قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الخميس، إن المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين "تجري بشكل جيد" مع دخولها اليوم الثاني، وقال إن الصين ترغب في التوصل إلى اتفاق.
وفي سلسلة تغريدات، قال ترامب إن الاتفاق النهائي لن يترك أي شيء بدون حل، إلا أنه لن يتم التوصل إلى اتفاق إلا بعد لقائه نظيره الصيني شي جين بينغ "في المستقبل القريب". وكتب ترامب: "اللقاءات تجري بشكل جيد وبإرادة طيبة (...) من الجانبين". وأضاف: "الصين لا تريد زيادة الرسوم الجمركية ويشعر الصينيون بأن وضعهم سيكون أفضل إذا توصلوا إلى اتفاق، وهم مصيبون".
وأضاف أنه "لن يبرم أي اتفاق نهائي قبل أن نلتقي أنا وصديقي شي (جين بينغ) في المستقبل القريب، للنقاش والاتفاق على بعض النقاط الأكثر صعوبة".
وبعدما ذكر أن الرسوم الجمركية على مئتي مليار دولار من الواردات من الصين يفترض أن تزيد بنسبة 25 بالمئة في الأول من آذار/ مارس، قال إن "الجميع يعملون بجد" لإنجاز الاتفاق "بحلول هذا الموعد".
Twitter Post
|
وذكرت تقارير إعلامية أن الجانبين يبحثان عقد اجتماع في آسيا في أواخر شباط/ فبراير لإبرام اتفاق، أي قبل أيام من انتهاء المهلة النهائية ومدتها 3 أشهر، وفرض رسوم جمركية أميركية مضاعفة على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار، وهو ما سيصدم الاقتصاد العالمي.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الخميس، أن المسؤولين الصينيين اقترحوا عقد اجتماع في جزيرة هاينان في بحر الصين الجنوبي. ويقود المبعوث التجاري الصيني ليو هي وفداً من 30 عضواً في المحادثات التي بدأت الأربعاء.
وأدت مؤشرات حدوث تقدم في المحادثات إلى تحسّن البورصات العالمية، بعد تفاؤل المستثمرين بأنّ أكبر اقتصادين في العالم يمكن أن يتجنبا زلزالاً اقتصادياً. ولكن الخطوات القاسية التي تتخذها واشنطن ضد شركة الاتصالات الصينية هواوي - التي اتهمتها النيابة الفدرالية هذا الأسبوع بالتجسس الصناعي وانتهاك العقوبات والاحتيال - تهدد بعرقلة المحادثات، وتسببت في اعتراضات غاضبة من بكين.
وتبادل الطرفان الضربات العام الماضي، وفرضا رسوماً جمركية متبادلة على سلع تزيد قيمتها على 360 مليار دولار، إلا أن الولايات المتحدة لديها مجال أكبر للمناورة في المعركة، لأنها تشتري من الصين أكثر مما تشتريه الصين منها.
بدورها، كشفت بكين حوافز اقتصادية لدعم اقتصادها، بعدما سجلت أضعف نموّ اقتصادي في 2018 منذ أكثر من 30 عاماً، وهو ما يؤكد ضعف موقفها في الحرب التجارية. ولكن مسؤولين أميركيين، من بينهم ممثل التجارة الأميركي روبرت لايتهايزر، قالوا إن أكبر اقتصادين في العالم يتصارعان على الهيمنة المستقبلية على قطاعات التكنولوجيا المتطورة المهمة.
وقبل ثلاث سنوات تقريباً، أطلقت بكين خطة استراتيجية اسمها "صُنع في الصين 2025"، تهدف إلى جعل الصين رائداً عالمياً في قطاعات الطيران والفضاء، والروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وسيارات الجيل الجديد، وغيرها من القطاعات التي يقول مسؤولون أميركيون الآن بأنها تمثل "تاج" التكنولوجيا والابتكار الأميركي.
ويهاجم مسؤولون أميركيون ممارسات التجارة الصينية ويقولون إنها غير نزيهة، مشيرين إلى النقل الجبري للتكنولوجيا الأميركية من خلال الطلب من الشركات الأجنبية تأسيس مشاريع مشتركة مع شركات محلية، إضافة إلى طرق أخرى لسرقة ملكيات فكرية أميركية، بحسب المسؤولين.
وكتب ترامب: "نريد من الصين فتح أسواقها لا فقط للخدمات المالية، وهو ما تفعله الآن، ولكن كذلك لمصانعنا ومزارعينا وغير ذلك من قطاعات العمال والصناعات.. وبدون ذلك لن يتم القبول باتفاق".
وأضاف: "ممثلو الصين وأنا نحاول أن نتوصل إلى اتفاق كامل لا يترك شيئاً بدون حل". وتابع: "تتم مناقشة جميع المشاكل العديدة ونأمل أن يتم حلّها. الرسوم الجمركية على الصين ستزيد إلى 25% في الأول من آذار/ مارس، ولذلك يعمل الجميع بجد لإنجاز (المحادثات) بحلول ذلك التاريخ".
(فرانس برس)