ترامب بأريزونا: الجمع بين رغبات "الاستبلشمنت" وإرضاء القاعدة الانتخابية

وقد لاقى خطاب ترامب الليلة الماضية الذي أعلن خلاله عن الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان، وقراره مواصلة الحرب هناك وإرسال مزيد من الجنود الأميركيين إلى أرض المعركة للقضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي ومنع حركة طالبان من السيطرة على أفغانستان، ترحيبا كبيرا من "الاستبلشمنت" الجمهوري، فأشاد رئيس مجلس النواب، بول رايان بـ"الخطاب الناجح للرئيس" وأيده في ذلك الصقر الجمهوري في مجلس الشيوخ، السيناتور ليندسي غراهام.


في المقابل اعتبر موقع "بريبارت" اليميني، الذي عاد بانون إلى إدارته، أن استراتيجية ترامب في أفغانستان هي انقلاب على قاعدته الشعبية وخيانة لشعار "أميركا أولا" الذي رفعه خلال حملته الانتخابية. ووصف مقال نشره الموقع الناطق باسم ما يعرف باليمين القومي البديل أن التحول في خطاب ترامب إزاء أفغانستان والتراجع عن استراتيجية الانسحاب وإنهاء النزيف الأميركي البشري والمالي في الحرب الأفغانية هو انصياع كامل لإرادة الاستبلشمنت وجنرالات الجيش الأميركي.


ورغم الجدل الذي أثارته زيارة ترامب لأريزونا اليوم، والتي يعارضها السيناتور الجمهوري جون ماكين وعدد من مسؤولي وممثلي الولاية في الكونغرس، بسبب إعلان الرئيس عن دعم مرشحين من خارج الاستبلشمنت في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لاختيار مرشحي انتخابات الكونغرس النصفية العام المقبل، فإن التوقعات تشير إلى أن الرئيس سيحاول امتصاص الغضب الجمهوري من موقفه من مواجهات شارلوتسفيل العنصرية وفي نفس الوقت محاولة إرضاء القاعدة الشعبية التي انتخبته والتأكيد على التزامه بوعوده الانتخابية.


وفي تصريحات له اليوم أكد نائب الرئيس، مايك بينس، أن خطاب ترامب في أريزونا سيشدد على أجندة الإدارة الجديدة وكيفية إلغاء واستبدال برنامج الرعاية الصحية "أوباما كير" وإقرار الإصلاحات الضريبية. وأشاد بينس بالاستراتيجية الجديدة في أفغانستان وأشار إلى أنها تعطي صلاحيات واسعة للقيادة العسكرية الأميركية الموجودة في الميدان.