تدنيس نصب تذكاري لعبد الرحمن اليوسفي يثير جدلاً بالمغرب

01 يونيو 2020
توفي اليوسفي الجمعة (Getty)
+ الخط -
أثار حادث تدنيس النصب التذكاري للشارع الذي يحمل اسم قائد حكومة التناوب التوافقي في المغرب، الراحل عبد الرحمن اليوسفي، بمدينة طنجة (شمال المغرب)، أمس الأحد، من قبل مجهولين، جدلا واسعا بالمغرب، وصل إلى حد توجيه اتهامات بـ"التحريض" إلى القيادي البارز في حزب العدالة والتنمية الحاكم، عبد العالي حامي الدين.

ودانت الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب، الإثنين، بشدة ما وصفته بـ "العمل التخريبي الإجرامي للنصب التذكاري للشارع الذي يحمل اسم الوزير الأول السابق، معتبرة أنه "عمل جرمي يستهدف الاعتراض على قرار الدولة في شخص رئيسها، والذي ناب عن المواطنين والمواطنات، في تجسيد الاحتفاء والتكريم المستحق للمناضل المرحوم عبد الرحمن اليوسفي".
وتأسّست الجبهة في شهر سبتمبر/أيلول 2016، وتهدف أساسا إلى مناهضة التطرف في جميع أشكاله والعمل على الوقاية من انتشاره في المجتمع المغربي، إضافة إلى التركيز على مجابهة خطاب التطرف الديني السائد حاليا وغيره من نزوعات التطرف وما يحرض على مصادرة حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الحياة وحقوق المرأة والحق في الاختلاف الذي وصل إلى حد تكفير كل من يتبنى الاختيار الديمقراطي، بحسب ما ورد في البيان التأسيسي للجبهة.

وقالت الجبهة، في بيان وصل إلى "العربي الجديد": "يعكس هذا الهجوم الجبان تحريضا واضحا على الكراهية بات حملة ممنهجة منذ ترأس أحد تيارات الإسلام السياسي الأغلبية الحكومية ضد كل من يخالف هذا التيار الرأي، وذلك من خلال حملات الشيطنة والتحقير والوصم التي يتزعمها أعضاء قياديون في حركات وهيئات الإسلام السياسي التي تنضوي أو تساند حركات تنظر وتدعم الإرهاب مثل ما قام به أخيرا، عبد العالي حامي الدين وإدريس الكنبوري، حين قارنا تاريخ المناضل مع رئيس الحكومة الأسبق في مفارقة غريبة".

وخلف مشهد تدنيس النُّصُب الذي يحمل اسم شارع اليوسفي، الذي توفي الجمعة، ردود فعل مستنكرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما فتحت الشرطة المغربية تحقيقا معمقا للوصول إلى هوية مرتكبي الفعل.

وفيما لم يصدر أي موقف رسمي عن حزب العدالة والتنمية، رفض الباحث في الشؤون الإسلامية، إدريس الكنبوري، اتهامه بالتحريض على الراحل اليوسفي، وقال: "لقد هالني بالفعل الزج باسمي الشخصي الذي أكتب به وأُعرف به بين المواطنين، وأنشر به مقالاتي وكتبي، لأن ذلك يعد تحريضا حقيقيا ومباشرا، وتمييزا تجاهي، يمكن أن أتعرض بسببه للانتقام من بعض المتطرفين من التيار المؤسس للجبهة، أو من المتعاطفين معهم".

وأوضح، في بيان وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، أن "ما كتبته في حق اليوسفي يدخل ضمن مزاولة حريتي الشخصية، كصحافي سابق عاش مرحلة حكومة التناوب التي تولاها اليوسفي، وكتب عنها في المنابر الوطنية والعربية والدولية وقتها، مما لا يزال شاهدا على مواقفي من تلك التجربة، وكذلك كمفكر وروائي لا علاقة له بالعمل الحزبي المباشر، اللهم العمل السياسي الذي يخوله الدستور لكل مواطن، والذي أمارسه من خلال مواقفي الفكرية والثقافية، بالتزام وطني وخارج أي التزام حزبي".

وأضاف: "مكمن الاستغراب ربط التعبير عن الرأي بالكراهية، فأي كراهية في تعبير مثقف مغربي عن رأيه كمواطن كامل المواطنة؟ وإذا كان هذا التيار المقصود به حزب العدالة والتنمية كحزب سياسي وطني يمارس الإرهاب، فهل صوت المغاربة عام 2011 للإرهابيين؟ وهل الدعم الذي قدمه جلالة الملك محمد السادس حفظه الله للحكومة كان رعاية للإرهاب؟ وهل العناية الشخصية الكريمة التي لا يزال جلالته يحيط بها رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران عناية بشخص إرهابي؟".

دلالات
المساهمون