دشن سكان بلدة بني فرج بولاية جيجل، شرق الجزائر، أمس الجمعة، أول جسر شيّد بتمويل وبسواعد السكان المحليين، دون أية مساعدة أو تدخل من السلطات.
وكلف الجسر الذي سمي بجسر التحدي والأمل وحمل اسم "قحام بلقاسم بن الطاهر" أحد شهداء ثورة التحرير الجزائرية، ما قيمته 7 آلاف يورو، تم جمعها من تبرعات السكان والمحسنين.
وقال يوسف محمد أحد سكان ولاية جيجل "الجسر كلف 100 مليون سنتيم، ولو أنشأته الدولة لكان وصل المبلغ إلى أضعاف ذلك، فالحكومة مختصة في تضخيم فواتير النفقات".
وقضى شباب من البلدة شهراً في إنجاز هذا الجسر الذي بني وفق المعايير الفنية المتعارف عليها، وبمتابعة مهندس مختص.
اقرأ أيضاً: وقود الجزائر لا يؤمن بالحدود
وقال الحسين وهو أحد سكان البلدة لـ"العربي الجديد": "قررنا أن ننجز الجسر وحدنا دون أن ننتظر الدولة، لقد انتظرنا طويلا وعود السلطات لإنجازه، كونه يساعدنا وتلاميذ المدارس على عبور الوادي وخاصة في فصل الشتاء، لكنها لم تنفذ وعودها".
ووضعت على مدخل الجسر الذي يبلغ طوله 40 متراً وبعرض متر واحد لوحة رخامية تحمل أسماء الضحايا الذين جرفهم الوادي، في حوادث سابقة أثناء فيضانه في فصل الشتاء.
ودُشن هذا الإنجاز الشعبي الأول من نوعه في احتفاء شعبي كبير حضره سكان البلدة وعائلاتهم، وبعض السكان من المناطق المجاورة لمشاركة أهالي البلدة فرحتهم بتدشين الجسر.
وعلت زغاريد النساء في الحفل ابتهاجاً بالإنجاز الذي وصل صداه إلى كل الجزائر، وتناقلته مواقع التواصل الاجتماعي، كمبادرة شعبية تستحق التثمين.
وبحسب تعليقات كثيرة انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإن هذه المبادرة تؤشر على عودة الوعي المجتمعي والتضامن الشعبي، خاصة في ظل الأزمة المالية وشح الموارد المالية بالنسبة للدولة وسياسة التقشف في الإنفاق العام وتقليص المشاريع الإنمائية التي تنتهجها الحكومة، نتيجة تراجع واردات البلد في أعقاب الأزمة النفطية في الأسواق الدولية.
اقرأ أيضاً: حدائق الجزائر.. عالم مخيف وسط الورود