ترامب مجدداً في مستنقع "التحقيقات الروسية"... ماذا بعد كوشنر؟

29 مايو 2017
التحقيق مع كوشنر قد يؤدي لتحقيق مع ترامب نفسه(Getty)
+ الخط -



اقتربت تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف. بي. آي) أكثر من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مع وصولها إلى كبير مستشاريه وزوج ابنته إيفانكا، جاريد كوشنر.

وقبيل وصول ترامب إلى البيت الأبيض، بعد جولة خارجية طويلة امتدت تسعة أيام وشملت السعودية والأراضي الفلسطينية المحتلة وإيطاليا وبلجيكا، انهمك مستشاروه في تشكيل "غرفة حرب"، والاستعانة بفريق من المحامين المختصين، لبحث الإجراءات القانونية والسياسية الواجب القيام بها لمواجهة تداعيات التحقيقات مع كوشنر، واحتمالات أن يتعرض الرئيس نفسه للتحقيق والمساءلة، في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "كوشنر كان قد عاد قبل أيام إلى البيت الأبيض مختصرا مشاركته في الوفد المرافق لترامب في جولته الخارجية، رغم دوره المركزي في برمجة زيارات الجولة وجدولة ملفاتها، خصوصا في شقها المتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط".

ونقلت الصحيفة عن أصدقاء مقربين من كوشنر قولهم إنه "لا ينوي حاليا التنحي عن منصبه في البيت الأبيض"، وإنه "سيخوض معركة شرسة لمواجهة الاتهامات الموجهة إليه".

لكن كوشنر، حسب "نيويورك تايمز"، أبلغ أصدقاءه أنه وزوجته إيفانكا لم يقدما التزاماً طويل الأمد بالبقاء إلى جانب الرئيس، وأنهما يراجعان كل ستة أشهر قرارهما بشأن العودة إلى حياتهما الخاصة في نيويورك.

وثمة وجهة نظر في فريق ترامب تطالبه باستبعاد صهره عن دائرة القرار، تفاديا للتداعيات المحتملة لتحقيقات "إف.بي.آي" بشأن مساعيه لإقامة قناة اتصال سرية مع الكرملين، فيما لا يزال البيت الأبيض مترددا في التعليق على اجتماع كوشنر في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي مع السفير الروسي في الولايات المتحدة، سيرغي كيسلاك، وتوضيح مسألة قناة التفاوض الخلفية بين فريق ترامب والحكومة الروسية، لبحث التطورات في سورية وقضايا ثنائية أخرى.

وقد شارك في الاجتماع الذي عقد في مقر الحملة الانتخابية لترامب في نيويورك، إلى جانب كيسلاك وكوشنر مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، الذي أجبر على الاستقالة من منصبه بسبب تضليل نائب الرئيس، مايك بينس، حول مضمون محادثاته مع الروس، وما إذا كانت قد تناولت قضية العقوبات الأميركية ضد روسيا التي كانت قد أعلنتها إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما.

وفيما لم تكشف هوية صاحب فكرة إقامة قناة الاتصال السرية بين البيت الأبيض والكرملين، إلا أن الأكيد، حسب "نيويورك تايمز"، أن فلين كان وراء قرار استبعادها ووقف البحث في إقامتها وتفضيله خيار التواصل المباشر مع القيادة العسكرية الروسية.

وحسب مسؤولين أميركيين فإن الجهود منصبة حاليا على تشكيل فريق خاص في البيت الأبيض أو "خلية أزمة" لمتابعة قضية التحقيقات الروسية، وضمان عدم تأثيرها على عمل الإدارة، وذلك على غرار قرار الرئيس السابق، بيل كلينتون، تشكيل فريق قانوني خاص، وإعادة هيكلة فريق عمله الخاص، قبيل البدء في استجوابه في قضية علاقته الغرامية مع مونيكا لوينسكي الموظفة السابقة في البيت الأبيض.