13 فبراير 2022
ترامب لن يرحل قريباً
على الرغم من ارتفاع وتيرة التحقيقات التي يجريها المحقق الأميركي، روبرت مولر، بشأن احتمال تواطؤ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مع روسيا خلال الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2016، إلا أنه من المستعبد أن تفضي هذه التحقيقات إلى إطاحة ترامب في القريب العاجل، على عكس ما قد يأمل بعضهم. صحيحٌ أن نار التحقيقات قد اقتربت من ترامب، خصوصا بعد إدانة كل من مدير حملته الانتخابية السابق، بول مانافورت، ومحاميه الشخصي مايكل كوهين، على خلفية اتهامات فساد مالي وأخلاقي، فإنه من السابق لأوانه الجزم بأن مولر سوف يوجه اتهامات سياسية لترامب، لعل أهمها التواطؤ مع روسيا، من أجل ضمان الفوز بانتخابات الرئاسة. ولعل التهمة الأقرب لترامب الآن هي خرقه قانون الانتخابات، وذلك إذا ما ثبت أنه دفع رشى لممثلتين إباحيتين، لشراء سكوتهما في أثناء الحملة الانتخابية، وهو ما يبدو أن كوهين قد اعترف به خلال التحقيقات التي أجريت معه في نيويورك خلال الأيام الماضية.
وإذا ثبت أن ترامب متورّط بالفعل، سواء في التواطؤ مع روسيا خلال الانتخابات، أو في شراء سكوت الممثلتين، فإن مسألة عزله من السلطة تبدو معقدة، خصوصا من الناحيتين، السياسية والإجرائية. فمن الناحية السياسية، الجهة المنوط بها عزل الرئيس هي الكونغرس بغرفتيه، النواب والشيوخ. حيث يبدأ مجلس النواب في توجيه الاتهام للرئيس، سواء بالخيانة أو سوء الأخلاق والحنث باليمين، ويتم التصويت على الاتهامات التي يجب أن تحصل على الأغلبية البسيطة. وبعدها يصوّت مجلس الشيوخ على الاتهامات نفسها، وهو ما يفسح الطريق أمام عزل الرئيس عن طريق محكمة خاصة، يتم تشكيلها برئاسة رئيس المحكمة الدستورية العليا، ويلعب فيها مجلس النواب دور النيابة، ومجلس الشيوخ دور هيئة المحلفين. وكي يتم خلع الرئيس، يجب أن يصوت مجلس الشيوخ بأغلبية الثلثين على ذلك، وهي مسألة ليست سهلة، خصوصا إذا استمرت سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ في الانتخابات التي سوف تجرى أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، فمن الصعب أن يصوّت هؤلاء على خلع ترامب، على الرغم من اختلافهم مع كثير من سياساته، وذلك خوفا من رد فعل قواعدهم المحافظة والمؤيدة لترامب، والتي باتت على قناعة بأن ثمّة مؤامرة على الرئيس، من أجل خلعه من منصبه. ومثلما حدث مع الرئيس السابق بيل كلينتون، وافق مجلس النواب على محاكمته، ورفض مجلس الشيوخ عزله من منصبه بسبب سيطرة الديمقراطيين على المجلس آنذاك.
وحقيقة الأمر، نجح ترامب في استقطاب قاعدة كبيرة من الحزب الجمهوري، طوال العامين الماضيين، من خلال خطابه وسياساته الشعبوية التي وجدت لنفسها صدىً بين كثيرين من أعضاء الحزب، خصوصا في مناطق الوسطين، الشرقي والغربي، الأميركيين، المعروفتين بولائهما وانتمائهما الشديدين للحزب، واللذين تحولا الآن وأصبحا لترامب. لذلك، من الصعب أن يتورّط أعضاء الحزب المرشحون لعضوية الكونغرس في عملية عزل ترامب، وذلك لأنه قد يكلفهم مقاعدهم، في مجلسي الشيوخ والنواب. الأكثر من ذلك، من شأن أية خطوة باتجاه عزل ترامب استفزاز التيار اليميني المتشدّد في أميركا، والذي قد يلجأ إلى العنف، من أجل حماية الرئيس وإبقائه في البيت الأبيض.
وفي كل الأحوال، من شأن عملية عزل ترامب، إن توفرت لها الشروط القانونية والسياسية الملائمة، أن تأخذ وقتاً طويلاً قد يستمر أكثر من عامين، وهو ما يعني أن ترامب سوف يظل في مكتبه فترة ليست قصيرة.
وإذا ثبت أن ترامب متورّط بالفعل، سواء في التواطؤ مع روسيا خلال الانتخابات، أو في شراء سكوت الممثلتين، فإن مسألة عزله من السلطة تبدو معقدة، خصوصا من الناحيتين، السياسية والإجرائية. فمن الناحية السياسية، الجهة المنوط بها عزل الرئيس هي الكونغرس بغرفتيه، النواب والشيوخ. حيث يبدأ مجلس النواب في توجيه الاتهام للرئيس، سواء بالخيانة أو سوء الأخلاق والحنث باليمين، ويتم التصويت على الاتهامات التي يجب أن تحصل على الأغلبية البسيطة. وبعدها يصوّت مجلس الشيوخ على الاتهامات نفسها، وهو ما يفسح الطريق أمام عزل الرئيس عن طريق محكمة خاصة، يتم تشكيلها برئاسة رئيس المحكمة الدستورية العليا، ويلعب فيها مجلس النواب دور النيابة، ومجلس الشيوخ دور هيئة المحلفين. وكي يتم خلع الرئيس، يجب أن يصوت مجلس الشيوخ بأغلبية الثلثين على ذلك، وهي مسألة ليست سهلة، خصوصا إذا استمرت سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ في الانتخابات التي سوف تجرى أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، فمن الصعب أن يصوّت هؤلاء على خلع ترامب، على الرغم من اختلافهم مع كثير من سياساته، وذلك خوفا من رد فعل قواعدهم المحافظة والمؤيدة لترامب، والتي باتت على قناعة بأن ثمّة مؤامرة على الرئيس، من أجل خلعه من منصبه. ومثلما حدث مع الرئيس السابق بيل كلينتون، وافق مجلس النواب على محاكمته، ورفض مجلس الشيوخ عزله من منصبه بسبب سيطرة الديمقراطيين على المجلس آنذاك.
وحقيقة الأمر، نجح ترامب في استقطاب قاعدة كبيرة من الحزب الجمهوري، طوال العامين الماضيين، من خلال خطابه وسياساته الشعبوية التي وجدت لنفسها صدىً بين كثيرين من أعضاء الحزب، خصوصا في مناطق الوسطين، الشرقي والغربي، الأميركيين، المعروفتين بولائهما وانتمائهما الشديدين للحزب، واللذين تحولا الآن وأصبحا لترامب. لذلك، من الصعب أن يتورّط أعضاء الحزب المرشحون لعضوية الكونغرس في عملية عزل ترامب، وذلك لأنه قد يكلفهم مقاعدهم، في مجلسي الشيوخ والنواب. الأكثر من ذلك، من شأن أية خطوة باتجاه عزل ترامب استفزاز التيار اليميني المتشدّد في أميركا، والذي قد يلجأ إلى العنف، من أجل حماية الرئيس وإبقائه في البيت الأبيض.
وفي كل الأحوال، من شأن عملية عزل ترامب، إن توفرت لها الشروط القانونية والسياسية الملائمة، أن تأخذ وقتاً طويلاً قد يستمر أكثر من عامين، وهو ما يعني أن ترامب سوف يظل في مكتبه فترة ليست قصيرة.