ترامب لن يتخلى عن استراتيجية التغريد

18 يناير 2017
تعرّض لانتقادات بسبب تغريداته الكثيفة (براين سميث/فرانس برس)
+ الخط -
في معرض رده على منتقدي تغريداته على "تويتر"، يقول الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إنّه لا يرى أي مبرر منطقي لإغلاق حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أنّ لديه حالياً على "تويتر" و"فيسبوك" و"إنستاغرام" أكثر من 48 مليون متابع، يمكنه الوصول إليهم مباشرةً ساعة يشاء، من دون الحاجة إلى وساطة وسائل الإعلام والصحافيين والكاميرات.

فالرئيس الأميركي الجديد (يُنصّب بعد غد في 20 يناير/كانون الثاني) يُدرك تماماً أهميّة ما توفره تكنولوجيا المعلومات الحديثة من إمكانيات التواصل المباشر، المختصر والسريع، مع عشرات ملايين الأشخاص حول العالم، من دون الحاجة إلى وساطة وسائل الإعلام التقليدية المرئية والمكتوبة. وبالتالي، فإنه من غير المنطقي أن يتخلّى عن هذا السلاح الذي أثبت نجاعته السياسية والإعلامية خلال المعارك التي خاضها الملياردير النيويوركي ضد وسائل الإعلام الأميركية الكبرى العام المنصرم.

وعلى الرغم من أنّ المنتقدين لتغريد ترامب على "تويتر" ينظرون إلى المسألة من زاوية المخاطر التي قد تتسبب بها التغريدات الترامبية على الحياة السياسية الأميركية وعلى صورة رئيس الولايات المتحدة في أميركا والعالم، فإنّ قدرة ترامب على التواصل مع 48 مليون حساب على صفحات التواصل الاجتماعي مسألة تستدعي النظر أيضًا، وإعادة قراءة دور وسائل الإعلام والعلاقة بين الصحافيين ورجال السياسة على ضوء إمكانيات التغيير الكبيرة التي يوفرها الفضاء الإلكتروني في مختلف الميادين السياسية والإعلامية والاقتصادية.


ويؤكد الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب أنّ "استراتيجية التغريد" ستشكل علامة فارقة ونقطة تحول في علاقة البيت الأبيض بوسائل الإعلام خلال السنوات الأربع المقبلة. وحسب المتحدث الصحافي باسم البيت الأبيض، شين سبايسر، فإنّ ترامب سيستمر في اعتماده على تويتر في التواصل مع الرأي العام الأميركي والدولي على الرغم من انتقادات الخصوم ووسائل الإعلام التقليدية.

وشكلت وسائل التواصل، وخصوصًا "تويتر"، منبراً إعلامياً أول لترامب في جميع مراحل حملته الانتخابية، بمواجهة الماكينة الإعلامية التقليدية الضخمة التي دعمت مرشحة الحزب الديمقراطي الخاسرة هيلاري كلينتون.

وبعد انتخابه رئيسًا، برزت بشكل أكبر، طريقة ترامب غير التقليدية في التواصل مع الجمهور ووسائل الإعلام، وتحولت تغريداته اليومية على تويتر إلى مصدر رئيسي للمعلومات عن التوجهات السياسية لإدارته الجديدة وآلية تشكيل فريقه الحكومي. وفي أحيان كثيرة، عكست تغريداته معالم سياسته الجديدة في العلاقات مع زعماء الدول الأخرى، وكان له السبق في ما بات بعرف بدبلوماسية السوشال ميديا.

وخلال الأزمة الأخيرة بين تل أبيب وواشنطن، بعد صدور قرار تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عن مجلس الأمن الدولي وغضب حكومة بنيامين نتنياهو من عدم استخدام إدارة باراك أوباما حق الفيتو لمنع صدور القرار 2234، تحوّل "تويتر" إلى قناة دبلوماسية بديلة بين ترامب ونتنياهو، فأعلن الأول موقفه الداعم لإسرائيل عبر سلسلة من التغريدات، رد عليها رئيس الحكومة الإسرائيلية بتغريدات الشكر والإشادة.

وتعرض الرئيس المنتخب لحملة انتقادات واسعة من خصومه بسبب تغريداته اليومية والليلية، وخصوصًا تناوله قضايا كبيرة تتعلق بالأمن الاستراتيجي وعلاقات الولايات المتحدة مع دول العالم وثوابت السياسة الخارجية الأميركية. ولم تفلح محاولات مساعديه في ثنيه عن الإدلاء بتعليقات على أحداث مهمة من دون الرجوع إلى مستشاريه. ويرى أخصامه في ذلك مؤشرًا على عدم تمتعه بالمواصفات الرئاسية وعدم أهليته لقيادة البلاد.


المساهمون