ترامب لبن سلمان: السعودية ثرية جداً وستعطينا بعضاً مما لديها

20 مارس 2018
ترامب يطلب مقابلاً لـ"حماية السعودية" (Getty)
+ الخط -
استعرض الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، خلال استقباله ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في البيت الأبيض، أرقام صفقات الأسلحة التي ستقدّمها بلاده إلى السعوديين "من أجل حمايتهم"، قائلاً إن "السعودية دولة ثرية جداً، وسوف تعطي الولايات المتحدة بعضاً من هذه الثروة". 


ومستعرضاً أرقام صفقات الأسلحة، قال ترامب: "مليار و525 مليون دولار، و645 مليون دولار… و6 مليارات دولار"، مخاطباً بن سلمان، "هذا فتات بالنسبة لكم"، بحسب ما أظهرت مشاهد مصورة للقاء كان يستعرض خلاله ترامب مجموعة من الأسلحة التي تصنعها بلاده.

وأضاف الرئيس الأميركي: "شرف لنا أن نستضيف ولي العهد السعودي والوفد المرافق له الذي أعرف كثيرين منه والتقيتهم في مايو/ أيار الماضي خلال زيارتي للرياض، عندما وعدتنا السعودية بـ400 مليار دولار لشراء معداتنا العسكرية وأشياء أخرى"، لافتاً إلى أنه "لا يوجد أي أحد في مكان بالعالم قريب من قوة صواريخنا وطائراتنا وكل معداتنا العسكرية من ناحية التكنولوجيا ونوعية المعدات، والسعودية تقدر ذلك".

ووصف العلاقة (بين البلدين) بأنها "في أقوى درجاتها على الإطلاق ونفهم بعضنا البعض".

وناقش الرئيس الأميركي مع بن سلمان التوتر مع إيران والحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، والتي تعرّضت لانتقادات في الكونغرس أثناء اجتماعهما، والمحادثات التي جرت في البيت الأبيض جزء من أول زيارة لولي العهد السعودي إلى الولايات المتحدة منذ أن أصبح ولياً للعهد في يونيو/ حزيران.

وقال ترامب الذي كان يجلس جنباً إلى جنب مع بن سلمان في المكتب البيضاوي "أصبحنا أصدقاء جيدين جداً خلال فترة قصيرة من الزمن، ووضعنا رسوماً توضيحية تُظهر نطاق عمليات الشراء السعودية للمعدات العسكرية الأميركية"، وما قال إنه "عدد الوظائف الأميركية التي توفرها"، بحسب ما نقلت "رويترز".

وقال ترامب للصحافيين، خلال جلسة تصوير مع ولي العهد، "العلاقة الآن ربما هي في أفضل أحوالها ولن تشهد على الأرجح سوى مزيد من التحسّن. هناك استثمارات هائلة في بلادنا وهذا يعني فرص عمل لعمالنا".

من جهته، أشاد بن سلمان، في حديث نادر باللغة الإنكليزية علناً، بالتحالف الأميركي السعودي.

وبيّن أن هناك تعاوناً بين بلاده والسعودية في مجال الدفاع، مشيراً إلى أن الرياض "تدفع جزءاً كبيراً من فاتورة الدفاع للشرق الأوسط بأكمله".

وتابع أن الشرق الأوسط بدأ يتغيّر، ولفت في هذا الصدد إلى أنه "استعدنا 100% من الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش في السابق".

وأردف: "وسوف نخرج من بعض المناطق التي أردنا الخروج منها ودول أخرى يمكنها أن تتولّى زمام الأمور هناك".

وأكد بن سلمان، خلال اللقاء، على "أن دعائم الصداقة بين البلدين قوية، وأن بلاده تعمل على خطة لاستثمار 200 مليار دولار في الولايات المتحدة، وتنفيذ المشروعات الذي تم الاتفاق عليها سابقاً، وقيمتها 400 مليار دولار".

وأردف: "نفذنا 50 % من اتفاقاتنا الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأميركية".

وبيّن أن التعاون بين البلدين وفّر أكثر من أربعة ملايين وظيفة بشكل مباشر أو غير مباشر في الولايات المتحدة، إلى جانب توفير وظائف في المملكة.

ومن المقرر أيضاً أن يتناول الأمير العشاء مع جاريد كوشنر، مستشار ترامب وزوج ابنته، إلى جانب جيسون غرينبلات، وهما الرجلان اللذان يشرفان على "جهود السلام" في الشرق الأوسط في إدارة ترامب. وتجمع بين الأمير محمد وكوشنر علاقة وثيقة تعرّضت، في بعض الأحيان، إلى انتقادات في واشنطن، بسبب تجاوزها القنوات الدبلوماسية المعتادة.

ومن المقرر أن يلتقي ولي العهد مع أعضاء في الكونغرس الأميركي، انتقد بعضهم الحملة السعودية في اليمن، لا سيما الوضع الإنساني والخسائر في صفوف المدنيين. وأشاد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل بالمملكة، وانتقد اليوم قراراً ضد التدخل الأميركي في الصراع في اليمن من المقرر طرحه للتصويت في وقت لاحق اليوم.

وقال السناتور بيرني ساندرز، أحد رعاة القرار، إن الولايات المتحدة، وهي مورد رئيسي للأسلحة إلى السعودية وتقدم الدعم الاستخباراتي واللوجستي للسعوديين في اليمن، يجب ألا تشارك في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ويقاتل التحالف الذي تقوده السعودية الحوثيين المتحالفين مع إيران الذين ينفون تلقّي أي مساعدة من طهران ويقولون إنهم يخوضون ثورة ضد سياسيين فاسدين وقوى خليجية تابعة للغرب. ومن المرجّح أيضاً مناقشة الحصار الذي تفرضه السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين على دولة قطر خلال الاجتماع.



ويقول مسؤولون أميركيون كبار إن ترامب يريد تسوية النزاع، وواشنطن هي المحطة الأولى في زيارة ولي العهد للولايات المتحدة، حيث سيجتمع مع رجال الأعمال والصناعة في الولايات المتحدة، سعياً لاجتذاب استثمارات. وتحرص إدارة ترامب على توقيع صفقات بمليارات الدولارات لمصلحة الشركات الأميركية.

(العربي الجديد)