وقال ترامب، خلال ترؤسه جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن مواجهة خطر انتشار الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية، إن "عدوانية إيران" ازدادت بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، الذي وصفه بـ"المروع"، وإنه "أعطى النظام الإيراني شرياناً للحياة".
وهدد الرئيس الأميركي "أي دولة ستحاول الالتفاف على العقوبات على إيران بأنها ستكون عرضة لإجراءات مشددة"، مبرراً عودة بلاده إلى فرض العقوبات بأن "النظام الإيراني يعمل على نشر الإرهاب والفوضى".
ترامب: كيم يروقني
في المقابل، أشاد ترامب بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الذي قال إنه "يروقني، وكثير من الأمور تتم بيننا بعيداً عن وسائل الإعلام".
وعبّر عن شعوره بالفخر "لما تم التوصل إليه مع كوريا الشمالية التي لم تقم مجدداً بتجارب نووية".
وتحدث الرئيس الأميركي عن "تحركات حثيثة نقوم بها مع كوريا الشمالية"، وقال: "توقعوا أخباراً جيدة مستقبلاً"، مبيناً أنه "يجب أن نضمن بقاء قرارات مجلس الأمن بشأن كوريا الشمالية حتى نتأكد من التزاماتها".
وأكد ترامب، في تصريحات للصحافيين لدى دخوله مقر الأمم المتحدة، أنه سيعلن "في وقت قريب جداً" موعد ومكان اجتماعه المقبل بالزعيم الكوري الشمالي. وقال: "سألتقي الزعيم كيم في المستقبل القريب جداً، وسنعلن ذلك. لدينا مؤتمر صحافي اليوم".
وعندما سئل عما يتعيّن لبيونغ يانغ فعله قبل الاجتماع المقبل، أوضح أنه أحرز مع زعيم كوريا الشمالية "قدراً هائلاً من التقدم" منذ العام الماضي.
يشار إلى أن الخارجية الأميركية أعلنت الأربعاء، أن الوزير مايك بومبيو سيعود في أكتوبر/ تشرين الأول إلى بيونغ يانغ "بناء على دعوة" الزعيم الكوري الشمالي. وقالت الوزارة بعد لقاء في نيويورك جمع بومبيو ونظيره الكوري الشمالي ري يونغ هو، إن الزيارة تهدف "إلى إحراز مزيد من التقدم" في شأن نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، و"التحضير للقمة الثانية" بين الرئيس دونالد ترامب وكيم جونغ أون.
وفي سياق آخر، شكر ترامب خلال جلسة مجلس الأمن تركيا لـ"ضبط النفس وإنقاذ حياة مئات الآلاف من البشر في سورية".
ترامب: الصين تريد هزيمتي
وفي شأن آخر، اتهم الرئيس الأميركي خلال جلسة مجلس الأمن، بكين بالعمل ضد حزبه الجمهوري في انتخابات منتصف الولاية التي ستجرى في نوفمبر/ تشرين الثاني، وقال إنها تريده أن يتلقى صفعة انتخابية بسبب تشدده بشأن التجارة معها.
وأضاف: "للأسف وجدنا أن الصين تحاول التدخل في الانتخابات المقبلة التي ستجرى في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 ضد مصالح إدارتي"، وأضاف: "هم لا يريدونني أنا أو نحن أن نفوز، لأنني أول رئيس على الإطلاق يتحدى الصين بشأن التجارة".
ولم يتأخر الرد الصيني على ترامب، إذ أوضح وزير خارجيتها وانغ يي أمام المجلس، أن بلاده ترفض بشدة اتهام ترامب لها، وقال إن "الصين احترمت دائماً مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدولة ما. إننا نرفض الاتهامات المسوقة بحق الصين، ونطالب الدول الأخرى باحترام ميثاق الأمم المتحدة وعدم التدخل في شؤوننا الداخلية".
ظريف: أميركا ستواجه مزيداً من العزلة
من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال الجلسة ذاتها، "مواصلة العمل مع باقي المشاركين" في الاتفاق النووي وبقية المجتمع الدولي، لـ"إحباط خروج الولايات المتحدة منه".
وقال ظريف: "نحن واثقون من أن الولايات المتحدة ستواجه مزيداً من العزلة التي، للأسف، تستحقها، وعلينا أن نحبط خروجها من خطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي)".
وأردف: "سنواصل العمل مع باقي المشاركين في خطة العمل المشتركة الدولية وبقية المجتمع الدولي لإحباط خروج الولايات المتحدة منه".
وفي 14 يوليو/ تموز 2015، توصلت إيران ومجموعة دول (5+1)، التي تضم روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، إلى اتفاقية لتسوية المسألة النووية الإيرانية، وأقرت خطة عمل شاملة مشتركة، أعلن في 6 يناير/ كانون الثاني 2016 بدء تطبيقها، غير أنه في 8 مايو/ أيار الماضي، أعلن الرئيس الأميركي الانسحاب من الاتفاق الذي يقيّد البرنامج النووي الإيراني في الاستخدامات السلمية.
ماكرون: نختلف مع ترامب في الوسيلة
إلى ذلك، أقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الجلسة ذاتها، بأن الاتفاق النووي الإيراني "غير كامل"، وبأن "به ثغرات"، لكنه "خطوة في الاتجاه الصحيح، ويجب احترام بنوده".
وأوضح الرئيس الفرنسي أن "هدفنا واحد بشأن إيران، لكننا نختلف مع الرئيس ترامب بشأن الوسيلة"، مضيفاً أنه "يتعين علينا إرساء قواعد لمفاوضات جديدة بشأن مستقبل الملف النووي الإيراني".
وقال إن التعامل مع الأزمة الإيرانية لا يمكن أن يختصر بانتهاج "سياسة عقوبات"، موضحاً: "علينا أن نبني معاً استراتيجية بعيدة المدى لإدارة هذه الأزمة التي لا يمكن أن تختصر بسياسة عقوبات واحتواء" لطهران.
وعبّر في موضوع آخر، عن دعمه الجهود التي تحاول التوصل إلى حل بخصوص الملف الكوري، ولكنه شدد على أنه "من الضروري أن يبقى مجلس الأمن على علم بحيثيات تلك المحادثات".
وتحدث ماكرون عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية على يد النظام السوري و"داعش"، بحسب نتائج آلية التحقيق المشتركة المكونة من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، كما تناول نتائج التحقيقات التي توصلت إليها بريطانيا، والتي توجه الاتهام إلى روسيا بخصوص استخدام الأسلحة الكيميائية على أراضيها.