بعد "الهجوم الإرهابي" المزعوم في السويد، الذي اختلقه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في سياق تبرير سياساته المعادية للهجرة، أظهر تقرير نشرته صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية، اليوم الخميس، أنّ ثمّة هجمات إرهابية وقعت بالفعل هناك في الآونة الأخيرة، غير أنّ منفّذيها هم من يطلقون على أنفسهم "النازيّون الجدد"، والضحايا هم اللاجئون أنفسهم.
وبيّنت الصحيفة البريطانية أنّه قد تمّ إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص منتمين إلى جماعات "النازيين الجدد"، كانت الشرطة في البلاد قد اشتبهت بمسؤوليتهم عن تفجير قنبلة محلّية الصنع في مخيّم غوتنبرغ للاجئين، ما أدّى إلى إصابة شخص بجروح خطيرة.
وأفادت الأجهزة الأمنية أن المشتبه بهم الثلاثة كانوا أعضاء سابقين في "حركة المقاومة الإسكندنافية"، وهي جماعة تجاهر بآراء عنصرية ومعادية للسامية، وتعارض بشكل صارخ هجرة غير البيض إلى البلاد.
وأضافت الصحيفة أنّ المخابرات السويدية "سابو" أقرّت بوقوع الاعتداء، مبيّنة أنّه متّصل باعتداءين آخرين وقعا في مدينة غوتنبرغ ذاتها خلال الأشهر الأخيرة، فيما يبدو أنّ ثمّة دوافع سياسيّة واحدة تقف وراءها.
وبيّن تقرير الصحيفة أنّ حركة "المقاومة الإسكندنافية" المذكورة كانت قد تأسست عام 1997 بواسطة أعضاء سابقين في "حركة المقاومة الآرية البيضاء"، وموظّفين في مجلّة "فولكتريبونين"، التي يقوم عليها مجموعة من الاشتراكيين-الوطنيين الجدد، وتنادي هذه الجماعة بسلطة البيض في السويد.
يذكر أن السويد استوعبت نسبًا أكبر من اللاجئين، قياسًا بعدد السكان، بالمقارنة مع الدول الأوروبية الأخرى في عام 2016. وفي العام ذاته أيضًا، خلص تقرير استقصائي إلى أنّ اللاجئين ساهموا في أكبر طفرة اقتصاديّة تحقّقها السويد خلال السنوات الخمس الأخيرة، على خلاف ما يعتقد ترامب، الذي وصف الدولة المسالمة بأنّها أصبحت "تواجه مشاكل لم تعتقد أنّها ستواجه مثلها من قبل".
(العربي الجديد)