لا تزال الإيرادات تهجر شباك تذاكر أفلام هاني رمزي. ظهر هذا بقوّة في فيلمه الجديد "قسطي بيوجعني" (تأليف إيهاب لمعي، تمثيل مايا نصري وحسن حسني ومصطفى أبو سريع)، بحصوله على المركز الأخير، رغم أنّ الأفلام المنافسة تخلو من نجوم الصف الأول، إذْ حقّق إيرادات تبلغ 600 ألف جنيه مصري فقط. أما "علي بابا" لوليد الحلفاوي (تأليف وتمثيل كريم فهمي، آيتن عامر وصبري فواز ودارين حداد ومحمد ثروت)، فاحتلّ المركز الأول، بتحقيقه 7 ملايين و500 ألف جنيه مصري، تلاه مباشرة في المركز الثاني "نورت مصر" لشادي علي (تأليف وليد يوسف، تمثيل بيومي فؤاد وهشام إسماعيل ومحمد ثروت)، الذي حقّق في أسبوعيه الأولين مليوني جنيه مصري.
لن يمرّ هذا الموسم على هاني رمزي مرور الكرام، إذْ لا بُدّ من الإجابة عن تسؤالات عديدة، أبرزها اثنان: لماذا تفوّق بيومي فؤاد عليه؟ وكيف يتفوّق ممثلٌ لم يُصنَّف لغاية اليوم من ممثلي الصف الأول؟ للإجابة عنهما، تُمكن العودة إلى "المشوار الفني" لهاني رمزي، والتنبّه إلى خريطة إيرادات أفلامه. فأول بطولة مطلقة له كانت في "جواز بقرار جمهوري" (2001) لخالد يوسف (تأليف محسن الجلاد، مع حنان ترك وسعيد صالح)، الذي حقّق نحو مليوني جنيه مصري، فكان رقمًا معقولاً لأول بطولة مطلقة. البطولة الثانية له عرفت نجاحًا كبيرًا: "صعيدي رايح جاي" (2001) لمحمد فاضل (تأليف محمد صفاء عامر، تمثيل نادين وإنعام سالوسة وماجد الكدواني) الذي حقّق إيرادات مرتفعة، بلغت 10 ملايين جنيه مصري.
غير أنّ هاني رمزي لم يحافظ على هذا النجاح، فهبطت إيرادات بطولته الثالثة إلى 5 ملايين جنيه مصري، في "محامي خلع" (2002) لمحمد ياسين (تأليف وحيد حامد، مع داليا البحيري وعلا غانم ووحيد سيف). لم يتمكّن رمزي من إيقاف التراجع في إيرادات أفلامه، فتوالت الخسائر: بلغت إيرادات فيلمه الرابع "عايز حقّي" (2003) لأحمد نادر جلال (تأليف طارق عبد الجليل، مع هند صبري وعصام كاريكا وحجاج عبد العظيم) 3 ملايين و181 ألف جنيه مصري.
ثم حصل أن ارتفعت الإيرادات، بفضل فيلمه الخامس "غبي منه فيه" (2004) لأحمد عبدالله مؤلّفه أيضًا (مع نيلي كريم وحسن حسني وطلعت زكريا)، الذي حقّق 5 ملايين و210 آلاف جنيه مصري. واستقرّت الإيرادات، مرة أخرى، في "السيد أبو العربي" (2005) لمحسن أحمد (تأليف عبد الجليل أيضًا، مع منة شلبي وصلاح عبدالله)، عند 5 ملايين جنيه مصري.
أما "ظاظا رئيس جمهورية" (2006) لعلي عبد الخالق (تأليف طارق عبد الجليل، تمثيل زينة وكمال الشناوي وأميرة فتحي)، فحقّق 3 ملايين ونصف مليون جنيه مصري. واستمرّ التذبذب، مع تحقيق "أسد و4 قطط" (2007) لسامح عبد العزيز (تأليف سامح سر الختم، تمثيل فريق "فور كاتس" وحسن حسني) مليوني جنيه مصري.
تمكّن "نمس بوند" (2009) لأحمد البدري (مع دولي شاهين وأحمد راتب ولطفي لبيب) من إعادة الاعتبار إلى إيرادات أفلام هاني رمزي، بتحقيقه 5 ملايين جنيه مصري، قبل أن يرفعها مجدّدًا "الرجل الغامض بسلامته" (2010) لمحسن أحمد (تأليف بلال فضل، تمثيل نيلي كريم ومروة حسن)، بتحقيقه 8 ملايين جنيه مصري. ثم جاء دور "سامي أكسيد الكربون" (2011) لأكرم فريد (تأليف محمد النبوي، تمثيل درة وإدوارد)، الذي حقّق الإيرادات نفسها: 8 ملايين جنيه مصري أيضًا.
اقــرأ أيضاً
لاحقًا، ظلّت الإيرادات تتراجع: "توم وجيمي" (2013) للثنائي فريد والنبوي أيضًا (مليون جنيه مصري)، ثم "نوم التلات" (2015) لإيهاب لمعي (تأليف فادي أبو السعود)، محقّقا مليون جنيه مصري أيضًا. ورغم فشله، تعاون هاني رمزي مجدّدًا مع لمعي في "قسطي بيوجعني"، ولم يكتفِ لمعي بالإخراج بل كتبه أيضًا، ودفع زوجته مايا نصري إلى تأدية دور البطولة المشتركة فيه مع رمزي. النتيجة؟ عرف الفيلم فشلاً ذريعًا، وتفوّق على هاني رمزي ممثلون منافسون لم ينالوا شهرته ومكانته الفنية.
في هذا "المشوار الفني"، نكتشف تذبذب إيرادات الأفلام، وصولاً إلى الانخفاض الكبير. سبب ذلك كامنٌ في عدم استقرار عمله مع فريق واحد، والاستعانة بأفراد فشل في العمل معهم سابقًا. بالإضافة إلى عدم تجديد أدائه الفني، إذْ معروف أنّ عمر الفنان الكوميدي قصير، وهذا ما لم ينتبه إليه رمزي، فلم يُطوِّر أداءه، أو يتعاون مع أشخاص ناجحين لتحقيق أفلامه، كي يطول عمره الكوميدي.
أما لماذا تفوّق عليه بيومي فؤاد، فهذا عائدٌ إلى تعاون الأخير مع فنانين كوميديين لا يزال الجمهور يقبلهم، ولأن هاني رمزي ينتمي إلى مدرسة تقول إن "بطل" الفيلم يحتكر "الإفيهات". في فيلمه الجديد، اضّطر إلى الاستعانة بالفنان الكوميدي الشاب مصطفى أبو سريع، لكن مساحة الكوميديا في دوره محدودة.
كما أثّرت اختياراته الدرامية السيئة على مسيرته الفنية، إذْ خاض تجارب درامية لم تنل نجاحًا يُذكر، كالمسلسل التلفزيوني "ابن النظام" (2012) لأشرف سالم (تأليف مهدي يوسف، تمثيل أميرة فتحي ومحمد سلام)، وهو آخر مسلسل يمثِّل فيه رمزي دور البطولة. هذا الفشل الدرامي أثّر على إيرادات أفلام هاني رمزي، بالإضافة إلى "برامج المقالب" التي قدّمها في الآونة الأخيرة، والانتقادات الموجَّهة إليه من قبل الإعلام والجمهور عاملٌ إضافي على انخفاض الإيرادات.
إيرادات هاني رمزي، المنخفضة إلى أقلّ من مليون جنيه مصري، تعكس فقدان بريقه كممثل كوميدي. وبدلاً من بحثه عن أسباب ذلك، يُكرّر أخطاءه نفسها، ويُعلن أنه يُفكِّر في تحقيق جزء جديد من "غبي منه وفيه".
لن يمرّ هذا الموسم على هاني رمزي مرور الكرام، إذْ لا بُدّ من الإجابة عن تسؤالات عديدة، أبرزها اثنان: لماذا تفوّق بيومي فؤاد عليه؟ وكيف يتفوّق ممثلٌ لم يُصنَّف لغاية اليوم من ممثلي الصف الأول؟ للإجابة عنهما، تُمكن العودة إلى "المشوار الفني" لهاني رمزي، والتنبّه إلى خريطة إيرادات أفلامه. فأول بطولة مطلقة له كانت في "جواز بقرار جمهوري" (2001) لخالد يوسف (تأليف محسن الجلاد، مع حنان ترك وسعيد صالح)، الذي حقّق نحو مليوني جنيه مصري، فكان رقمًا معقولاً لأول بطولة مطلقة. البطولة الثانية له عرفت نجاحًا كبيرًا: "صعيدي رايح جاي" (2001) لمحمد فاضل (تأليف محمد صفاء عامر، تمثيل نادين وإنعام سالوسة وماجد الكدواني) الذي حقّق إيرادات مرتفعة، بلغت 10 ملايين جنيه مصري.
غير أنّ هاني رمزي لم يحافظ على هذا النجاح، فهبطت إيرادات بطولته الثالثة إلى 5 ملايين جنيه مصري، في "محامي خلع" (2002) لمحمد ياسين (تأليف وحيد حامد، مع داليا البحيري وعلا غانم ووحيد سيف). لم يتمكّن رمزي من إيقاف التراجع في إيرادات أفلامه، فتوالت الخسائر: بلغت إيرادات فيلمه الرابع "عايز حقّي" (2003) لأحمد نادر جلال (تأليف طارق عبد الجليل، مع هند صبري وعصام كاريكا وحجاج عبد العظيم) 3 ملايين و181 ألف جنيه مصري.
ثم حصل أن ارتفعت الإيرادات، بفضل فيلمه الخامس "غبي منه فيه" (2004) لأحمد عبدالله مؤلّفه أيضًا (مع نيلي كريم وحسن حسني وطلعت زكريا)، الذي حقّق 5 ملايين و210 آلاف جنيه مصري. واستقرّت الإيرادات، مرة أخرى، في "السيد أبو العربي" (2005) لمحسن أحمد (تأليف عبد الجليل أيضًا، مع منة شلبي وصلاح عبدالله)، عند 5 ملايين جنيه مصري.
أما "ظاظا رئيس جمهورية" (2006) لعلي عبد الخالق (تأليف طارق عبد الجليل، تمثيل زينة وكمال الشناوي وأميرة فتحي)، فحقّق 3 ملايين ونصف مليون جنيه مصري. واستمرّ التذبذب، مع تحقيق "أسد و4 قطط" (2007) لسامح عبد العزيز (تأليف سامح سر الختم، تمثيل فريق "فور كاتس" وحسن حسني) مليوني جنيه مصري.
تمكّن "نمس بوند" (2009) لأحمد البدري (مع دولي شاهين وأحمد راتب ولطفي لبيب) من إعادة الاعتبار إلى إيرادات أفلام هاني رمزي، بتحقيقه 5 ملايين جنيه مصري، قبل أن يرفعها مجدّدًا "الرجل الغامض بسلامته" (2010) لمحسن أحمد (تأليف بلال فضل، تمثيل نيلي كريم ومروة حسن)، بتحقيقه 8 ملايين جنيه مصري. ثم جاء دور "سامي أكسيد الكربون" (2011) لأكرم فريد (تأليف محمد النبوي، تمثيل درة وإدوارد)، الذي حقّق الإيرادات نفسها: 8 ملايين جنيه مصري أيضًا.
لاحقًا، ظلّت الإيرادات تتراجع: "توم وجيمي" (2013) للثنائي فريد والنبوي أيضًا (مليون جنيه مصري)، ثم "نوم التلات" (2015) لإيهاب لمعي (تأليف فادي أبو السعود)، محقّقا مليون جنيه مصري أيضًا. ورغم فشله، تعاون هاني رمزي مجدّدًا مع لمعي في "قسطي بيوجعني"، ولم يكتفِ لمعي بالإخراج بل كتبه أيضًا، ودفع زوجته مايا نصري إلى تأدية دور البطولة المشتركة فيه مع رمزي. النتيجة؟ عرف الفيلم فشلاً ذريعًا، وتفوّق على هاني رمزي ممثلون منافسون لم ينالوا شهرته ومكانته الفنية.
في هذا "المشوار الفني"، نكتشف تذبذب إيرادات الأفلام، وصولاً إلى الانخفاض الكبير. سبب ذلك كامنٌ في عدم استقرار عمله مع فريق واحد، والاستعانة بأفراد فشل في العمل معهم سابقًا. بالإضافة إلى عدم تجديد أدائه الفني، إذْ معروف أنّ عمر الفنان الكوميدي قصير، وهذا ما لم ينتبه إليه رمزي، فلم يُطوِّر أداءه، أو يتعاون مع أشخاص ناجحين لتحقيق أفلامه، كي يطول عمره الكوميدي.
أما لماذا تفوّق عليه بيومي فؤاد، فهذا عائدٌ إلى تعاون الأخير مع فنانين كوميديين لا يزال الجمهور يقبلهم، ولأن هاني رمزي ينتمي إلى مدرسة تقول إن "بطل" الفيلم يحتكر "الإفيهات". في فيلمه الجديد، اضّطر إلى الاستعانة بالفنان الكوميدي الشاب مصطفى أبو سريع، لكن مساحة الكوميديا في دوره محدودة.
كما أثّرت اختياراته الدرامية السيئة على مسيرته الفنية، إذْ خاض تجارب درامية لم تنل نجاحًا يُذكر، كالمسلسل التلفزيوني "ابن النظام" (2012) لأشرف سالم (تأليف مهدي يوسف، تمثيل أميرة فتحي ومحمد سلام)، وهو آخر مسلسل يمثِّل فيه رمزي دور البطولة. هذا الفشل الدرامي أثّر على إيرادات أفلام هاني رمزي، بالإضافة إلى "برامج المقالب" التي قدّمها في الآونة الأخيرة، والانتقادات الموجَّهة إليه من قبل الإعلام والجمهور عاملٌ إضافي على انخفاض الإيرادات.
إيرادات هاني رمزي، المنخفضة إلى أقلّ من مليون جنيه مصري، تعكس فقدان بريقه كممثل كوميدي. وبدلاً من بحثه عن أسباب ذلك، يُكرّر أخطاءه نفسها، ويُعلن أنه يُفكِّر في تحقيق جزء جديد من "غبي منه وفيه".