تربية الحيوانات المفترسة.. ترف في السعودية خارج القانون

28 فبراير 2016
هواية خطرة تجذب الأثرياء في السعودية (العربي الجديد)
+ الخط -
لا تعتبر تربية الحيوانات المفترسة، قانونية في السعودية عدا عن كونها خطرة على المربين والمجتمع، ومع ذلك تعتبر من أكثر الهوايات الغريبة انتشاراً،  خاصة لدى الأثرياء

هواية مكلفة ترتدي ثوب الخطر، متجاوزة حزمة محاذير صحية واجتماعية وأمنية وقانونية، إنها هواية تربية واقتناء السنوريات المفترسة والطيور الجارحة والزواحف والبرمائيات فب السعودية، والتي باتت مألوفة عند البعض، ويراها الناس في العلن، إن يمكنك في المملكة أن تشاهد أحياناً رأس فهد أو لبوة، تطل من نوافذ السيارات، في شارع التحلية الشهير في العاصمة الرياض، وأن يُسمع زئيرها في الاستراحات والمزارع الخاصة.

وتمثل هذه الهواية، خطورة كبيرة ليس على المربي فقط، بل حتى على جيرانه، والحي الذي يقطنه، فحوادث هروب تلك الحيوانات المفترسة من أقفاصها ليست نادرة، ففي المدينة المنورة استنفرت الدوريات الأمنية بعد تلقيها بلاغاً من عددٍ من المواطنين بحي البركة يفيدون فيه مشاهدتهم نمراً يتجول في الشارع بمفرده بعد هروبه من صاحبه، وهو ما أثار ذعر الكثيرين من المارة وقاطني الحي، ودفع لتدخل رجال الأمن لقتل النمر، وتحويل صاحبه للتحقيق.

وفي الرياض هرب أحد الفهود من صاحبه في يونيو/حزيران الماضي، وتسبب في إثارة رعب كبير، قبل أن يتدخل رجال الأمن ويقوموا بقتله. وتكمن المشكلة هنا، أنه لا توجد جهة قادرة على التعامل مع هذه الحيوانات، إذ يقول الطبيب البيطري فهد حماد: "هذه الحيوانات مفترسة بطبيعتها، ولكن يتم ترويضها، لأنه يتم تربيتها منذ أن تكون أشبالاً صغيرة، وبالتالي خطورتها تكون قليلة، خاصة الفهود، فهي تستخدم منذ زمن طويل جدا في الصيد، مثل الكلاب، ولكن المشكلة أن الناس تخافها، ولا توجد جهات معينة قادرة على التعامل معها حال هروبها، فلا توجد إبر مخدرة، ولا تملك الشرطة حلا سوى قتلها"، غير أن بدر السبيعي، وهو أحد هواة هذا النوع من الحيوانات، يؤكد على أن المربي الجيد الذي يعرف كيف يتعامل مع حيواناته، لن يكون في خطر، ويقول لـ"العربي الجديد": "قد تكون في نظر بعضهم هواية خطرة، ولكن الحيوان المفترس هو مثل أي نوع آخر من الحيوانات، يمكن تربيته، وجعله أليفا، ولكن المهم هو القدرة على التعامل معه، وعدم تركه يهرب، لأنه لن يعرف كيف يتعامل مع الآخرين، وقد يشكلون هم خطرًا عليه، أكثر مما يهددهم هو".

هواية ممنوعة قانوناً
وتقول هيئة الحياة الفطرية في السعودية إن تربية الحيوانات المفترسة في المنازل غير مسموح بها، مهددة بملاحقة مربيها، والإعلان عن عقوبات تطاولهم ونشرها للتنبيه في الصحف، وجاء هذا المنع بعد تكرار حوادث هروب بعض الحيوانات من أقفاصها، ونشر الرعب في الأحياء السكنية.

وعلى الرغم من أن الهيئة تؤكد أنه لم يسبق لها أن أصدرت أي ترخيص استيراد لأي حيوان مفترس، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي السعودية تعج بمقاطع الفيديو التي ينشرها مربو تلك الحيوانات المفترسة في منازلهم وسط المناطق السكنية، وهو ما تعتبره الهيئة مخالفا لنظام الاتجار بالكائنات الفطرية الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض ومنتجاتها.

وشددت الهيئة على أن وضع عدد من المربين والمتاجرين مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يضعهم تحت طائلة العقوبات وفق الأنظمة المعمول بها في السعودية، كاشفة عن أنها تتعاون مع الجهات الحكومية لمنع هذه التجاوزات، وستكون مسؤولية القبض على أولئك المخالفين على عاتق وزارة الداخلية.

وأكد رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية، بندر بن سعود، على أنه لا يسمح باستيراد تلك الحيوانات المفترسة إلا لثلاث جهات مرخصة، هي مراكز الأبحاث في الجامعات، وحدائق الحيوان، إضافة إلى العروض الترفيهية المرخص لها، ويقول: "نقوم الآن بإنشاء مركز إيواء للحيوانات المصادرة من قبل الهيئة، والمتوقع أن يتم الانتهاء منه بعد سنة ونصف السنة، وأن الهيئة بصدد إطلاق حملة لإعطاء ملاك الحيوانات المفترسة وأماكن البيع غير المرخصة مدة زمنية لتصحيح أوضاعهم بعد الانتهاء من بناء مركز الإيواء"، محذراً من أن هذه الحيوانات تشكل خطراً على المواطنين وخصوصاً الأطفال".

وتصدر الهيئة تصاريح بتربية الحيوانات المسموح بها والمعترف بتربيتها من خلال الأنظمة العالمية والمحلية، مثل الحمر الوحشية والغزلان والنعام، ولكنها لا تصدر تصاريح للحيوانات المفترسة.

وتضم السعودية قرابة 16 محمية طبيعية، يمنع الصيد فيها، أو الاحتطاب، وهي تعج بعدد كبير من الحيوانات مثل الوضيحي، النعام، الغزال، الريم، غزال الجبل، والذئاب، والضباع، والأرانب، وبعض الزواحف، وبعض الطيور مثل النسور والصقور، والنمر العربي الموشك على الانقراض، والفهود، والضباع، ولكنها لا تحتوي على أسود أو النمور الضخمة، ولكن على الرغم من ذلك وجدت طريقها إلى بعض البيوت.

اقرأ أيضاً: تربية الحيوانات الأليفة: هواية اقتناء الكلاب تطرق باب غزة
دلالات