يواصل الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، انتقاء أسماء الشخصيات التي ستتولى مفاصل إدارته الجديدة، مع بروز أسماء مقربة من الملياردير الجمهوري، مرشحة لتولي وزارات ذات أهمية، وسط انتقادات بدأت بالظهور، لاختياره شخصيات مثيرة للجدل بمواقفها "العنصرية".
وعيّن ترامب رينس بريباس في منصب كبير موظفي البيت الأبيض، وستيف بانون في منصب كبير مستشاريه الاستراتيجيين، وهو ما أثار انتقادات حادة من منظمات عدة تقول إنّ بانون (62 عاماً) عنصري يتبنّى عقيدة تفوّق ذوي البشرة البيضاء.
وتتحدث وسائل إعلام أميركية عن ترشيح ترامب اثنين من أكثر الوزارات تأثيراً على اقتصاد البلاد، وهما الخزانة والطاقة.
وضمّت قائمته للخزانة أسماء معروفة في عالم المال، مثل توماس براق، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة "كولوني كابيتال" المتخصصة في مجال تجارة العقارات، وستيفن منوتشين، وهو أحد المدراء التنفيذيين السابقين لمجموعة "غولدمان ساكس" المالية، والمدير المالي لحملة دونالد ترامب الانتخابية.
ومن الأسماء المرشحة أيضاً لتولي وزارة الخزانة، رئيس اللجنة المالية في مجلس النواب وممثل ولاية تكساس، جيب هنسارلينغ، بالإضافة إلى الحاكم السابق لولاية مينيسوتا تيم باولنتي.
أما قائمة مرشحي ترامب لوزارة الطاقة فقد شملت أسماء مثل جيمس كونوتون، وهو محام متخصص في شؤون الطاقة والمدير التنفيذي لشركة "نوتيلوس داتا تكنولوجي" والمستشار البيئي للرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن.
وعلى لائحة مرشحي الطاقة أيضاً، روبرت غريدي، وهو مستثمر مالي كبير، وشريك في مؤسسة "غرايفون انفستورس"، بالإضافة إلى هارولد هام، المدير التنفيذي لشركة "كونتينيتال ريسورسز" لاستخراج النفط والغاز.
ومنذ فوزه في انتخابات الرئاسة، الثلاثاء الماضي، يعمل ترامب (70 عاماً) وحزبه الجمهوري على تشكيل إدارته؛ تمهيداً لتنصيبه يوم 20 يناير/كانون الثاني المقبل، ليبدأ ولاية رئاسية من أربع سنوات.
وبرزت في هذا الوقت انتقادات لاختيارات ترامب، لا سيما بعد تعيينه ستيف بانون في منصب كبير مستشاريه الاستراتيجيين، المعروف بمواقفه العنصرية.
في هذا الإطار، قال رئيس مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، نهاد عوض، أمس الاثنين، إنّ "تعيين بانون في إدارة ترامب يبعث برسالة مقلقة بأنّ نظريات المؤامرة المتعلّقة بمعاداة المسلمين، وعقيدة القوميين البيض، سيكون مرحباً بها في البيت الأبيض".
وحث عوض، في بيان نشره "كير" على موقعه الإلكتروني، "الرئيس المنتخب ترامب على إعادة النظر في هذا التعيين غير الحكيم، إذا ما كان يسعى بالفعل إلى توحيد الأميركيين".
ويرتبط بانون بالمجموعات العنصرية من الأميركيين البيض المعادين للأقليات، وهو على علاقة مع دايفيد ديوك، الزعيم السابق لمجموعة "ku Klux Klan" العنصرية المتطرفة.
ويرى البعض أنّ وجود بانون في البيت الأبيض، وهو المعروف بهوسه بنظرية المؤامرة، سيكون له أثر كبير على آلية صناعة القرار السياسي في إدارة ترامب المقبلة.
كما لقي تعيين بانون رفضاً من جانب مركز "ساذرن بوفرتي لو سنتر"، وهو منظمة غير حكومية معنية برصد المؤسسات والقيادات العنصرية.
وقال المركز، في بيان على موقعه الإلكتروني، إنّ "بانون لا مكان له في البيت الأبيض. في يوليو/تموز الماضي فاخر بانون بأنّ موقع "Breitbart News" (يديره بانون) هو منصة لليمين. وهذا كما نعلم هو الطاقة الكامنة خلف الكم الهائل من المضايقات العنصرية والمعادية للسامية، التي ابتليت بها وسائل التواصل الاجتماعي خلال حملة انتخابات الرئاسة".
في المقابل، نفى رينس بريباس، الذي اختاره ترامب في منصب كبير موظفي البيت الأبيض، صحة توصيفات بانون.
وقال بريباس، في تصريحات تلفزيونية، "لا أعرف من أين جاؤوا بذلك. هذا ليس ستيف بانون الذي أعرفه. لم أشهد على الإطلاق مثل هذه الأشياء التي يروجونها بشأنه".