توقف كوريا الشمالية تجاربها النووية والصاروخية، وتوقف في المقابل كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مناوراتهما العسكرية المشتركة.
وعقب هذا التصريح، عقد وزير الخارجية الصيني، مع نظيره الكوري الشمالي ري يونغ هو، محادثات ثنائية في مانيلا، اليوم الأحد.
وعن مضمون المحادثات، قال وزير الخارجية الصيني، إنّه حث كوريا الشمالية على اتخاذ "قرار ذكي" بعد تبني مجلس الأمن قرار العقوبات الجديدة، والالتزام بقرارات الأمم المتحدة، في حين امتنع وزير خارجية كوريا الشمالية، عن توضيح ما أبلغه به نظيره الصيني.
وحيا كل من الوزيرين الآخر بحرارة، قبيل الاجتماع. وعلت ابتسامة وجه الوزير الكوري الشمالي لدى مصافحته نظيره الصيني الذي وضع يده على كتف الوزير الكوري الشمالي، أثناء دخولهما إلى قاعة الاجتماع، والذي كان مغلقاً أمام وسائل الإعلام.
ومع تأييدها للعقوبات، دعت الصين، جميع الأطراف، في الوقت عينه، إلى ضرورة استئناف المحادثات.
وأصدر وزير الخارجية الصيني، اليوم الأحد، قبيل الاجتماع بياناً، ناشد فيه الحكومات الأخرى باستئناف المحادثات السداسية التي تتضمن كوريا الشمالية والولايات المتحدة وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية وكذلك بكين.
وقال وانغ إنّ "الهدف هو إعادة القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية إلى طاولة المفاوضات، والسعي لإيجاد حل من خلال التفاوض، حتى يتم نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية واستقرارها".
وانسحبت كوريا الشمالية من المحادثات عام 2009 احتجاجاً على الإدانة الدولية لإطلاق صواريخ بعيدة المدى.
وفى يوليو/ تموز الماضي، اختبرت بيونغ يانغ صاروخين عابرين للقارات، وقادرين على الوصول للبر الرئيسي للولايات المتحدة.
(رويترز, أسوشييتد برس)