أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، عن استعداد للحديث مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، ملوحاً في الوقت عينه بالخيار العسكري ضد طهران، في حين عبّرت الصين عن قلقها من التوترات الأخيرة، ودعت إلى ضبط النفس.
وقال ترامب لتلفزيون "آي تي في" البريطاني، بينما يزور المملكة المتحدة، إنّ "إيران كانت مكاناً عدوانياً جداً عندما وصلت للسلطة... كانت الدولة الإرهابية الأولى في العالم آنذاك وربما لا تزال اليوم".
وأجاب رداً على سؤال عما إذا كان يعتقد أنّه بحاجة لاتخاذ عمل عسكري، بحسب ما أوردت "رويترز"، "الاحتمال وارد دائماً. هل أريد ذلك؟ لا. أفضل ألا يحدث ذلك ولكن هناك احتمالاً وارداً دائماً".
وقال عندما سُئل عما إذا كان مستعداً للحديث مع روحاني "نعم بالطبع. أفضل التحاور دائماً".
Twitter Post
|
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قد أعلن للمرة الأولى، الأحد، عن استعداد بلاده للتفاوض مع طهران من دون شروط مسبقة، بشأن برنامجها النووي، لكنه عاد وأكد استمرار جهود أميركا "للقضاء على النشاط الخبيث" لإيران.
وقال بومبيو، في مؤتمر صحافي جمعه بنظيره السويسري إيغناسيو كاسيس، إنّ بلاده مستعدة للحديث مع إيران دون شروط مسبقة "لكن عدما تتصرف إيران كدولة عادية".
من جهته، اعتبر روحاني، الأحد، أنّ واشنطن "هي التي تركت طاولة التفاوض ونقضت اتفاقاً (الاتفاق النووي)"، مضيفاً: "ما لم تعد واشنطن إلى ظروف عادية، ليس لنا خيار إلا الصمود والمقاومة".
وقال روحاني إنّ الولايات المتحدة إن أرادت التفاوض فالطريق إليه هو أن تحترم إيران، مؤكداً: "في حال انتبهت واشنطن إلى أنّ المسيرة التي اختارتها خاطئة وغير صحيحة، فحينئذ يمكن الجلوس إلى طاولة التفاوض وحل أي مسألة".
وأضاف روحاني، وفقاً لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية، أنّ الظروف التي تعيشها إيران اليوم "خاصة وأصعب من أي وقت مضى بسبب الضغوط الأميركية، وهي تستدعي الصمود والمقاومة"، موضحاً: "لو كان هناك خيار آخر غير المقاومة، لأعلنّاه صراحة، لكن اليوم لا طريق أمامنا إلا أن نصمد".
وتصاعدت التوترات بين واشنطن وطهران، التي بدأت أخيراً تعيد النظر في التزاماتها تجاه الاتفاق النووي الموقّع في عام 2015، بعدما أعلن ترامب انسحاب بلاده منه، منذ عام.
وسعت إدارة ترامب، منذ ذلك الحين، إلى فرض عقوبات اقتصادية قاسية ضد إيران، وأمرت جميع الدول بوقف استيراد النفط الإيراني، متهمة طهران بدعم جماعات مسلحة، ومتابعة نشاطها في مجال الصواريخ الباليستية.
وفي الأسابيع الأخيرة، كثّفت واشنطن من حملتها "الضغط الأقصى" من خلال نشر مجموعة حاملة طائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن" في المنطقة، رداً على مزاعم بأنّ إيران وحلفاءها يهددون بمهاجمة المصالح الأميركية.
وأعرب ترامب نفسه عن أنّه لا يريد حرباً مع إيران، ومثله فعل المرشد الإيراني علي خامنئي وغيره من كبار المسؤولين الإيرانيين، بينما رفض الجانبان حتى الآن إجراء محادثات، حيث دعا ترامب الزعماء الإيرانيين إلى الاتصال به أولاً، فيما رفض الإيرانيون أي دبلوماسية تحت الإكراه، ولا سيما مع البيت الأبيض الذي تخلّى بشكل أحادي عن اتفاق دولي سابق.
موقف من الصين
في غضون ذلك، عبّرت الصين عن موقفها بشأن التوتر الأميركي الإيراني الأخير، معربة عن قلقها من الصغط الأميركي على طهران، وداعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ، لوسائل الإعلام الروسية قبل زيارة للبلاد، إنّ تصاعد التوترات في الشرق الأوسط يدعو للقلق، وإنّ جميع الأطراف بحاجة لضبط النفس.
وقال شي، لوكالة "تاس" للأنباء، وصحيفة "روسيسكايا غازيتا"، إنّه بسبب "الضغط الشديد" الذي فرضته واشنطن على طهران والعقوبات أحادية الجانب، استمرت التوترات في التصاعد في الشرق الأوسط.
وأضاف شي، وفقاً لنص نشرته وزارة الخارجية الصينية قبل وصوله إلى روسيا، اليوم الأربعاء، أنّ "تطور الوضع مقلق".
ورأى، وفق ما نقلت "رويترز"، أنّ الاتفاق النووي مع إيران "يجب أن ينفذ ويحترم بالكامل، لأنّه ذو أهمية حاسمة للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط وعدم الانتشار النووي".
وقال "وجهتا نظر الصين وروسيا ومواقفهما بشأن القضية النووية الإيرانية متماثلتان إلى حد بعيد، ويأمل الطرفان في أن تظل جميع الأطراف المعنية عقلانية وأن تمارس ضبط النفس، وتكثف الحوار والمشاورات وتنزع فتيل الوضع المتوتر الحالي".
وثار غضب الصين من تهديدات الولايات المتحدة ضد الدول والشركات التي تنتهك العقوبات الأميركية عن طريق استيراد النفط الإيراني.
وتربط الصين وإيران علاقات وثيقة ولا سيما في مجال الطاقة.
ولم يتطرق شي بشكل مباشر لمسألة العقوبات النفطية، لكنّه بدا وكأنّه يلمح إليها بقوله "ستواصل الصين حماية حقوقها ومصالحها المشروعة والقانونية بحزم".