تراجع أسعار الأضاحي يعمق خسائر الفلاحين المصريين

04 اغسطس 2019
خسائر متزايدة لمربي المواشي (الأناضول)
+ الخط -
هبطت أسعار الأضاحي في الأسواق المصرية هذا العام بمتوسط 20 في المائة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، نتيجة زيادة المعروض عن الطلب، في الوقت الذي تواصل فيه أسعار الأعلاف ارتفاعها، وهو ما أدى إلى تعرض الفلاحين والمربّين لخسائر جمّة.

ويقول خيري سلامة، مربي وتاجر مواشي، إنه كان من المفترض انتعاش حركة الأسواق هذه الأيام قبيل عيد الأضحى، لكن الركود هو سيد الموقف، فالمعروض أكثر من الطلب بأضعاف، رغم تراجع الأسعار عن العام الماضي بمتوسط 10 جنيهات (الدولار يساوي 16.53 جنيهاً) في كل كيلوغرام.

ويضيف سلامة لـ "العربي الجديد": "طبقاً لهذه الأسعار فالفلاح أو المربي يخسر في كل عجل ما لا يقل عن 7 آلاف جنيه، بخلاف مجهوده في التربية". ويلفت إلى أن هذا الواقع يضطر المربي إلى عرض المواشي بأسعار لا تغطي الأكلاف، أما من لديه ملاءة مالية تمكنه من مواجهة تقلبات السوق، فيحتفظ بمواشيه رغم ارتفاع تكلفة العلف، على أمل تحسن أوضاع السوق.

ويؤكد أحد الجزارين لـ "العربي الجديد"، تراجع أعداد المضحّين هذا العام بنسبة لا تقل عن 50 في المائة، رغم تراجع أسعار الأضاحي، مرجعاً الأسباب إلى ضعف القدرة المالية لمعظم الأسر المصرية، نتيجة ارتفاع أسعار كافة السلع، مع ضغوط الدروس الخصوصية، ومرحلة الأعياد ومن بعدها بدء الموسم الدراسي.

ويوضح أحمد محمد، تاجر مواشي ومربي، أنه نتيجة حركة الركود القاتلة التي تضرب أسواق المواشي، توقف 75 في المائة من صغار التجار عن العمل، بسبب عدم تحمل قدراتهم المالية تقلبات السوق، ومنهم من اضطر للعمل على "توكتوك" لسداد نفقات المعيشة، وعشرات التجار يعملون الآن بالجزارة، لتعويض بعض من خسائرهم. ويحذر من أن معظم الذبائح الآن هي من الإناث لرخص سعرها عن الذكور، وهو ما يعرض الثروة الحيوانية في مصر لخطر محدق خلال الفترة المقبلة.

وتتزايد معاناة المصريين بسبب ارتفاع نسبة التضخم، وضعف قدرته الشرائية. وأعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر (رسمي)، ارتفاع معدل الفقر في البلاد خلال العام المالي 2017-2018 إلى 32.5 في المائة، مقابل 27.8 في المائة خلال العام المالي 2015-2016.

في حين أكد البنك الدولي في تقرير له في مايو/ أيار الماضي، أن "30 في المائة من المصريين تحت خط الفقر، وأن 60 في المائة إما فقراء وإما عرضة له". ويحدد البنك الدولي في مؤشراته، إنفاق 1.9 دولار في اليوم حداً للفقر المدقع.
دلالات
المساهمون