ويعتبر الجسر الثاني، المعروف باسم الجسر القديم الذي شيّد بعهد الملك فيصل الأول إبان العهد الملكي في العراق، مطلع القرن الماضي، آخر جسور الموصل التي تربط الساحل الأيسر الشرقي للمدينة مع ساحلها الأيمن الجنوبي، وبذلك تكون المدينة المؤلفة من ساحلين قد انفصلت بشكل تام.
وقال ضابط بجهاز مكافحة الإرهاب العراقي، ويدعى النقيب أحمد سعدي، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات إضافية جديدة وصلت إلى الأحياء الشرقية لضمان استمرارية المعركة"، مبينا أن أكثر من 30 ألف جندي وعنصر قوات خاصة تم الدفع بهم إلى الأحياء الشرقية من المدينة، ومبرزا أن "القتال يجري بشكل مستمر منذ فجر اليوم بلا توقف".
لفت سعدي إلى أن "عمليات القتال تجري بين الأزقة والبيوت والأفرع الضيقة، وهذا تطور جديد لم نعتد عليه سابقا، لكن نحاول أن نحرز تقدما مهما كلف الثمن"، مؤكدا وجود مدنيين داخل المنازل في الأحياء التي تشهد معارك، وهي الانتصار والبكر والشقق والقادسية وجديدة المفتي، فضلا عن "اشتباكات أخرى، لكن على نحو أقل في أحياء أخرى".
ولا تزال المعارك بمنطقة البو سيف بالمحور الجنوبي الملاصقة لمطار الموصل الدولي مستمرة لليوم الثاني على التوالي، لكن بشكل متقطع.
وأكدت مصادر من داخل الموصل أن التواصل بين الساحلين الأيمن والأيسر انقطع تماما، إلا من الزوارق التي تعبر دجلة وهي عرضه للقصف أيضا، مؤكدة أن "القصف أوقف مشروع ضخ الماء للمنازل، كما أدى أحد الصواريخ إلى قطع التيار الكهربائي عن المدينة بالكامل".
وفقا لمصادر عسكرية عراقية، فإن الطيران الأميركي نفذ أكثر من 20 ضربة جوية على مناطق وأحياء مختلفة بالموصل، أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين.
إلى ذلك، أوضحت مصادر طبية عراقية من داخل مستشفى الموصل العام ارتفاع عدد الضحايا المدنيين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى 71 قتيلا وجريحا، جراء القصف الجوي والصاروخي على المدينة.
وأوضحت المصادر الطبية أن "عدد الضحايا أكبر بكثير، لكنْ هناك مدنيون عجزت فرق الإخلاء عن انتشال جثثهم، بسبب حدة القصف أو الاشتباكات في الأحياء الشرقية للموصل".