ترحيب بالاتفاق التركي الروسي حول إدلب... والمعارضة السورية: يمهد لانتقال سياسي
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أنّ الاتفاق "خطوة هامة في طريق التخلص من بقايا الإرهاب ولإرساء الحل السياسي في سورية"، بحسب تعبيره.
ونقل موقع الإذاعة والتلفزيون الإيراني عن قاسمي قوله، اليوم الثلاثاء، إن طهران ترحب بالاتفاق حول تشكيل منطقة منزوعة السلاح، وبما توصل إليه الرئيسان. كما أكد أن سياسات بلاده "تدعم تطهير تلك المنطقة من الإرهاب بالتزامن مع وقف حمام الدم وأي شكل من أشكال العنف".
ونقل قاسمي أنه يأمل أن تتحرك نتائج سوتشي ضمن إطار آستانة الذي وصفه بـ"الإيجابي"، وأن "تكون استمراراً لنتائج قمة طهران التي عقدت في وقت سابق من شهر سبتمبر/أيلول الجاري، بما يساهم في عودة الاستقرار إلى سورية وتسريع عملية القضاء على الإرهاب والقوات المتطرفة مع مراعاة الأبعاد الإنسانية ووجود مدنيين"، على حد تعبيره.
وفي السياق، كتب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في تغريدة على "تويتر"، أن الدبلوماسية الفاعلة ستؤدي إلى الوقوف بوجه وقوع حرب وصراع في إدلب.
واعتبر ظريف أن هذه الجهود الديبلوماسية مؤثرة، وهي التي تكثفت خلال الأسابيع الماضية خلال رحلته إلى أنقرة ودمشق وخلال عقد القمة الثلاثية في طهران، ومن بعدها الاجتماع الثنائي التركي - الروسي في سوتشي.
واشنطن تحذر من دمار خطير
بدورها، رحبت وزارة الخارجية الأميركية بالاتفاق، وقال المتحدث باسمها: "نرحب بأي جهد صادق من شأنه تخفيف وتيرة العنف في سورية".
وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، أضاف المسؤول، الذي فضّل عدم كشف اسمه: "نأمل أن يدوم الهدوء في إدلب".
وفي حين أشار إلى أن الولايات المتحدة لم تشارك في المفاوضات بين الحكومتين التركية والروسية، التي أثمرت عن الاتفاق، وصف الخطوات للحيلولة دون إقدام النظام السوري وداعميه على شن هجوم عسكري على إدلب بـ"المشجعة".
كما حذر من أن أي هجوم قد يقوم به النظام على إدلب، "سيتسبب في دمار خطير" بالمنطقة.
وأضاف: "يتواصل قلقنا بشأن أعمال النظام السوري المزعزعة للاستقرار في إدلب وأماكن أخرى. لذلك، سنواصل مراقبة الوضع في المنطقة وخطوات النظام عن كثب".
ولفت المتحدث إلى أن الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي بوتين شددا، خلال اجتماعهما في فيتنام (نوفمبر/تشرين الثاني 2017)، على أنه لا حل عسكريا للأزمة السورية.
ودعا كافة الأطراف إلى التخلي عن الخيارات العسكرية وتسخير كافة إمكاناتهم لإيجاد حلول سياسية للأزمة السورية، استناداً إلى مفاوضات جنيف وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، بتاريخ 18 ديسمبر/كانون الأول 2015، والمتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سورية.
وأكد أن الولايات المتحدة تدعم كافة الخطوات، الرامية إلى تأمين حماية المدنيين ومنع تجدد العنف في سورية.
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، شون روبرتسون، لوكالة "الأناضول"، إن بلاده تدعم أي خطوة من شأنها إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، والقضاء على التنظيمات الإرهابية الموجودة في هذا البلد.
كما أعرب عن دعم بلاده محادثات جنيف، الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
إنهاء الحلم الروسي الإيراني
من جهته، اعتبر مدير المكتب السياسي لـ"لواء المعتصم" التابع لـ"الجيش السوري الحر"، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه "عظيم"، إذ إن "الشمال السوري(سيبقى) بيد المعارضة، والسلاح بيد الجيش السوري الحر، وتحويل نقاط المراقبة التركية إلى قواعد ثابتة"، مشدداً على أن "الأرض والسلاح ضامن وحيد للانتقال السياسي، ونهاية حلم الاحتلال الروسي والإيراني بإعادة إنتاج الأسد وتمكينه من السيطرة على كامل الأراضي السورية".
وأوضح مصدرٌ عسكري بـ"الجبهة الوطنية للتحرير"، التي تضم كبرى فصائل الجيش السوري، في إدلب، لـ"العربي الجديد"، أن "ما تم التوصل إليه في سوتشي منع نظام الأسد من أمرين كان يطمح إليهما، الأول: المزيد من الجرائم بحق الشعب السوري، الثاني: ثبت وجودنا كقوى عسكرية ومدنية في شمال غربي سورية"، مُعتبراً أن "ما جرى هو أفضل الحلول الممكنة".
وقال أيضاً: "نحن نرحب بهكذا اتفاق حقن دماء السوريين، وحفظ للثوار منهم مناطق آمنة لن يستطيع نظام الأسد الاقتراب منها".
كذلك، رحب المتحدث باسم "هيئة التفاوض العليا"، يحيى العريضي، بالاتفاق، إذ كتب على صفحته في "فيسبوك"، أنه و "في سورية المصغّرة، إدلب، تنتصر إرادة الحياة على إرادة القتل والدمار"، بينما نقلت "رويترز" عن قيادي بالجيش السوري الحر، أن الاتفاق قَوَّض آمال نظام الأسد في فرض سيطرته على كامل سورية.
وسُجلت عدة تظاهرات احتفالية ببعض مناطق إدلب، أبرزها في بنش، حيث خرج السكان إلى الشوارع، مُعبرين عن ارتياحهم للاتفاق الذي تم التوصل إليه في "سوتشي"، والذي أنهى مخاوفهم من إمكانية تعرض محافظة إدلب لحملة عسكريةٍ كبيرة، كان نظام الأسد يهدد بها، ويأمل أن يشنها بدعمٍ روسي، قبل أن تقوض مُخرجات "سوتشي" هذه الآمال.
اتفاق مؤطر زمنياً
في أول تعليق رسمي من قبل نظام الأسد، حيال الاتفاق التركي –الروسي بشأن إدلب، نقلت وكالة "سانا" ظهر اليوم الثلاثاء، عن "مصدر في وزارة الخارجية"، قوله إن "الجمهورية العربية السورية رحبت بالاتفاق حول محافظة إدلب"، مضيفاً أن "اتفاق إدلب الذي أعلن عنه بالأمس هو اتفاق مؤطر زمنياً بتواقيت محددة وهو جزء من الاتفاقيات السابقة حول مناطق خفض التصعيد التي نتجت من مسار أستانة منذ عام 2017".
وكان أردوغان وبوتين قد أعلنا، أمس الإثنين، عقب عقدهما اجتماعاً في سوتشي جنوب روسيا، أنه تم التوصل إلى اتفاق يخص إدلب وسينشئ بموجبه منطقة منزوعة السلاح بين مناطق المعارضة ومناطق النظام هناك.
وهذه المنطقة ستكون بعمق 15 - 20 كيلومتراً على امتداد خط التماس بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية، وسيتم إنشاؤها اعتباراً من 15 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، على أن يتم إخراج المسلحين منها بينهم "جبهة النصرة"، كما ستراقب دوريات روسية وتركية تلك المنطقة.
وأعلن بعدها وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن قوات النظام السوري وحلفاءه لن تنفذ عملية عسكرية جديدة في محافظة إدلب، كما نفى المتحدث باسم الخارجية، بهرام قاسمي، في مؤتمره الصحافي الذي عقده أمس، مشاركة إيران في أي عمليات عسكرية، موضحاً أن دور بلاده قائم على إرسال مستشارين عسكريين.