أعلن البيت الأبيض أن المكالمة الهاتفية، التي جرت أمس السبت بين الرئيسين الأميركي، دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، تمثل "خطوة أولى مهمة" على طريق تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين"، مؤكدا أنهما ناقشا التعاون لمكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وحل الأزمة السورية.
وقالت الرئاسة الأميركية، في بيان، إن "هذه المكالمة الهاتفية الإيجابية هي خطوة أولى مهمة لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، والتي تحتاج لأن يتم إصلاحها".
وذكر الكرملين، من جهته في بيان أعقب المكالمة، أن بوتين وترامب اتفقا على إقامة علاقات "ندية" وإعطاء "الأولوية" لمكافحة الإرهاب، وإقامة "تنسيق فعلي" ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سورية.
وأضاف أن بوتين وترامب اتفقا على العمل على تحديد أول لقاء بينهما. وقال الكرملين، أيضا، إنه "جرى الحديث بلهجة إيجابية وعملية".
وتبقى النتيجة الأبرز للمكالمة الهاتفية، كما وصفها الكرملين، "التفاهم على العمل المشترك لمكافحة الإرهاب الدولي كأولوية، وضرورة تعاون البلدين في سورية".
وأوضح الكرملين: "تحدث الرئيسان لصالح إقامة تنسيق حقيقي بين الإجراءات الروسية والأميركية، بهدف تدمير تنظيم "الدولة الإسلامية" والجماعات الإرهابية الأخرى في سورية"، الأمر الذي يشير، ربما، إلى تغيير كبير في السياسة، لأن التعاون في الوقت الراهن يقتصر، إلى حد كبير، على التنسيق لضمان عمل القوات الجوية للبلدين بأمان، وتقليل خطر المواجهات العرضية.
وأضاف الكرملين أن ترامب وبوتين اتفقا على "إقامة تعاون عندما يتعلق الأمر بالقضايا العالمية الأخرى، مثل أوكرانيا والبرنامج النووي الإيراني والتوترات على شبه الجزيرة الكورية، والصراع العربي الإسرائيلي".
وبحسب البيان الأميركي، فإن المكالمة الهاتفية استغرقت حوالى الساعة، وخلص إلى التأكيد على أن "الرئيس ترامب والرئيس بوتين يأملان أن يتمكن الطرفان، بعد هذه المحادثة، من التقدم سريعا في مكافحة الإرهاب، وفي مسائل أخرى ذات الاهتمام المشترك".
وكان بوتين وترامب تحادثا للمرة الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أيام على فوز ترامب بالرئاسة الأميركية، واتفقا على العمل على "تطبيع" العلاقات بين البلدين.
وتعرض موقف ترامب بشأن روسيا لانتقادات شديدة ممن يرون أنه انتخب بمساعدة وكالات المخابرات الروسية، الأمر الذي ينفيه ترامب، كما اتهمه منتقدوه بأنه حريص جدا على التحالف مع بوتين.
وبالنسبة لبوتين، الذي يحتمل إعادة انتخابه العام المقبل، فإن تخفيف العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة، بسبب دور موسكو في الأزمة الأوكرانية، سيمثل خطوة كبيرة، لكن الكرملين لم يذكر أن هذا الموضوع طرح للنقاش، وأشار فقط إلى أن الرئيسين أكدا على أهمية استعادة العلاقات التجارية والاقتصادية متبادلة المنفعة.
وقال ترامب، الجمعة، إنه في المراحل الأولى لدراسة رفع العقوبات، في الوقت الذي حذرت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، ومسؤولون أجانب آخرون ونواب أميركيون، من أن مثل هذه الخطوة ستكون سابقة لأوانها.
(العربي الجديد)