على شباك كشك للصحف الورقية في العاصمة اليمنية صنعاء، تبدو صورة زعيم مليشيا الحوثيين موحدة على صدر الصحافة في المدينة، لكنها لم تعد تجتذب القراء لاقتنائها.
انعكست سيطرة الحوثيين على صنعاء بعد اجتياحها بمساندة من قوات الرئيس المقتول علي عبدالله صالح في سبتمبر/ أيلول من العام 2014، على المشهد الإعلامي، وصارت تحمل طيفاً موحداً بعد مقتل صالح مطلع ديسمبر/ كانون الأول.
انعكست سيطرة الحوثيين على صنعاء بعد اجتياحها بمساندة من قوات الرئيس المقتول علي عبدالله صالح في سبتمبر/ أيلول من العام 2014، على المشهد الإعلامي، وصارت تحمل طيفاً موحداً بعد مقتل صالح مطلع ديسمبر/ كانون الأول.
توقف نشاط الصحف الأهلية والحزبية، باستثناء الموالية للحوثيين، كما ظهرت إذاعات جديدة تحض على قتال القوات الحكومية تحت شعارات "العدوان الداخلي". ومؤخراً، سيطرت مليشيا الحوثيين على وسائل إعلام "حزب المؤتمر" ووظفتها لصالح نشاطها الإعلامي والحربي، بعد موجة من الاقتحامات والاعتقالات التي طاولت صحافييها وناشطيها على مواقع التواصل الاجتماعي، إثر قتل علي عبدالله صالح.
وكان الحوثيون قد اقتحموا مقر المحطة في الثاني من ديسمبر/كانون الأول الحالي، بالتزامن مع المواجهات المسلحة مع قوات صالح، وما زالوا يسيطرون على مقرات إعلامية، تابعة لحزب "المؤتمر الشعبي العام"، الذي كان يرأسه صالح، بعد أن فرضوا سياستها التحريرية وألزموا القائمين عليها بذلك.
وأفرجت المليشيا عن عدد من صحافيي وعاملي تلفزيون "اليمن اليوم" بعد نحو 12 يوماً من اختطافهم واحتجازهم، فيما أجبرت آخرين على استمرار العمل في المحطة لحسابها الخاص. فيما تمكن صحافيون من حزب المؤتمر من الفرار من صنعاء، والنزوح إلى العاصمة المؤقتة عدن حيث مقر الحكومة الشرعية، هرباً من بطش الحوثيين ومعتقلاتهم.
كما حجبت المليشيا المسلحة مواقع التواصل الاجتماعي، والتراسل الفوري، قبل أن ترفع الحجب عنها، كما شددت الخناق على حرية النشر وهو الأمر الذي يخشاه الناشطون والصحافيون في صنعاء وعدد من المدن واضطروا إلى العزوف عن التدوين السياسي ومناقشة الأوضاع الداخلية.
قتل وتعذيب مستمر
لم يكن العام 2017 مختلفاً بالنسبة للصحافيين، فقد فقدت الساحة الإعلامية في اليمن بحسب تقارير حقوقية 3 صحافيين بقذيفة أطلقتها مليشيا الحوثيين في مدينة تعز (جنوب غرب البلاد) أثناء تغطيتهم للمعارك قرب القصر الجمهوري أواخر مايو/ أيار. وأشارت التقارير إلى أن عاملين في تلفزيون اليمن الحكومي الخاضع لسيطرة الحوثيين قتلوا وجرحوا في قصف جوي لطيران التحالف استهدف مقر المحطة شمالي صنعاء مطلع ديسمبر/ كانون الأول.
وتواصل مليشيا الحوثيين اختطاف 13 صحافياً في صنعاء ويواجهون تعذيباً جسدياً ونفسياً، إلى جانب صحافي في قبضة تنظيم القاعدة ما يزال مصيره مجهولاً في محافظة حضرموت (شرقي البلاد).
وقال الصحافي حسين الصوفي لـ"العربي الجديد"، "تعرض 49 زميلا للاختطاف والاعتقال بينهم الزميلان وحيد الصوفي ومحمد المقري المخفيان قسريا وليست لدينا أية معلومات عنهما".
وأضاف الصوفي الذي نزح إلى محافظة مأرب بسبب مطاردة الحوثيين له "التهديد والملاحقة وصلا إلى حد إطلاق النار على طفلة بعد اقتحام منزل والدها لمجرد أنه صحافي، وهذا الأمر يعكس حال الصحافي اليمني وما يعانيه". وانتقد أداء المنظمات الحقوقية بالقول "عام 2017 ربما هو عام الخذلان بحق الصحافي اليمني لأن المنظمات الصحافية في العالم باتت تتعامل مع الصحافيين في اليمن كأرقام لا كقضية".
وتابع "إذا أردنا توصيف ما جرى عام 2017 للصحافة فهو أشبه بمحاولة الإجهاز على جريح، أتوقع أن عام 2018 محمل بتراكمات أوجاع الثلاثة أعوام السابقة وربما حانت اللحظة لاختراق هذا الوجع واختراع موجة عكسية تنقذ البيئة الصحافية في اليمن".
وتقول تقارير صحافية إنها سجلت 13 حالة شروع بالقتل إلى جانب العديد من الانتهاكات التي تمارس ضد الصحافيين من قبل الحوثيين الذين يتصدرون قائمة المنتهكين من بينها الملاحقة والترهيب، وتعميم أسمائهم لدى الحواجز الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ومصادرة ممتلكاتهم، وإيقاف رواتبهم.
اقــرأ أيضاً
دروع بشرية
ظل الخطر يحدق بحياة الصحافيين المختطفين لدى الحوثيين في صنعاء، بعد أن اتخذتهم دروعاً بشرية ووضعتهم في سجون استحدثتها في مواقع عسكرية، كما حدث في مبنى الشرطة العسكرية في العاصمة.
وروى صحافي نجا من حادثة القصف التي طاولت سجناً في المبنى، لـ"العربي الجديد"، كيف دفع الحوثيون بمختطفين إلى داخل المبنى الذي تعرض للقصف في الثاني عشر من ديسمبر/ كانون الأول، الأمر الذي أودى بحياة العشرات من السجناء.
وقال الصحافي يوسف عجلان الذي أطلق سراحه ضمن صفقة لتبادل الأسرى مع الحكومة، إنه نجا بعد خروجه من سجن الشرطة العسكرية بصنعاء، إذ ظل لأيام داخل أحد عنابره إلى جانب العشرات قبل أن يطلق سراحه.
وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد": "الأيام التي عشتها في مبنى البحث الجنائي (سجن تابع لوزارة الداخلية) وكانت في البداية حوالي 26 يوماً كانت من الأيام الأكثر سوءا عندما كان معظم السجناء في الزنازين الانفرادية نشعر بالخوف والرعب والقلق".
وأشار إلى أن الحوثيين يبدؤون التحقيقات معهم منذ الساعة الثالثة عصراً (بتوقيت صنعاء، إلى ما بعد منتصف الليل ويتم استدعاؤهم، وعدد منهم يتعرضون للتعذيب أثناء التحقيق". وتابع "كنا ننتظر لمنتصف الليل أي ما بعد الساعة الثانية فجرا بفارغ الصبر لكي نخلد للنوم لأنه بعد ذلك لن يتم استدعاء أي أحد، وكانت الدقيقة تمر كأنها ساعة كاملة، وكان معظم من يعودون من التحقيق تظهر على أجسادهم آثار تعذيب".
عودة النشاط في مناطق الحكومة
بعد نحو عامين من سيطرة الحكومة الشرعية على مدينة عدن التي اتخذتها عاصمة مؤقتة للبلاد، استعادت وسائل الإعلام عافيتها واستأنفت نشاطها، وبدأت صحف أهلية وحكومية بطباعة أعدادها.
لكن هذه العودة، يسودها تعقيد في التحدي الأمني الذي يقف أمام السلطات الحكومية في المناطق المحررة، إذ لا تزال وسائل إعلام تتعرض لانتهاكات آخرها انفجار عبوة ناسفة قرب مبنى صحيفة أخبار اليوم الأهلية، واستمرار سيطرة مسلحين على مبنى نقابة الصحافيين في العاصمة المؤقتة عدن.
ويرى رئيس تحرير موقع "البعد الرابع" الصحافي ماجد الشعيبي أن مشكلة الإعلام في اليمن بشكل عام أنه أحد أهم تجليات المشهد السياسي والعسكري القائم في البلاد والذي لا يخلو من العشوائية والمحسوبية الذي يتسق مع المؤسسات القوية الموجودة حالياً.
وقال الشعيبي في حديث لـ"العربي الجديد"، إن توحش الحوثيين العسكري في شمال البلاد وسيطرته على العاصمة صنعاء كان أحد أهم إفرازاتها ومنها إصدار قرار بمنع صدور الصحف أو المطبوعات بدون مراجعتها من قبلها. وأضاف "بعد حملة الاعتقالات ومنع الإصدار والاقتحامات، ينهي الحوثيون حقبة الرأي والرأي الآخر الذي كان سائد هناك منذ سنوات حتى وإن ظل مقتصرا على بعض المؤسسات السياسية ومراكز القوى".
وأشار في ما يتعلق بالمناطق المحررة إلى أن "تجريف الوعي والثقافة" منذ سنوات في عدن ومناطق الجنوب، قد انعكس سلبا على واقع الصحافة الهشة المتواجدة حاليا والتي وان ظلت تعمل وتمارس حرية الصحافة إلا أنها تعمل على تشويه الصحافة وحرية الرأي لكونها تعمل بشكل ممنهج يخدم طرفاً بعينه وتقدم خطابا مضادا للطرف الآخر".
وقال الشعيبي "هناك حريات للصحافة في عدن والجنوب ويمارس الصحافيون حياتهم ومهامهم على نحو جيد، غير أن تجريف الوعي بالإضافة إلى تركة الحرب القاسية لم تق الصحافيين من بعض الضربات التي تستهدف حياتهم بسبب تبنيهم لوجة نظر معينة.
لكن الشعيبي انتقد الدور الذي ما زال يسود المشهد الإعلامي في جنوب البلاد، وقال إنها لا تؤدي دورها المجتمعي بالشكل المطلوب واقتصر دورها على نقل الأخبار وافتعال الأزمات المناطقية والسياسية، وليس لها أي دور إيجابي في ترشيد الوعي العام. وتابع "الجنوب الآن وفي ظل الوضع السياسي المعقد والمتباين بين أكثر من طرف قد يدفع الصحافي حياته في حالة تبنيه موقفا معينا سياسيا أو دينيا مختلفا عن الآخر، لكننا مع هذا نطمح أن يشكل الصحافيون الشرفاء دورًا إيجابيًا في تشكيل أي رابطة صحافية أو إعادة إحياء لفرع نقابة الصحافيين اليمنيين لنضمن إعادة تعريف الصحافة وحرية الرأي وحدودها والاتفاق على ميثاق شرف يلتزم به جميع العاملين في الحقل الإعلامي".
اقــرأ أيضاً
وكان الحوثيون قد اقتحموا مقر المحطة في الثاني من ديسمبر/كانون الأول الحالي، بالتزامن مع المواجهات المسلحة مع قوات صالح، وما زالوا يسيطرون على مقرات إعلامية، تابعة لحزب "المؤتمر الشعبي العام"، الذي كان يرأسه صالح، بعد أن فرضوا سياستها التحريرية وألزموا القائمين عليها بذلك.
وأفرجت المليشيا عن عدد من صحافيي وعاملي تلفزيون "اليمن اليوم" بعد نحو 12 يوماً من اختطافهم واحتجازهم، فيما أجبرت آخرين على استمرار العمل في المحطة لحسابها الخاص. فيما تمكن صحافيون من حزب المؤتمر من الفرار من صنعاء، والنزوح إلى العاصمة المؤقتة عدن حيث مقر الحكومة الشرعية، هرباً من بطش الحوثيين ومعتقلاتهم.
كما حجبت المليشيا المسلحة مواقع التواصل الاجتماعي، والتراسل الفوري، قبل أن ترفع الحجب عنها، كما شددت الخناق على حرية النشر وهو الأمر الذي يخشاه الناشطون والصحافيون في صنعاء وعدد من المدن واضطروا إلى العزوف عن التدوين السياسي ومناقشة الأوضاع الداخلية.
قتل وتعذيب مستمر
لم يكن العام 2017 مختلفاً بالنسبة للصحافيين، فقد فقدت الساحة الإعلامية في اليمن بحسب تقارير حقوقية 3 صحافيين بقذيفة أطلقتها مليشيا الحوثيين في مدينة تعز (جنوب غرب البلاد) أثناء تغطيتهم للمعارك قرب القصر الجمهوري أواخر مايو/ أيار. وأشارت التقارير إلى أن عاملين في تلفزيون اليمن الحكومي الخاضع لسيطرة الحوثيين قتلوا وجرحوا في قصف جوي لطيران التحالف استهدف مقر المحطة شمالي صنعاء مطلع ديسمبر/ كانون الأول.
وتواصل مليشيا الحوثيين اختطاف 13 صحافياً في صنعاء ويواجهون تعذيباً جسدياً ونفسياً، إلى جانب صحافي في قبضة تنظيم القاعدة ما يزال مصيره مجهولاً في محافظة حضرموت (شرقي البلاد).
وقال الصحافي حسين الصوفي لـ"العربي الجديد"، "تعرض 49 زميلا للاختطاف والاعتقال بينهم الزميلان وحيد الصوفي ومحمد المقري المخفيان قسريا وليست لدينا أية معلومات عنهما".
وأضاف الصوفي الذي نزح إلى محافظة مأرب بسبب مطاردة الحوثيين له "التهديد والملاحقة وصلا إلى حد إطلاق النار على طفلة بعد اقتحام منزل والدها لمجرد أنه صحافي، وهذا الأمر يعكس حال الصحافي اليمني وما يعانيه". وانتقد أداء المنظمات الحقوقية بالقول "عام 2017 ربما هو عام الخذلان بحق الصحافي اليمني لأن المنظمات الصحافية في العالم باتت تتعامل مع الصحافيين في اليمن كأرقام لا كقضية".
وتابع "إذا أردنا توصيف ما جرى عام 2017 للصحافة فهو أشبه بمحاولة الإجهاز على جريح، أتوقع أن عام 2018 محمل بتراكمات أوجاع الثلاثة أعوام السابقة وربما حانت اللحظة لاختراق هذا الوجع واختراع موجة عكسية تنقذ البيئة الصحافية في اليمن".
وتقول تقارير صحافية إنها سجلت 13 حالة شروع بالقتل إلى جانب العديد من الانتهاكات التي تمارس ضد الصحافيين من قبل الحوثيين الذين يتصدرون قائمة المنتهكين من بينها الملاحقة والترهيب، وتعميم أسمائهم لدى الحواجز الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ومصادرة ممتلكاتهم، وإيقاف رواتبهم.
دروع بشرية
ظل الخطر يحدق بحياة الصحافيين المختطفين لدى الحوثيين في صنعاء، بعد أن اتخذتهم دروعاً بشرية ووضعتهم في سجون استحدثتها في مواقع عسكرية، كما حدث في مبنى الشرطة العسكرية في العاصمة.
وروى صحافي نجا من حادثة القصف التي طاولت سجناً في المبنى، لـ"العربي الجديد"، كيف دفع الحوثيون بمختطفين إلى داخل المبنى الذي تعرض للقصف في الثاني عشر من ديسمبر/ كانون الأول، الأمر الذي أودى بحياة العشرات من السجناء.
وقال الصحافي يوسف عجلان الذي أطلق سراحه ضمن صفقة لتبادل الأسرى مع الحكومة، إنه نجا بعد خروجه من سجن الشرطة العسكرية بصنعاء، إذ ظل لأيام داخل أحد عنابره إلى جانب العشرات قبل أن يطلق سراحه.
وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد": "الأيام التي عشتها في مبنى البحث الجنائي (سجن تابع لوزارة الداخلية) وكانت في البداية حوالي 26 يوماً كانت من الأيام الأكثر سوءا عندما كان معظم السجناء في الزنازين الانفرادية نشعر بالخوف والرعب والقلق".
وأشار إلى أن الحوثيين يبدؤون التحقيقات معهم منذ الساعة الثالثة عصراً (بتوقيت صنعاء، إلى ما بعد منتصف الليل ويتم استدعاؤهم، وعدد منهم يتعرضون للتعذيب أثناء التحقيق". وتابع "كنا ننتظر لمنتصف الليل أي ما بعد الساعة الثانية فجرا بفارغ الصبر لكي نخلد للنوم لأنه بعد ذلك لن يتم استدعاء أي أحد، وكانت الدقيقة تمر كأنها ساعة كاملة، وكان معظم من يعودون من التحقيق تظهر على أجسادهم آثار تعذيب".
عودة النشاط في مناطق الحكومة
بعد نحو عامين من سيطرة الحكومة الشرعية على مدينة عدن التي اتخذتها عاصمة مؤقتة للبلاد، استعادت وسائل الإعلام عافيتها واستأنفت نشاطها، وبدأت صحف أهلية وحكومية بطباعة أعدادها.
لكن هذه العودة، يسودها تعقيد في التحدي الأمني الذي يقف أمام السلطات الحكومية في المناطق المحررة، إذ لا تزال وسائل إعلام تتعرض لانتهاكات آخرها انفجار عبوة ناسفة قرب مبنى صحيفة أخبار اليوم الأهلية، واستمرار سيطرة مسلحين على مبنى نقابة الصحافيين في العاصمة المؤقتة عدن.
ويرى رئيس تحرير موقع "البعد الرابع" الصحافي ماجد الشعيبي أن مشكلة الإعلام في اليمن بشكل عام أنه أحد أهم تجليات المشهد السياسي والعسكري القائم في البلاد والذي لا يخلو من العشوائية والمحسوبية الذي يتسق مع المؤسسات القوية الموجودة حالياً.
وقال الشعيبي في حديث لـ"العربي الجديد"، إن توحش الحوثيين العسكري في شمال البلاد وسيطرته على العاصمة صنعاء كان أحد أهم إفرازاتها ومنها إصدار قرار بمنع صدور الصحف أو المطبوعات بدون مراجعتها من قبلها. وأضاف "بعد حملة الاعتقالات ومنع الإصدار والاقتحامات، ينهي الحوثيون حقبة الرأي والرأي الآخر الذي كان سائد هناك منذ سنوات حتى وإن ظل مقتصرا على بعض المؤسسات السياسية ومراكز القوى".
وأشار في ما يتعلق بالمناطق المحررة إلى أن "تجريف الوعي والثقافة" منذ سنوات في عدن ومناطق الجنوب، قد انعكس سلبا على واقع الصحافة الهشة المتواجدة حاليا والتي وان ظلت تعمل وتمارس حرية الصحافة إلا أنها تعمل على تشويه الصحافة وحرية الرأي لكونها تعمل بشكل ممنهج يخدم طرفاً بعينه وتقدم خطابا مضادا للطرف الآخر".
وقال الشعيبي "هناك حريات للصحافة في عدن والجنوب ويمارس الصحافيون حياتهم ومهامهم على نحو جيد، غير أن تجريف الوعي بالإضافة إلى تركة الحرب القاسية لم تق الصحافيين من بعض الضربات التي تستهدف حياتهم بسبب تبنيهم لوجة نظر معينة.
لكن الشعيبي انتقد الدور الذي ما زال يسود المشهد الإعلامي في جنوب البلاد، وقال إنها لا تؤدي دورها المجتمعي بالشكل المطلوب واقتصر دورها على نقل الأخبار وافتعال الأزمات المناطقية والسياسية، وليس لها أي دور إيجابي في ترشيد الوعي العام. وتابع "الجنوب الآن وفي ظل الوضع السياسي المعقد والمتباين بين أكثر من طرف قد يدفع الصحافي حياته في حالة تبنيه موقفا معينا سياسيا أو دينيا مختلفا عن الآخر، لكننا مع هذا نطمح أن يشكل الصحافيون الشرفاء دورًا إيجابيًا في تشكيل أي رابطة صحافية أو إعادة إحياء لفرع نقابة الصحافيين اليمنيين لنضمن إعادة تعريف الصحافة وحرية الرأي وحدودها والاتفاق على ميثاق شرف يلتزم به جميع العاملين في الحقل الإعلامي".