هاجم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، شبكة "سي إن إن" الإخبارية، واصفاً إياها مجدداً بـ"الأخبار الزائفة" و"عدوة الشعب"، لافتاً إلى أنه "قُبض عليها هذه المرة بالجرم المشهود".
وأشار ترامب إلى شبكة "فوكس نيوز" في التغريدة نفسها، مقتبساً عنها جملة مفادها أن "المصادر الصحافية المجهولة بدأت بحرق الإعلام"، وشدد على أن "العديد من المصادر المجهولة في التقارير الصحافية ليست إلا خيالاً نسجه مراسلو الأخبار الزائفة".
هجوم ترامب على "سي إن إن" هذه المرة يعود إلى تقرير نشرته في 27 يوليو/تموز الماضي، وعنوانه "كوهين (محامي ترامب السابق مايكل كوهين) علم مسبقاً باجتماع عام 2016 في برج ترامب"، في إشارة إلى لقاء بين نجل ترامب، دونالد ترامب جونيور، ومسؤولين في حملته الانتخابية مع محام روسي، للإطاحة بالمرشحة الديمقراطية حينها، هيلاري كلينتون.
Twitter Post
|
وذكرت الشبكة الأميركية، في تقريرها، أن معلوماتها أساسها "مصادر مطلعة". ولفتت إلى أن كوهين "سيؤكد هذه الواقعة" للمحقق الخاص، روبرت مولر، الذي يقود التحقيقات بشأن التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الأميركية، مشيرة إلى أنه لم يشهد بمعرفة ترامب المسبقة حين أدلى بشهادته أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي. وذكرت أيضاً أن محامي كوهين، لاني ديفيس، قد "رفض التعليق".
حينها، ردّ فريق ترامب عبر محاميه الشخصي، رودي جولياني، الذي وصف كوهين بـ "الكاذب المريض".
ماذا حصل؟
بعد نحو شهر على نشر تقرير "سي إن إن" وإقرار كوهين بالذنب في جرائم فدرالية عدة بينها الاحتيال وخرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية، سلط محاميه، لاني ديفيس، الضوء مجدداً على التقرير. إذ أكد، يوم الإثنين، أنه كان المصدر المجهول في التقرير حول الاجتماع الشهير في "برج ترامب"، وذلك بعدما كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن لجوئها إليه كمصدر في تقريرها الخاص.
وصرّح ديفيس أنه نادم على كونه المصدر المجهول وإنكار الأمر لاحقاً، مؤكداً "ارتكبت خطأ"، في حديثه لموقع "بازفيد نيوز"، الإثنين.
وكانت مواقع إخبارية وقنوات تلفزيونية عدة سارعت، بعد تقرير الشبكة الأميركية، إلى إعداد تقاريرها الخاصة المطابقة، وبينها "واشنطن بوست" التي نشرت مقابلة، يوم الأحد، تراجع فيها ديفيس عن تصريحاته.
وقال: "كان يجب أن أكون أكثر وضوحاً في أنني لا أستطيع تأكيد ما حصل باستقلالية"، ما يخلق شكوكاً حول حقيقة ما يعرفه كوهين فعلاً، وبينها واقعة اللقاء الشهير في "برج ترامب" عام 2016 بين نجل ترامب ومحام روسي، وفق ما رأت "واشنطن بوست".
وقبل "واشنطن بوست" و"بازفيد نيوز"، بدأ ديفيس بالتراجع عن الادعاءات، الأسبوع الماضي، عندما سئل خلال مقابلة مع أندرسون كوبر من "سي إن إن"، ما إذا كان هناك دليل على أن ترامب كان على علم بالاجتماع قبل وقوعه، فأكد أن "لا".
موقف "سي إن إن"
أكد موظفان في الشبكة أن "سي إن إن" تدعم ما نشرته وملتزمة به بنسبة مائة في المائة، وفقاً لموقع "بزنس إنسَيدر" الإخباري. وأشار أحدهما إلى أنها ستعدل فوراً إذا كانت القصة غير صحيحة. وأفاد موظف آخر إن ديفيس كان واحداً من "مصدرين رئيسيين" على الأقل في القصة. واعتبر أن رد الفعل على القصة هو "محاولة لنزع الشرعية عن سي إن إن".
بدورها، نشرت الشبكة مقالة، مساء أمس الثلاثاء، باسم مراسليها جيم شوتو وكارل برنستين اللذين أعدّا التقرير الأول. وأكدا أنها "ملتزمة بقصتها التي استعانت بأكثر من مصدر"، لافتين إلى أن ديفيس يواصل تغيير أقواله عما يعرفه فعلاً بشأن اللقاء الشهير.