لمّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، إلى أنّ المليشيات الكردية تطلق، بشكل متعمد، سراح "بعض" السجناء من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، لدفع الولايات المتحدة إلى مواصلة تدخلها في شمال شرق سورية.
وذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الأحد، أنّ ترامب أمر بسحب نحو ألف جندي من شمال سورية، أي القوة البرية بأكملها، وسط تصاعد العملية التركية في تلك المنطقة.
واليوم الاثنين، أفاد مسؤول أميركي، وكالة "فرانس برس"، بأنّ القوات الأميركية كافة في شمال سورية، التي يبلغ عددها نحو ألف عنصر، تلقت أوامر بمغادرة البلاد.
وأكد المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته: "نقوم بتنفيذ هذا الأمر"، الذي أشار إلى أنّه يطاول "كلّ" العسكريين المنتشرين في سورية "ما عدا الموجودين في قاعدة التنف" العسكرية في جنوب البلاد، التي تضم نحو 150 عسكرياً أميركياً.
ولقي قرار ترامب، الأسبوع الماضي، بسحب القوات بما يمهد الطريق أمام العملية التركية، انتقادات واسعة في الولايات المتحدة، واتهامات بأنّه خان "حلفاءه الأكراد" بشكل يمكن أن يسهم في عودة ظهور تنظيم "داعش".
وقال ترامب، في تغريدة على "تويتر"، اليوم الاثنين: "كان أمام أوروبا فرصة استعادة سجناء "داعش"، ولكن لم يرغبوا في تحمل تكاليف ذلك، وقالوا: "دعوا الولايات المتحدة تدفع"".
Twitter Post
|
وتابع: "قد يكون الأكراد يطلقون سراح البعض لإجبارنا على التدخل"، مضيفاً أنّه "في إمكان تركيا أو الدول الأوروبية التي يتحدر منها هؤلاء الجهاديون أن يعتقلوهم مجدداً بسهولة، لكن يجب أن يتحركوا بسرعة".
وذكرت المليشيات الكردية، الأحد، أنّ 800 من أفراد عائلات مقاتلي تنظيم "داعش" فروا من مخيم يحتجزون فيه في عين عيسى في شمال سورية، بسبب القصف التركي.
من جهتها، اتهمت تركيا، اليوم الاثنين، المليشيات الكردية بتعمد إطلاق سراح معتقلي "داعش" المحتجزين في سجن في بلدة تل أبيض السورية الحدودية.
وقال مسؤول كبير في الحكومة، رافضاً الكشف عن اسمه للصحافيين، وفق ما أوردته "فرانس برس"، إنّ "وحدات حماية الشعب" الكردية "أطلقت سراح سجناء "داعش" لنشر الفوضى في المنطقة"، حيث يقوم الجيش التركي بعملية عسكرية، منذ الأربعاء.
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قد صرح، في وقت سابق، للصحافيين: "يوجد سجن واحد فقط لـ"داعش" في منطقة عملياتنا، وقد رأينا أنّ "وحدات حماية الشعب" الكردية قد أخلته"، مضيفاً: "توجد صور وأفلام تكشف ذلك".